وسط مقاومة شرسة.. العدوان الإسرائيلي يتواصل على جنين لليوم الثاني

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي عدوانها على مدينة جنين ومخيمها، بعدما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء أمس الإثنين، أن ما سماها "العملية العسكرية ستستمر إذا اقتضت الضرورة حتى تكتمل المهمة".

وصباح اليوم الثلاثاء نقل موقع والا العبري عن مصدر أمني إسرائيلي، أن مشاورات أمنية ستجري خلال الساعات المقبلة لبحث استمرار العملية أو إنهائها، فيما قالت إذاعة قوات الاحتلال، إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لا تزال تبحث عن خليتين داخل المخيم.

اشتباكات عنيفة

وأشار مراسل "العربي" عميد شحادة، إلى أن المخيم شهد اشتباكات هي الأعنف خلال ساعات ليل الإثنين الثلاثاء، لافتًا إلى سماع دوي انفجار عبوات ناسفة ألقاها المقاومون الفلسطينيون على مركبات جنود الاحتلال الإسرائيلي.

وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع عدد الشهداء جراء العدوان إلى 10، وإصابة نحو 100 شخص، بينهم 20 بحالة خطيرة. 

ولفت مكتب إعلام الاسرى إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت نحو 120 فلسطينيًا من مدينة جنين ومخيمها منذ بدء العدوان.

وقبل ساعات، دفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية ترافقها جرافات إلى محيط مخيم جنين، فيما تواصل استهداف منازل المدنيين وممتلكاتهم بالصواريخ واطلاق النار الكثيف، بعد إرغام مئات المواطنين في المخيم على ترك منازلهم تحت تهديد السلاح.

وقال كمال أبو الرب، نائب محافظ جنين: "يسكن المخيم نحو 15 ألف فلسطيني، وعمليات الإجلاء تتم لكل السكان بالتدريج وبالتنسيق مع جهات مختصة". وأفاد أبو الرب أن نحو ثلاثة آلاف من سكان مخيم جنين، غادروا منازلهم منذ بداية العدوان، مضيفًا أنه يجري اتخاذ الترتيبات لإيوائهم في مدارس وملاجئ أخرى في مدينة جنين.

مقاومة شرسة

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" فإن أحياء المخيم، ولا سيما حيي الدمج والحواشين يشهدان مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال، فيما تسمع بين فترة وأخرى أصوات انفجارات، وتشاهد ألسنة النيران وأعمدة الدخان تخرج من المنازل التي يستهدفها الاحتلال.

وكان مراسل "العربي" قد ذكر أن محيط مستشفى خليل سليمان في المدينة، شهد إطلاق تكبيرات لدى سماع أصوات الانفجارات المنبعثة من المخيم، ورجح شحادة استعمال المقاومين الفلسطينيين في المخيم والمدينة تكتيكات محددة للتصدي لهذا العدوان، تعتمد على الاختفاء لفترة طويلة ومباغتة قوات الاحتلال بالعبوات والاشتباك المباشر. 

شحادة قال إن الاشتباكات كانت متنقلة بين محيط وداخل مخيم جنين كما شملت مناطق أخرى في المدينة، مذكرًا بأن كتيبة جنين أكدت في أحد بياناتها بأنها تصدت لقوات الاحتلال في شارع ناصرة، بعد حاجز الجلمة، وفجّرت عبوة ناسفة بالآليات العسكرية الإسرائيلية، في تطور لعمليات المقاومة خارج المخيم.

طائرات ومسيرات

وتواصل قوات الاحتلال شن حملة مداهمات واسعة للمنازل الواقعة على أطراف المخيم، وتنتقل من منزل إلى آخر عبر إحداث ثقوب في جدرانها، فيما تشهد سماء مدينة جنين ومخيمها تحليقًا مكثّفًا لطائرات الاحتلال، ولا سيما الطائرات المسيرة.

وذكر الدفاع المدني في جنين، أن طواقمه تمكنت من إخماد النيران التي اندلعت في ثلاثة منازل، ومطعم في المخيم بعد تعرضها للقصف من طائرات مسيرة.

وكانت قوات الاحتلال، قد اقتحمت أمس الإثنين، مخيم جنين للاجئين بأكثر من 1000 جندي إسرائيلي، مدعومين بالطائرات الحربية والمسيرة، وقصفته بالذخيرة الحية، ما أدى لتدمير العديد من المنازل والبنى التحتية المدنية، وقطع الكهرباء والماء عن المخيم.

وقررت السلطة الفلسطينية، بعد اجتماع ترأسه الرئيس محمود عباس، لبحث العدوان، وقف جميع الاتصالات واللقاءات مع إسرائيل، والاستمرار في وقف التنسيق الأمني، وتقنين العلاقة مع الإدارة الأميركية، والتوجه الفوري لمجلس الأمن الدولي، لتنفيذ القرار 2334 وقرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ووقف الإجراءات أحادية الجانب، وفرض العقوبات على دولة الاحتلال.

كما أفاد تلفزيون "المملكة" الأردني الرسمي، أمس الإثنين، بانعقاد اجتماع "طارئ" لجامعة الدول العربية، اليوم الثلاثاء، لبحث العدوان الإسرائيلي على جنين.