Skip to main content

نجوم "يوتيوب" الجدد في المغرب سجناء سابقون

الجمعة 29 يناير 2021
يحكي السجناء السابقون عن مشاكل السجون في المغرب

يجد عدد من السجناء السابقين في المغرب في موقع "يوتيوب" منصة للانطلاق في عالم النجومية وحصد ملايين المشاهدات.

وتنتشر هذه الممارسة منذ فترة، حيث يعرض "النجوم الجدد" قصصهم في السجن.

ومن بين القصص صراعات بين المساجين، ومواجهات مع موظفي السجون، وسوء المعاملة ومعضلة الاكتظاظ.

وفي الوقت نفسه، يحض السجناء السابقون الشباب على أخذ العبرة، ويسعون إلى توعيتهم بعدم السقوط في فخ الإجرام.

وعلى "يوتيوب" يسرد السجين السابق، محمد مستظرف، مغامراته بائعاً للمخدرات داخل السجن. حيث أمضى الرجل الملقب بالسلاوي ما مجموعه 23 عاماً من سنواته الـ43. ويقول إنه كان يربح الكثير من المال داخل السجن كما خارجه. لكنه يستدرك "كنت محروماً من الحرية، واليوم أحاول أن أستغل الحرية التي أنعم بها لمشاركة تجربتي مع الشباب".

ويعرض السجين السابق تجربته وراء القضبان من دون تحفظ ومع شيء من المبالغة والتعليقات الساخرة أحياناً. وحصدت فيديوهاته أكثر من 13 مليون مشاهدة. وبدأ مستظرف ببثها على يوتيوب أواخر 2019.

ويشير إلى أن هدفه تغيير نظرة الناس إلى السجناء القدامى، بعد أن طوى صفحة السجن منذ الإفراج عنه آخر مرة العام 2016.

ويتحدث في التسجيلات عن مشاكل بنيوية تعاني منها السجون، مثل "تكديس السجناء" في زنازين تضيق بنزلائها، والحراس المرتشين، وشبكات الاتجار بالمخدرات داخل السجون. كما يبث فيديوهات ينبّه فيها أحياناً إلى وفيات داخل السجون. أو ينشر رسائل من سجناء يشكون من انتهاكات.

بدوره، يبثّ السجين السابق إلياس قوراري فيديوهات تحصد ملايين المشاهدات على يوتيوب. ويرى في الحديث بقلب مفتوح نوعاً من العلاج النفسي. ويقول إن الكاميرا شفته، بعد أن خلقتْ نظرة الناس إليه بدونية شعوراً لديه بالكراهية والغضب إزاء المجتمع.

وبعد مغادرته السجن آخر مرة العام 2018، قرّر قوراري تغيير حياته. وبدأ ببث فيديوهات يروي فيها سيرة سنوات السجن التي بلغ مجموعها 17 عاماً بسبب إدانته بالاتجار بالمخدرات. ويتابعه حالياً أكثر من 240 ألف مشترك. وحصد حتى اليوم أكثر من 21 مليون مشاهدة. لكنه ينوه إلى أن ما تخلفه هذه القناة من عائدات مالية يبقى هامشياً. بينما حفزه نجاحه ليؤسس شركة إنتاج سمعي بصري في مدينة القنيطرة، حيث يعيش قرب العاصمة الرباط.

المندوبية العامة للسجون تتهتم القنوات بترويج الأكاذيب

من جهتها، تقول المندوبية العامة للسجون إنها لا تولي أهمية لهذه القنوات. وتفضل عدم الرد على ما تصفه بالأكاذيب التي تروجها. لكنها تشدد بالمقابل على أنها تعطي أهمية كبيرة للفيديوهات التي ينشرها أقارب سجناء متضمنة شكاوى أو ادعاءات بسوء المعاملة.

وتحدثت تقارير رسمية سابقا عن جوانب من المشاكل التي ترد في شهادات السجناء السابقين. وأشارت إلى أن متوسط المساحة المتاحة لكل سجين لا تتجاوز 1,8 متر مربع، وفق تقرير المجلس الأعلى للحسابات العام 2018. بينما وصفت مندوبية السجون في تقرير العام الماضي الازدحام داخلها بالمشكلة المزمنة.

ونبّه تقرير لمرصد السجون، إلى أن معدل ملء بعض السجون يتجاوز 250%. وأشار إلى غياب النظافة والنقص في العاملين في القطاع الطبي وصعوبة الحصول على خدمات طبية. وسُجّلت أكثر من 700 شكوى سوء المعاملة، في 2019.

وبفضل هذه القنوات اكتشف الجمهور قصة ملاكم سابق غادر السجن العام الماضي إلى زنزانة أقامها على سطح بيته. ورفض مغادرتها ما لم تفتح قضيته من جديد. واختار محمد بنتازوط، الذي يبلغ 57 عاماً، هذا الأسلوب الحاد للاحتجاج على ما يعتبره حكماً ظالماً. بعد أن قضى أكثر من 20 عاماً وراء القضبان بسبب جريمة قتل.

ومكنّه الظهور على يوتيوب من مشاركة قصته مع جمهور واسع في المغرب والخارج.

ويرى بنتازوط في قنوات السجناء السابقين على يوتيوب متنفساً ملأ الفراغ الذي خلفته وسائل الإعلام الرسمية.

 

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة