Skip to main content

نهائي دوري أبطال أوروبا.. ذكريات الموت في "هيسل" التي ترافق ليفربول

الخميس 26 مايو 2022
ملعب هيسل في بلجيكا وقميص يوفنتوس الذي فقد العشرات من جمهوره - فيسبوك

سيكون ليفربول طرفًا في المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا، يوم السبت المقبل في باريس، حيث سيواجه ريال مدريد الإسباني في نهائي مكرر لنسخة عام 2018، التي كانت من نصيب الميرنغي بنتيجة 3-1.

ومع وصول الريدز إلى النهائي، تعود ذكرة واحدة من أسوأ كوارث كرة القدم إلى الأذهان، والتي شهدها ملعب هيسل في مدينة بروكسل البلجيكية عام 1985، حين قضى 39 مشجعًا أغلبهم من جمهور يوفنتوس الإيطالي، بسبب انهيار جدار بفعل التدافع حين هاجمت الجماهير الإنكليزية مدرجاتهم.

"مباراة العمر"

ويروي إد فوليامي الكاتب السابق في صحيفتي الغارديان وأوبرزفر البريطانيتين، وأحد شهود العيان في تلك المجزرة، عن اللحظات التي عاشها في هيسل. ويقول: "ذهبنا حينها، مثل عشرات آلاف المشجعين، لمشاهدة ما كنا نعتبرها مباراة العمر، فقد كان ليفربول يضم كبار اللاعبين أمثال كيني دالغليش وإيان راش، فيما يتقدم يوفنتوس ميشال بلاتيني، نجم كأس أوروبا عام 1984. بالإضافة إلى البولندي بونييك والإيطالي شيريا وآخرين".

جانب من المدرجات بعد المجزرة - فيسبوك

ووقعت الحادثة حينها على المدرجات التي خصصها المنظمين للجمهور المحايد، والتي لقيت معارضة من طرفي النهائي، اللذين اعتبرا أنها قد تكون مغرية لاختلاط أنصار ليفربول ويوفنتوس الذين سيسعون لحجز بطاقات من السوق السوداء، في حال امتلاء المدرجات المخصصة لهم.

"الكراهية"

وحين بدأ جمهور يوفنتوس يحتل تلك المساحة من المدرجات، بسبب تواجد جالية ضخمة من الإيطاليين في بلجيكا، اجتاز جمهور ليفربول السياج المخصص لهم باتجاه المساحة نفسها، مشتبكين مع جماهير "السيدة العجوز" الذين فضل معظمهم الهروب من "الهوليغنز" الإنكليزي السيئ السمعة في كرة القدم الأوروبية. 

ويكمل فوليامي شهادته قائلًا: "مشينا عبر ساحة بروكسل الكبرى، وكانت الأرض ممتلئة بسجادة من زجاجات البيرة المكسورة، وصعدنا إلى الاستاد مع الإنكليز، وهم يتمايلون في حالة سكر مشهرين بكراهية تجاه الأجانب في ذلك اليوم. وحين أخذنا مقاعدنا صادفنا اللحظة القاتلة، وكان تحتنا مدرج من الذعر، والضجة التي بدت كسلسلة انفجارات حين انهار الجدار". 

وتابع: "لقد رأينا صفًا من الجثث، والكثير من الصيحات، لكن المفارقة قاسية للغاية، فبعد أربع سنوات، عانى مشجعو ليفربول أنفسهم من مذبحة مماثلة لتلك التي حدثت في ملعب هيسل" .

جانب من لحظات التدافع القاتلة خلال مجزرة هيسل - فيسبوك

فعام 1989، وقعت حادثة مماثلة في هيلزبورغ بإنكلترا، لكن جماهير ليفربول كانت هي الضحية؛ إذ توفي حوالي 95 شخًصاً جراء التدافع في ملعب "شيفلد وينزداي"، حين تدافع الجمهور الضخم للفريق داخل المدرجات باتجاه السياج الفاصل عن أرضية الملعب الصغير، ما أدى لحالات احتناق ودهس تسببت في تلك الكارثة الأسوأ في تاريخ البلاد.

وسام لورينتي

لم يتذكر والد الطفل الإيطالي أندريا لورينتي ابنه، بل هب لمساعدة آخرين من مشجعي يوفنتوس في ملعب هيسل؛ فلقي حتفه عندما سُحق هو أيضًا خلال محاولة الفرار من أنصار الريدز.

ويروي لورينتي لـ"الدايلي ميل" البريطانية عن تلك اللحظات، فيقول إن جده وجد والده الطبيب روبرتو صاحب الـ31 عامًا مستلقيًا على وجهه في المربع Z من ذلك الملعب المتهدم في بروكسل.

وبناءً على تصريحات شهود على الحادثة، نال روبرتو من الحكومة الإيطالية الميدالية الفضية للشجاعة، بعد أن قام بإنعاش صبي وسط المذبحة قبل أن يموت، ويقول أندريا: "أنا فخور جدًا بوالدي، إنه قدوة لنا جميعًا".

وحتى اليوم، يستهجن العديد من النقاد الأوروبيين، كيف قرر الاتحاد إطلاق المباراة بعد ساعتين من المذبحة، والتي انتهت بفوز يوفنتوس بنتيجة 1-0 سجلها ميشال بلاتيني من خلال ضربة جزاء في الدقيقة 58. 

وتسببت مذبحة "هيسل" بعقوبات تاريخية تخطت الريدز باتجاه كل الفرق الإنكليزية حينها، فقرر الاتحاد الأوروبي بعدها معاقبة أندية الدوري الممتاز من لعب البطولات الأوروبية لمدة خمس سنوات متتالية، غاب فيها الإنكليز عن الساحة القارية وحرموا من رفع أرصدة فرقهم في سجلات اللعبة الأوروبية.

المصادر:
العربي
شارك القصة