وقف في وجه الاستبداد.. كوفيد-19 يخطف المستشار المصري طارق البشري

رحل المستشار المصري طارق البشري، الفقيه الدستوري والنائب الأول لرئيس مجلس الدولة سابقًا، عن عمر يناهز 88 عامًا،  إثر تأثره بإصابته بفيروس كوفيد-19.

من هو المستشار طارق البشري؟

ولد البشري في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1933 في القاهرة. تخرّج في كلية الحقوق عام 1953، وعُيِّن بعدها في مجلس الدولة واستمر في العمل فيه حتى تقاعده.

وشغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس الدولة ورئيسًا للجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع.

وعينه المجلس الأعلى للقوات المسلحة رئيسًا للجنة تعديل الدستور في عام 2011 في أعقاب ثورة 25 يناير/ كانون الثاني.

وترك البشري عشرات المؤلفات القيمة في القانون والتاريخ والفكر ومن أبرزها: "بين الإسلام والعروبة"، "الديمقراطية والناصرية"، و"الحركة السياسية في مصر 1954-1952".

تكوين معرفي لجيل كامل في مصر

ويتحدث خليل العناني، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، في حديث إلى "العربي"، عن دور البشري في تكوين وعي ومعرفة جيل كامل في مصر. ويشير  إلى دور مؤلفات الراحل في إغناء المكتبة المصرية والعربية حيث تشكل مؤلفاته أساسًا في عمل الباحثين، مضيفًا: "كان أدبًا، أدبًا جمًا".

ويؤكد العناني أن مساهمة البشري تتعدى الكتب لتشمل عشرات المقالات واللقاءات الصحافية التي لا تقل  أهمية بالمحتوى الذي تقدمه. ويقول: "يصعب تصنيف البشري الذي كان مفكّرًا شاملًا؛ فهو الإسلامي والعلماني، يكتب لجميع المصريين في آن". 

كما يرفض العناني وضع المفكر في خط أيديولوجي معين، بل يعتبر أن البشري عكس من خلال كتاباته الحضارة الإسلامية والعلاقة بين العروبة والإسلام. ويرفض كذلك الفكرة السائدة أن "مسار فكر البشري شهد تحوّلًا من اليسارية إلى التيار الإسلامي". 

تعديل الدستور المصري في أعقاب ثورة يناير

ويؤكد أن البشري كان يرى أن الديمقراطية جزء من التقاليد المصرية التي تم الانقطاع عنها في التجربة السياسية في مصر . 

ويشير العناني إلى الدور الفني الذي قام به البشري في لجنة تعديل الدستور، رغم انتقادات "الثوار"، ويقول: "لا يمكن لوم البشري فهو فقيه قانوني، وما قام به هو بالتنسيق مع القوى السياسية التي مثلت الثوار".

كما ينوه العناني بأهمية دور البشري الوطني الذي ترسخ بدعوة المجلس العسكري له ليساهم في تعديل الدستور.