Skip to main content

مواقف متباينة من زيارة المبعوث الأممي إلى عدن

السبت 9 يناير 2021
غريفيث عبّر عن إدانته الشديدة لـ "الاعتداء المروع الذي استهدف أعضاء الحكومة فور وصولهم إلى مطار عدن".

تباينت ردود أفعال اليمنيين إزاء زيارة قصيرة قام بها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، للعاصمة المؤقتة عدن جنوب البلاد، بين متفائل ومتشائم.

والخميس، أنهى غريفيث زيارة قام بها إلى عدن ضمن مساعيه الرامية لإقناع الحكومة اليمنية بالموافقة على خطته لإحياء مسار السلام مع جماعة الحوثي، والتقى خلالها عددًا من المسؤولين بينهم رئيس الحكومة معين عبدالملك ووزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، ومحافظ عدن أحمد لملس.

واعتبرت شخصيات يمنية الزيارة "دافعًا جديدًا" في مسار الحل السياسي الشامل ووقوفًا على الحادث الإجرامي الذي استهدف مطار عدن، وبالتالي إدانة المجرم الحقيقي وتسميته، فيما اعتبرها آخرون شكلًا من أشكال "الزيارات الفارغة" التي اعتاد المبعوث على إجرائها بين الحين والآخر.

وفي هذا السياق، اعتبر وكيل محافظ عدن نصر الشاذلي أنّ زيارة غريفيث ولقاءه بعدد من المسؤولين "مهمّة وذات دلائل عميقة"، لافتًا إلى أن أهم تلك الدلالات "هي حالة التعافي المستمرة التي تعيشها عدن، الأمر أكده المبعوث في حديثه مع المحافظ وشعوره بالسعادة لما تم تحقيقه حتى الآن في العاصمة".

بدوره، اعتبر الصحفي عبد الرقيب الهاتف، في منشور له على صفحته في "فيسبوك"، أن "زيارة غريفيث رسالة واضحة لقوى التخريب والإرهاب"، مشيرً إلى أن العالم لا يرى إلا بعيون الحكومة الشرعية، ولا مكان للإرهاب على أرض اليمن.

وكان غريفيث اطلع فور وصوله إلى المطار برفقة المحافظ أحمد لملس على آثار الهجوم الذي تزامن مع وصول أعضاء الحكومة اليمنية قادمين من العاصمة السعودية الرياض في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد أيام من تشكيلها وأسفر عن مقتل 27 شخصًا وإصابة آخرين.

واتهم مسؤولون حكوميون جماعة "الحوثي" بالمسؤولية عن تلك التفجيرات، فيما نفت الجماعة تلك الاتهامات.

وعبر غريفيث وفقًا لبيان صدر عنه عنه عقب الزيارة إلى عدن، عن إدانته الشديدة لـ "الاعتداء المروع الذي استهدف أعضاء الحكومة فور وصولهم إلى مطار عدن".

زيارة فارغة المحتوى

بدوره، المتحدث باسم جماعة "الحوثي" محمد عبد السلام، رأى أن زيارة غريفيث الأخيرة إلى عدن "شكل من أشكال الزيارات الفارغة". وقال في تغريدة على حسابه في "تويتر"، إن المبعوث الأممي "انشغل بالشكليات والزيارات فارغة المحتوى للتغطية على استمرار العدوان والحصار، في إشارة إلى (التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات)".

واعتبر أن غريفيث "لا يزال يتجاهل المعاناة الإنسانية الكبرى التي يعاني منها كل أبناء الشعب اليمني المتمثل بالحصار وإغلاق الموانئ والمطارات".

وعلق المحلل والكاتب السياسي اليمني محمد جميح في تغريدة، على زيارة غريفيث بقوله: "ليست العبرة في أن تظهر صورة لغريفيث مندهشاً من حجم الجريمة الإرهابية التي نفذها الحوثيون في مطار عدن". وأكد أن "العبرة في أن يتضمن تقريره (غريفيث) لمجلس الأمن إدانة واضحة ليس للجريمة وحسب، ولكن لمن نفذها".

المطالبة بإدانة واضحة

من جانبه، وجه رئيس بعثة اليمن في الولايات المتحدة عادل السنيني رسالة إلى غريفيث على حسابه في "تويتر" قال فيها: "السيد غريفيث، نثمن زيارتكم والاطلاع على الجريمة الإرهابية لاستهداف الحكومة بمطار عدن". وأضاف: "يتطلع اليمنيون إلى إحاطتكم القادمة في جلسة مجلس الأمن الدولي لإصدار إدانة واضحة دون مواربة للجريمة الإرهابية ومنفذيها المليشيات الحوثية وتضمين ذلك في تقرير وبيان مجلس الأمن".

يُذكر أن زيارة المبعوث الأممي إلى عدن جاءت عقب لقائه في الرياض الثلاثاء مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

ولا تزال الشرعية اليمنية، بحسب مصادر مطلعة، تعترض على العديد من النقاط في مسودة غريفيث التي يطلق عليها (الإعلان المشترك)، خاصة في ما يتعلق بالتدابير الإنسانية والاقتصادية. إذ ترى في الموافقة على البنود المقترحة اعترافًا بسلطة الانقلابيين الحوثيين وتفريطًا في حقها السيادي المتعلق بهذه الملفات.

ويشهد اليمن، منذ 6 سنوات، حربًا بين القوات الحكومية، مدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، وبين الحوثيين، المدعومين من إيران من جهة أخرى، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.

المصادر:
الأناضول
شارك القصة