Skip to main content

هل ينجح بينيت في إقناع واشنطن بالعدول عن المسار الدبلوماسي مع إيران؟ 

الجمعة 27 أغسطس 2021

وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد إلى واشنطن، لكنه محمّل بهاجس قديم، إنها إيران مجددًا.

ويتمثل دافع نفتالي بينيت لزيارة الولاية المتحدة للمرة الأولى باستكشاف مواقف الإدارة الأميركية الجديدة، وليكشف من مسافة قريبة رؤى ساسة إسرائيل ونواياهم. 

ويعوّل بينيت في اللقاء وجهًا لوجه مع الرئيس الأميركي جو بايدن على الانطباع الأول. ويصر الإسرائيليون على أن اللقاء سيطوي مرحلة فاترة. لكن عندما يتعلق الأمر بإيران فقد لا يتغيّر الكثير، فحين يُبحث الملف الإيراني سيعود الإسرائيليون إلى سيرتهم الأولى ويُسمع الكلام نفسه عن المواجهة الحتمية مع إيران وعن الوقت الضائع في التفاوض معها.

ويقول بينيت في واشنطن: "إنه يأمل بإقناع الأميركيين بأن الإيرانيين يناورون إلى أن يمتلكوا السلاح الأخضر".

لكن تبدو للإدارة الأميركية شواغل كثيرة حيث ارتد الانفجار الذي هزّ مطار كابل على اللقاء المرتقب ليؤجله. فبايدن يغلق قوس الحرب في أفغانستان بمشقة. تسجّل أميركا لحظة توار وغياب وتصر إسرائيل على أنها وحدها قادرة على ملء ذاك الفراغ. 

يقابل بينيت رئيسًا أميركيًا يملك أوراق ضغط أقل على إسرائيل وفي مواجهة رئيس وزراء إسرائيلي يملك حججًا أكبر. ويصبح السؤال عن احتمال أن توصد واشنطن أبواب المفاوضات مع إيران التي شُرعت قبل شهور، دون عودة طهران إلى الاتفاق مشروعًا. لكن لا يبدو أن الأميركيين يملكون جوابًا بعد. ففي نظر الجميع لا تبدو نهاية هذه المفاوضات قريبة. 

وفي المقابل، تسمع أصوات التهديد من إيران كلما تردد الأميركيون في تنفيذ شروط رفع العقوبات. ويهمس الإسرائيليون للأميركيين أن إيران بتلك الهيئة خطر داهم. وعادت تل أبيب للحشد لحلف اجتهدت في بنائه منذ شهور ولم تتبين ملامحه بعد ولم تقطف ثماره إلى الآن. 

أحداث كابل حرمت بينيت من الاهتمام

يؤكد المدير التنفيذي للمركز العربي في واشنطن الدكتور خليل جهشان أنه لا يمكن أن يكون هناك توقيت أسوأ من اليوم للقاء بينيت وبايدن.  

ويعتبر  في حديث إلى "العربي" من واشنطن أن الأحداث ولا سيما ما حدث في مطار كابل خطف الاهتمام الإعلامي على الأقل من اللقاء المرتقب في واشنطن.

ويقول جهشان: "إنه رغم ما حدث، هناك اهتمام دائم لدى السياسيين الأميركيين بوجهة النظر الإسرائيلية وإعطاء انطباع للرأي العام وخصوصًا الجزء المؤيد للسياسات الإسرائيلية في الداخل الأميركي لأسباب داخلية محضة". 

لكن جهشان يجد أن هناك نقاط خلاف بين الجانبين حيث يضع الجانب الإسرائيلي موضوع إيران في أعلى سلم أجندة هذا اللقاء و"كأن أميركا بحاجة لأخذ نصائح حول إستراتيجية واضحة للتعامل مع إيران من إسرائيل". وتريد إسرائيل فرض إملاءات على واشنطن بالسماح لها بضرب إيران متى شاءت، بحسب جهشان. 

ولا يعتبر جهشان أن أحداث أفغانستان ستؤثر على قرار واشنطن بالعودة إلى الاتفاق النووي. ويضيف: "الأمر يعود في نهاية المطاف إلى تطور المفاوضات مع إيران".

أهداف داخلية

ومن جهته، يستبعد الباحث المتخصص بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت أن ينجح بينيت في ثني واشنطن عن الرجوع إلى الاتفاق النووي مع إيران.

ويرى شلحت في حديث إلى "العربي" من عكا أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي تهدف إلى تحقيق أمرين يتعلقان إلى حد ما بسياسة إسرائيل الداخلية والتحديات التي تواجه الحكومة التي يرأسها بينيت.

ويقول: "الهدف الأول طموح بينيت بإعادة العلاقات الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى ثوابتها،بعدما تعرّضت للخلخلة في حكومات نتنياهو التي استمرت عقدًا من الزمن، والهدف الثاني هو إيجاد سند داعم لحكومة بينيت لمواجهة التحديات الداخلية". 

هل تتخوف إيران من هجوم إسرائيلي؟

ويرى الكاتب المتخصص بالسياسة الخارجية الإيرانية على رضا حاج حسيني أن إيران لا تخشى من ضوء أخضر للهجوم على إيران قد يمنحة بايدن إلى إسرائيل ترضية لها.

ويقول في حديث إلى "العربي": "إن العدوان على أفغانستان والعراق كان عبارة عن تمهيد وتحريض من إسرائيل للهجوم على إيران من جبهتين والقضاء على المنشآت النووية الإيرانية، ولكننا نرى الآن بعد عشرين عامًا وبعد انسحاب أميركا من العراق ثم من أفغانستان، أن إسرائيل لم تصل إلى مبتغاها عبر بقاء قوة عسكرية لمهاجمة إيران". 

واعتبر حاج حسيني أن الهجمات الإسرائيلية التي وقعت في السابق لم تؤد إلى تدمير المنشآت النووية الإيرانية. ويقول: "حصل اختراق امني ومخابراتي وإيران تراجع إجراءاتها وتوكل حماية المنشآت للحرس الثوري". ولفت إلى اختراقات إيرانية للمنشآت الإسرائيلية. 

المصادر:
العربي
شارك القصة