Skip to main content

"نبرة أميركية جديدة".. هل تمهّد إدارة بايدن لاستراتيجية مختلفة في المنطقة؟

الخميس 27 مايو 2021
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في العاصمة الأردنية عمّان مختتمًا جولته في الشرق الأوسط

اختتم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة سريعة إلى الشرق الأوسط فرضتها حرب غزة، وشملت تل أبيب ورام الله والقاهرة، وانتهى به المقام في العاصمة الأردنية.

وهدفت الزيارة إلى تثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة، بعدما فرضت القضية الفلسطينية نفسها على أجندة الإدارة الأميركية الجديدة.

ولم تحمل جولة بلينكن الكثير من المفاجآت، ولا يُعتقَد أنّها ستسفر عن تحقيق المعجزات في تغيير مسارات 4 سنوات من الانحياز الأميركي التام لسياسات إسرائيل، بحسب مراسل "العربي".

هل تُستأنَف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟

في مصر، أكد بلينكن أنّ القاهرة وواشنطن تعملان معًا من أجل السماح للإسرائيليين والفلسطينيين بالعيش بسلام وأمن، بحسب تعبيره.

من جانبه، أبلغ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية الأميركي بضرورة إجراء مفاوضات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين برعاية أميركية.

وأوضح بيان الرئاسة المصرية أنّ الأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية تؤكد على أهمية العمل بشكل فوري لاستئناف هذه المفاوضات بانخراط أميركي فاعل لضمان عودة الطرفين مجددًا إلى طاولة الحوار.

ملفات عديدة على "أجندة" مباحثات الأردن

أما في عمّان، فحذّر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله وزير الخارجية الأميركي من استمرار محاولات التهجير المتكررة لأهالي أحياء القدس الشرقية. وشدّد على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس، وعدم المساس بمقدّساتها.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي تركيز الإدارة الأميركية على بلورة فرص استئناف عملية السلام وصولًا إلى حلّ الدولتين. وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي: إنّ العاهل الأردني لعب دورًا رئيسيًا في التوصّل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزّة.

وتركّزت المباحثات في الأردن على ملفات عديدة أهمّها فرض هدنة طويلة الأمد في غزة، وضخّ الحياة في مسار المفاوضات المتوقف منذ سنوات، إضافة إلى ملفّ إعادة إعمار غزة.

نبرة أميركية جديدة مختلفة كليًا عن السابق

ويأمل مدير المركز العربي في واشنطن خليل جهشان أن يكون هناك تغيير في سياسة الإدارة الأميركية، لكنّه يلفت إلى أنّ شيئًا ملموسًا لم يحدث بعد على الأرض.

ويشير جهشان، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّه من الواضح من زيارة بلينكن أن هناك نبرة أميركية جديدة تختلف كليًا عن فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترمب.

لكنّه يشدّد على وجوب "أن ننتظر حتى تترجم الإدارة الحالية هذه المشاعر إلى استراتيجية جديدة تبشّر بالخير، وفي الأساس تلبّي الحدّ الأدنى من طموحات الشعب الفلسطيني".

التاريخ لا يعود إلى الوراء

ويلاحظ جهشان أنّ زيارة بلينكن لم تأتِ في فراغ، لا سيما بعدما أصرّت الإدارة منذ أشهر على أنها لن تتدخل في النزاع العربي الإسرائيلي، إلا أنّها اضطرت أن تضع القضية الفلسطينية على سلّم أولوياتها شاءت أم أبت.

وإذ يعتبر ذلك انعكاسًا لما جرى على أرض الواقع في فلسطين وخصوصًا في غزة، يشدّد على أنّ التاريخ لا يعود إلى الوراء، "وبالتالي إذا كانت الإدارة تنوي فقط العودة إلى عملية سلمية كما في الماضي على المرجعيات والأسس نفسها فهذا سيكون مضيعة وقت".

ويضيف: "أما إذا جاءت بأفكار جديدة وخطوات جديدة وعملية سلمية جديدة عندها من الممكن أن نقول: إن الإدارة قد تعلّمت درس الأحداث في فلسطين".

المصادر:
العربي
شارك القصة