Skip to main content

هل يعد الجمال المعيار الأوحد للظهور على الشاشات؟

الثلاثاء 1 فبراير 2022

في عالم أصبحت فيه الصورة هي الأساس، أصبح الجمال جوازًا للوصول إلى الشاشات والقلوب معًا، حيث إن من يملك الجمال تسهل حياته، ومن يحرم منه يحرم من الظهور على الشاشات.

وطرحت الصحافية لميس أندوني في صحيفة "العربي الجديد"، موضوعًا حمل عنوان "لا مكان على الشاشات لغير الجميلات".

وحاولت أندوني من خلال تقريرها الإضاءة على اعتماد الجمال معيارًا أساسيًا في التوظيف التلفزيوني مهما كانت الكفاءة، واستبعاد من لا يملكن سحر الجميلات، الأمر الذي يدفع العديد من الفتيات إلى اللجوء لعمليات التجميل لتغيير شكلهن حتى يثبتن كفاءتهن في هذا المجال، أما من لا تملك ثمن العمليات كافة، فتطمر أحلامهن وإن كن من المثقفات.

والموضوع بحد ذاته ليس بجديد، فمع تطور الصناعة التلفزيونية ودخول عصر الاستهلاك، والجميلات يسيطرن على الشاشات، وقد طُرح مرارًا موضوع سيطرة ملكات الجمال على الشاشة انطلاقًا من تقديم البرامج وصولًا إلى التمثيل مرورًا بكل ما يتعلق بالشاشات الصغيرة والكبيرة معًا، وذلك بغض النظر عن الكفاءة.

وترى أندوني أنه حتى الجميلات لا يسلمن من النقد والتعليقات الجارحة بعد أن تظهر التجاعيد، وتنكمش الشفاه، فيلجأن إلى عمليات التجميل، ليتفاجأ الجمهور بأنهن أصبحن أصغر بعشرين سنةً أو حتى ثلاثين عامًا.

أما الجديد اليوم فهو سيطرة الجمال على مواقع التواصل الاجتماعي الذي بات واضحًا من خلال الحصول على المتابعات والإعجاب، الأمر الذي يهمش الأشخاص الذي لا يملكون الجمال الكافي، ويدفع العديد منهم للظهور خلف قناع رقمي يخفي الملامح الحقيقية، ليتمكن من دخول هذا المعترك.

وتنعكس جميع هذه الأمور بشكل مباشر على الثقة بالنفس لدى المتلقي الذي أصبح محاطًا بالجمال من كل حدب وصوب.

هل يعد الجمال نقطة قوة؟

وفي هذا الإطار، أوضحت الاختصاصية في علم النفس إيناس بن سليمة، أن لكل شخص نقطة قوة في الحياة، ويمكن للجمال أن يكون هو نقطة قوة الفرد لإبراز قدراته وذاته، وأن يكون ظاهرًا اجتماعيًا.

وفيما يتعلق بالذين يعانون من نقص أو يعتبرون أنفسهم غير مقبولين على صعيد المظهر الخارجي، شددت في حديث إلى "العربي"، من العاصمة التونسية، على وجوب أن يبحث الفرد عن نقطة القوة التي يملكها كالذكاء والقدرات الحركية والاجتماعية، وقدرات التواصل.

وبينت بن سليمة أن هذه المشكلة تظهر لدى الإنسان في سن المراهقة، لأن الفرد في هذه المرحلة يسعى لأن يكون ظاهرًا وأن يكون مقبولًا على الصعيد الاجتماعي، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن التنمر في هذه المرحلة يخلق مشكلة لدى المراهق على الصعيد النفسي، لذلك يسعى إلى إبراز الجمال الذي يبحث عنه في الطفولة من خلال اللجوء إلى عمليات التجميل.

ولفتت الاختصاصية في علم النفس إلى أن مشكلة الفرد تكمن مع ذاته وليست مع المجتمع، لذلك فهو يلجأ إلى عمليات التجميل بهدف إثبات نفسه.

المصادر:
العربي
شارك القصة