Skip to main content

وزير المالية اللبناني يدق ناقوس الخطر: الترشيد صار لازمًا قبل نفاد الاحتياطي

الجمعة 2 أبريل 2021
طالب وزني بترشيد الدعم قبل نفاد الاحتياطي النقدي

قال وزير المالية بحكومة تصريف الأعمال في لبنان غازي وزني؛ إن المال المخصص لتمويل الواردات الأساسية سينفد بحلول نهاية مايو أيار، وإن التأخر في إطلاق خطة لخفض الدعم يكبد البلاد 500 مليون دولار شهريًا.

وفي الوقت الذي ينهار فيه اقتصاد لبنان، قال وزني يوم الخميس إن المصرف المركزي طلب من حكومة تصريف الأعمال البت في كيفية الرفع التدريجي للدعم، لترشيد استخدام احتياطيات النقد الأجنبي المتبقية.

وقال وزني "يُفترض على الحكومة الاستعجال في الموضوع. إضاعة الوقت كلفتها مرتفعة. كلما تتأخر تكون الكلفة أكثر".

ويؤجج الانهيار المالي اللبناني نيران الجوع والاضطراب في أخطر أزمة تشهدها البلاد منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.

بطاقات تموينية

وأضاف وزني أن خطة الدعم تقلص قائمة المواد الغذائية المدعومة من 300 سلعة إلى 100، وتقلل دعم الوقود والأدوية، مع استحداث بطاقات تموينية تحصل عليها 800 ألف أسرة فقيرة، وذلك بهدف خفض الإنفاق السنوي على الدعم البالغ ستة مليارات دولار إلى النصف.

وأضاف أن الخطة الشاملة للدعم رهن موافقة البرلمان، إذ يجب أن يصادق على تمويل البطاقات. وقال إن رئيس حكومة تصريف الأعمال من جانبه يرغب في أن يكون استحداث البطاقات مرتبطًا بإلغاء الدعم، في توضيح لتفاصيل عملية من المرجح أن تستغرق وقتًا.

في غضون ذلك، تُستنزف الاحتياطيات الأجنبية بوتيرة أسرع مقارنة مع وتيرة اتخاذ المسؤولين لخطوات جادة لترشيد استخدام المال المتبقي، ودعم الواردات الأساسية ومساعدة الفئات الأكثر ضعفًا.

وخسرت العملة أغلب قيمتها منذ أواخر 2019، مما يلقي بأكثر من نصف المواطنين في براثن الفقر مع ارتفاع الأسعار.

لكن الساسة لم يتفقوا بعد على خطة إنقاذ أو حكومة جديدة، منذ استقالة الحكومة في أغسطس/ آب على خلفية انفجار مرفأ بيروت الذي أسفر عن مقتل 200 شخص.

ومرّ عام بالفعل منذ أن أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب إلى انخفاض الاحتياطيات على نحو خطير، وذلك لدى إعلانه تعثر لبنان في سداد دين سيادي.

ردة فعل قاسية

وقال وزني إن احتياطيات النقد الأجنبي عند نحو 15.8 مليار دولار. ويعني ذلك أن الدعم باق لشهرين على أفضل تقدير قبل بلوغ مستوى الاحتياطي الإلزامي، وهو ما تودعه البنوك المحلية بالعملة الأجنبية بالبنك المركزي، والذي يقدره وزني بنحو 15 مليار دولار. وقال إنه في حالة استمرار استنزاف احتياطيات المصرف المركزي من العملات الأجنبية في المستقبل؛ فسيمس في النهاية بما تبقى من أموال المودعين.

ولم يردّ حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة -الذي قال إن الاحتياطيات الإلزامية يجب ألا تستخدم في تمويل الواردات- حتى الآن على طلب للتعليق على الأرقام.

وإلى جانب دعمه سلة الغذاء، سحب المصرف المركزي أيضًا من الاحتياطيات لدعم القمح والوقود والأدوية مع نضوب تدفقات الدولار.

وأثارت التعليقات حول نهاية وشيكة للدعم؛ عمليات شراء مدفوعة بالذعر ومخاوف من نقص السلع في بلد يعتمد على الاستيراد.

وقال وزني إن احتمال حدوث "ردة فعل قاسية" على رفع الدعم يشكل تحديًا، لكنه أضاف: "اليوم المشكلة أنه هي حكومة تصريف أعمال وهذا قرار صعب اجتماعيًا وماليًا... لكنه ضروري وملحّ ويفترض عدم إضاعة الوقت في اتخاذه".

وينضم وزير المالية لعدد كبير من المسؤولين اللبنانيين والأجانب الذين يدعون القيادات السياسية لإنهاء الجمود في المحادثات الرامية لتشكيل حكومة جديدة، محذرًا من أن غياب ذلك سيعني حدوث فوضى.

وكي يحصل لبنان على مساعدات أجنبية هو في أمس الحاجة إليها، يجب على الحكومة الجديدة إحياء محادثات مع صندوق النقد الدولي، وضبط الأوضاع المالية العامة، ومواجهة الفساد الذي يقع في قلب أزمة البلاد.

المصادر:
رويترز
شارك القصة