من قصات الشعر للمكالمات الدولية.. إليكم أغرب القواعد في كوريا الشمالية
على الرغم من أن كوريا الشمالية تعتبر مغلقة أمام السياح العاديين، ومن غير المرجح أن تشاهدوا صورًا من هناك على إنستغرام، إلا أنّها لا تنفكّ عن إدهاش العالم بأسره بسبب المعلومات المثيرة للاهتمام عنها.
فبعيدًا عن "الغموض" الذي يصرّ قادتها على اعتماده في مقاربة الكثير من القضايا، ينظر لكوريا الشمالية على أنها الدولة الأكثر انغلاقًا في العالم، في صورة قد لا تكون مفاجئة بالنظر إلى قوانينها "الغريبة"، إن جاز التعبير.
وتحكم كوريا الشمالية بقيادة الزعيم الأعلى كيم جونغ أون، ما يصحّ وصفها بـ"أغرب القواعد الشمولية" الغريبة والصارمة، والتي لا تطبق في أي دولة أخرى من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
فمن حظر الاستماع إلى الموسيقة الأجنبية، مرورًا بقصات الشعر الموافق عليها حكوميًا، وصولًا إلى منع ارتداء الجينز، قواعد عجيبة قد يظنها البعض طريفة، إلا أن مصير من يخرج عنها قد يصل في بعض الأحيان إلى الإعدام.
1. الموسيقى والأفلام الأجنبية ممنوعة
يمكن أن يؤدي فعل مشاهدة الأفلام الأجنبية أو الاستماع إلى الموسيقى الأجنبية، على بساطته الظاهرة، إلى سجن المواطنين الكوريين الشماليين وأكثر من ذلك.
ففي عام 2015، أمر دكتاتور كوريا الشمالية كيم جونغ أون بإتلاف جميع أشرطة الكاسيت والأقراص المدمجة التي تحتوي على أغانٍ محظورة من قبل الدولة، بهدف "احتواء المعارضة" ومحاربة ثقافة الدول العدوّة.
وعلى سبيل المثال، يمكن أن تؤدي مشاهدة الأفلام الأميركية بالتحديد إلى عقوبة الإعدام في بعض الأحيان. ولا يوجد سوى ثلاث قنوات على التلفزيون في كوريا الشمالية، وجميعها رسمية تقرر الحكومة موادها.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، حكم على رجل من كوريا الشمالية بالإعدام لقيامه بإدخال نسخ من مسلسل "لعبة الحبار" (Squid Game) الكوري الجنوبي الشهير الذي يعرض على منصة "نتفليكس" إلى البلاد، وسجن من كانوا يشاهدونه.
وبحسب موقع "فاراييتي"، أقرت كوريا الشمالية بشهر ديسمبر/ كانون الأول 2020، قانون "القضاء على الفكر والثقافة الرجعية"، الذي يحظر استيراد ونشر المواد الثقافية مثل الأفلام والمسرحيات والموسيقى والكتب في البلاد، ويهدف بشكل أساسي إلى منع انتشار الثقافة والفنون الكورية الجنوبية والأميركية.
2. "جريمة" إجراء مكالمات دولية
لا يمكن لمواطني كوريا الشمالية إجراء مكالمات دولية، لأن ذلك قد يعتبر جريمة هناك في بعض الأحيان.
وتمسك حكومة كوريا الشمالية تكنولوجيا الاتصالات في البلاد بقبضة محكمة للغاية، لا سيما تجاه البلدان التي يشار إليها باسم "الأعداء"، حيث تم الكشف عن ذلك في تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية عام 2016.
ووفقًا لموقع "إنديا تايمز"، تم إعدام رئيس مصنع كوري شمالي عام 2007، رميًا بالرصاص أمام 150 ألف شخص، بعد اتهامه بإجراء مكالمات دولية بواسطة 13 هاتفًا قام بتثبيتها في قبو أحد المصانع.
3. عقاب لثلاثة أجيال
إذا ارتكب أي شخص جريمة في كوريا الشمالية، فلن يعاقب المتهم لوحده فقط، بل قد يشمل العقاب أيضًا أجداده وأولياء أمورهم وحتى أطفاله.
ووفق موقع وزارة الخارجية الأميركية على الإنترنت، يضم معسكر السجناء "كايتشون" في كوريا الشمالية عددًا من "ضحايا العقاب لثلاثة أجيال"، حيث يتم إرسال ثلاثة أجيال من عائلة السجين إلى المعسكر وقد يموتون هناك رغم عدم ارتكابهم أي جريمة بأنفسهم.
وتم إقرار هذا القانون لمنع الناس من الهروب من السجن، بحسب "إنديا تايمز".
4. قواعد قص الشعر وارتداء "الجينز"
عام 2013، أصدر كيم جونغ أون قائمة بقصات الشعر المسموح بها لموطني البلاد، وتضم 18 قصة شعر محددة للنساء، و10 قصات شعر للرجال معتمدة من قبل الدولة، وكل تسريحات الشعر الأخرى محظورة تمامًا.
وتذكر وسائل إعلام غربية، أن الرئيس الكوري لم يدرج تسريحة شعره في القائمة، لأنه أراد أن يبقيها فريدة له، حيث لا يمكن لأي شخص أن يجرؤ على نسخ تصفيفة شعر الزعيم.
كما أنه من المفترض أن تعتمد المرأة المتزوجة في كوريا الشمالية، قصات شعر أقصر من المرأة غير المتزوجة.
في السياق، لا يُسمح للشباب الكوريين الشماليين ارتداء الجينز، لأنه يُعتبر رمزًا للرأسمالية وموضة غربية "منحطة"، وفق موقع "راديو فري آسيا".
وبحسب الموقع، إذا تم القبض "على المخالفين"، ستأخذهم السلطات إلى مكتب رابطة الشباب، حيث يتعين عليهم "الاعتراف" بجرائمهم في رسائل مكتوبة. وتابع المصدر أن "الجناة" لا يطلق سراحهم إلا بعد أن يجلب لهم شخص ما ملابس "مقبولة" لارتدائها.
5. تقويم خاص
لدى كوريا الشمالية رزنامة خاصة، هي تقويم "زوتشيه" المختلف عن بقية العالم.
ويبدأ هذا التقويم في 15 أبريل/ نيسان 1912 أي تاريخ ميلاد الزعيم الكوري العزيز المؤسس للبلاد؛ كيم إيل سونغ.
فعلى سبيل المثال، نقلت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية أن وكالة الأنباء المركزية الكورية تؤرّخ أخبارها بعام "زوتشيه 111"، بدلاً من عام 2022.
وقد طُرح هذا التقويم عام 1997، بعد ثلاث سنوات من وفاة كيم.
6. إذن لاستخدام الكهرباء
يواجه الكوريون الشماليون انقطاع التيار الكهربائي كل ليلة بسبب أزمة الطاقة في البلاد، هذا وكون استخدام الكهرباء يحتاج إلى إذن واضح من الحكومة.
كذلك، يعتبر امتلاك آلة "الميكروويف" فعلًا غير قانوني في كوريا الشمالية، بحسب "إنديا تايمز".
7. "التجديف" على كيم وأسرته
يجب على جميع الكوريين الشماليين الذين يعيشون تحت حكم كيم جونغ أون، أن يقسموا على الولاء والطاعة له ولعائلته وللدولة.
فأي شيء يمكن اعتباره إهانة لعائلة كيم، حتى أن انتقاد أو إهانة العائلة تعتبرها حكومة كوريا الشمالية "تجديفًا" وتعاقب بشدة عليها.
وينطبق ذلك أيضًا على كل من المهاجرين من كوريا الشمالية والسياح (إذا وجدوا)، فكل ما يمكن اعتباره تهديدًا أو إهانة سيؤدي إلى السجن أو حتى الإعدام.
كما ينبغي على جميع الأسر الكورية بأن تضع صور لأسرة كيم جونغ أون في بيوتها وأن تحافظ على نظافتها.