Skip to main content

"ناسا" تعترض.. صراصير أكلت غبار القمر تعرض للبيع في مزاد

الأحد 26 يونيو 2022

عُرضت ثلاث حشرات للبيع في مزاد علني افتراضي إضافة إلى غبار من القمر، حيث شاركت في تجربة عام 1969 لمراقبة تأثيرات المواد القمرية على الحياة الأرضية، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز". 

وقال بوبي ليفينغستون، نائب الرئيس التنفيذي في مزاد "آر آر"، المتخصص في بيع التذكارات التاريخية والفضائية: إن "تقديم العطاءات للمزاد، الذي وصف بأنه "نادر"، بدأ في 25 مايو/ أيار الماضي ووصلت إلى 40 ألف دولار".

"غير قانوني"

وكان من المتوقع أن يرتفع هذا المبلغ في مزاد علني كان مقررًا يوم الخميس الماضي في فندق في كامبريدج، ماساتشوستس، لكنه ألغي بعد أن زعمت وكالة الفضاء الأميركية أن التجربة تخص الوكالة.

وفي رسالة مؤرخة بـ15 يونيو/ حزيران الجاري، وصفت الوكالة بيع تلك العناصر بأنه "غير لائق وغير قانوني" وقالت: "إنه لم يتم منح أي شخص أو جامعة أو كيان آخر إذنًا" للاحتفاظ بعينات من مهمة أبولو. وطلبت ناسا أيضًا من دار المزادات المساعدة في تحديد مالك المواد المعروضة.

"تجربة الصراصير"

وبدأت قصة "تجربة الصراصير" في 20 يوليو/ تموز 1969 حيث جمع أرمسترونج وباز ألدرين من طاقم أبولو 11 47 رطلاً من المواد القمرية لإعادتها إلى الأرض للدراسة.

وكانت "ناسا" قلقة بشأن ما إذا كانت تربة القمر ستكون سامة للحياة على الأرض. لذلك قامت بإطعام المادة إلى 10 أنواع من الحيوانات بما في ذلك الأسماك والحشرات، لمدة 28 يومًا واستعانت بالباحثين من جميع أنحاء البلاد لتقييم الآثار، حسبما ذكرت مجلة "سينس" عام 1970.

وانتهى المطاف ببعض الصراصير الألمانية التي كانت تتغذى على النظام الغذائي القمري في مختبر ماريون بروكس ، عالمة الحشرات في جامعة مينيسوتا. ولم تجد أي دليل على أن غبار القمر كان سامًا للصراصير ، وفقًا لمقال في صحيفة "ذا ستار تريبيون أوف مينيابوليس" في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1969.

وبحسب "نيويورك تايمز"، عندما انتهت التجربة، أعادت الأستاذة الصراصير ومحتويات بطونها إلى منزلها، حيث احتفظت بها حتى وفاتها عام 2007.

وعام 2010، باعت ابنتها فيرجينيا بروكس المواد بأقل من 40 ألف دولار، بحسب تصريح لها قبل يومين. وليس من الواضح ما إذا كان الشخص الذي اشترى المواد منها هو نفسه الذي عرضها للبيع في المزاد حيث تحافظ إدارته على خصوصية اسم البائع.

وقال مارك زيد، محامي دار مزادات "آرآر": "إن مخاوف ناسا كانت كافية لوقف المزاد". 

وقال: "الحكومة لديها مشكلة مع الأصل القانوني في هذه الحالة لأنها لا تستطيع في هذه المرحلة تقديم الوثائق التي تحكم معاملة تقديم الصراصير إلى الباحثة وجامعة مينيسوتا".

لكن ابنة عالمة الحشرات بحثت عن عقد يحكم التجربة لكن دو جدوى، لكنها وجدت في خزنة في قبو منزلها ملفات عن التجربة ولوحة منحتها وكالة ناسا لوالدتها والعديد من قصاصات الصحف حول التجربة. ولا تندم بروكس على المبلغ المالي الذي تلقته مقابل بيع الحشرات حيث تعتبر أنها كانت صفقة عادلة في ذلك الوقت. وقالت: "كانت مجرد صراصير". 

عدم كفاية إجراءات الملكية

وقال تدقيق أجراه المفتش العام للوكالة عام 2018 إنها فقدت "كمية كبيرة" من ممتلكاتها بسبب "افتقارها للإجراءات الكافية". ووجد أنه في حين أن وكالة "ناسا" قد أدخلت تحسينات في العقود الستة الماضية، كان استرداد الممتلكات في كثير من الأحيان صعبًا بالنسبة لها بسبب إحجامها عن تأكيد الملكية وعدم كفاية إدارة السجلات.

ووجد التدقيق أن الوكالة فقدت حيازتها لحقيبة استخدمها رائد الفضاء نيل أرمسترونغ لجمع عينات من الصخور القمرية، وذلك بسبب ضعف حفظ السجلات لدى وكالة "ناسا". بيعت الحقيبة البيضاء الصغيرة في مزاد سوثبيز بمبلغ 1.8 مليون دولار في عام 2017. وقبل بضع سنوات، رُصد نموذج أولي لمركبة "لونر روفنغ فيكل" بواسطة مرشد في حي سكني في ألاباما. وقد باعه مالك ساحة خردة في مزاد مقابل مبلغ لم يكشف عنه.

وتستحوذ تربة القمر على اهتمام العلماء، ففي مايو/ أيار الماضي قام العلماء بزراعة نباتات في تربة القمر باستخدام عينات تم أخذها خلال بعثات "أبولو" التابعة لـ"ناسا" إلى القمر في عامي 1969 و1972. وهذه التجربة الأولى التي تنبت فيها النباتات وتنمو على الأرض في تربة من جرم سماوي آخر.

وزرع العلماء بذور عشبة مزهرة صغيرة تسمى "رشاد أذن الفأر" في 12 حاوية صغيرة في كل منها غرام واحد من تربة القمر "الثرى القمري" وشاهدوها وهي تنبت وتنمو. لكن نمو هذه النباتات كان أضعف وأبطأ وأصغر  حجمًا من النباتات على تربة الأرض. 

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة