Skip to main content

من خلال "القبعة".. فنانون يحاولون إحياء المسرح في كردستان العراق

الأحد 26 فبراير 2023

بعد توقف طويل، تعود الحركة المسرحية بكردستان العراق إلى الخشبة، عبر عروض تبناها صنّاع المسرح لإحيائها من جديد، على أمل أن تحيي هذه المبادرة الفن في المدينة بعد أن أصبح شبه غائب.

فمن مسرح محمد عارف جزيري في دهوك، أجرى ممثلون مسرحيون عروضًا تجريبية لمسرحية تحمل عنوان "القبعة" تتحدث عن الصراع بين الأجيال والتحرر من القيود، إذ يسعى الجيل المعاصر إلى التخلص من القيود الاجتماعية التي تصنف الأمور بين "عيب وحرام"، كما يقول صنّاع "القبعة".

ويقول مخرج المسرحية في حديث لـ"العربي": نعتمد في العرض على نص للكاتب غسان كنفاني، وتطرح المسرحية الجدل القائم بين الفكر الحديث والعادات والتقاليد الموروثة، واصطدامها مع القانون الذي يقف أحيانًا إلى جانب الضحية.

"القبعة" عرض مسرحي جديد يحاول تحريك ركود المسرح في كردستان العراق - العربي

ويحظى العنصر النسائي بحضور واضح في هذه الأعمال، حيث إشكالية المرأة ونظرة المجتمع إليها أهم مواضيعها.

وتسعى شيرين من خلال دورها لفرض قيود على ابنتها خشية من نظرة المجتمع إليها، وتتحكم بابنتها وزوجها مختبئة تحت قبعة الخوف من المجتمع.

وتقول الفنانة شيرين: إنها "تؤدي دور سيدة تحاول منع ابنتها من القيام بأعمال لا يتقبلها المجتمع، وهذه الأم تتدخل بعلاقة ابنتها بزوجها وتتحكم بهما بحكم العادات".

تطرح المسرحية إشكالية اجتماعية تتضمن الصراع بين الأجيال - العربي

ويأمل القائمون على مسرحية "القبعة" أن تلقى مسرحيتهم صدى جيّدًا على أمل عرضها في العراق وتركيا ودول أوروبية أخرى.

وتشير "القبعة" في المسرحية إلى الاختباء وراء العادات الاجتماعية أو القوانين الداعمة لها لتبرير مواقف غير إنسانية، كما يقول القائمون عليها.

أسباب تراجع المسرح في كردستان؟

وفي هذا الإطار، يصف المخرج ناصر حسن حال المسرح في كردستان كحال التجارب السينمائية في العراق، مشيرًا إلى أن الأعمال الفنية تلقى صدى خارج البلاد خلافًا لما تلقاه داخلها من اهتمام من قبل السلطات المعنية بالثقافة والفنون.

وفي حديث لـ"العربي"، من أربيل، يذكر أن عدد الفرق المسرحية التي كانت موجودة خلال السبعينيات والثمانينيات كان كبيرًا جدًا، بالإضافة إلى وجود عدة هيئات فنية في تلك الفترة كفرقة مسرح الفن الحديث، والمسرح الحر الطليعي، فرقة المسرح الشعبي، واتحاد الفنانين الرافدين، والمركز الثقافي السوفييتي.

وحول قصة المسرحية وعلاقتها بالواقع، يشير حسن إلى أن العراق يعاني منذ زمن بعيد من صراع الأجيال الذي ما زال موجودًا حتى الآن، موضحًا أن هذا الصراع هو عبارة عن القبعة، والحقيبة والسفر والاغتراب والانتظار والذي لا يزال العراق يعيش هذه الحالات.

ما هي العوامل التي أثرت على العمل المسرحي؟

ويضيف المخرج ناصر حسن أن التأثيرات السياسية والاجتماعية الثقافية تؤثر على النص والإنتاج المسرحي، ورؤية المخرجين والممثلين، وكذا في الفنون الأخرى.

ويلفت إلى أن من العوامل التي أثرت على الفن المسرحي في العراق، هو الوضع السياسي الذي يعصف بالعراق، بالإضافة إلى الحروب التي تقلل من التجمعات، عدا عن سياسة وزارة الثقافة التي ابتعدت عن دعم هذه الأجيال والفرق الفنية.

كما أن العامل المادي والتمويل والمكان كلها عوامل أثرت على الأعمال المسرحية في كردستان العراق، وفقًا للمخرج ناصر حسن.

المصادر:
العربي
شارك القصة