Skip to main content

يرمونها ويحرقونها وأكثر.. الفنزويليون يريدون "التخلص بسرعة" من عملتهم

السبت 7 أغسطس 2021
تشهد فنزويلا أزمة شديدة مع ارتباط الاقتصاد بأكمله تقريبًا بالدولار في الأشهر الأخيرة

يحاول الجميع في فنزويلا التخلص من المبالغ النقدية التي بحوزتهم قبل شطب ستة أصفار من العملة المحلية في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الذي أعلن عنه الخميس. 

وسيحل محل ذلك إصدار جديد من الأوراق النقدية بسبب التضخم المفرط في البلاد التي تشهد أزمة مع ارتباط الاقتصاد بأكمله تقريبًا بالدولار في الأشهر الأخيرة. 

وما زال كثيرون يفضلون شراء الطعام بدلًا من إيداع أوراقهم النقدية في البنك. 

مبالغ ضخمة بلا فائدة

في كشكها لبيع الخضراوات في كراكاس، تتساءل ماريسيلا لوبيز بيأس عما ستتمكن من فعله بأوراقها النقدية القديمة من البوليفار التي ستختفي قريبًا ويستخدمها زبائنها بكثرة ليدفعوا ثمن مشترياتهم.

وقالت البائعة التي تبلغ 34 عامًا: "علينا جميعًا التخلص من النقود بسرعة لأننا لا نعرف ماذا سيحدث بعد ذلك وما الذي سنفعله بهذه العملة"، معبرة بذلك عن قلقها بشأن سعر الصرف المقبل.

وبلغت نسبة التضخم 400 ألف% في 2018 ونحو عشرة آلاف% في 2019 وثلاثة آلاف% في 2020، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتراجع لمصلحة الدولار الأميركي الذي يلقى رواجًا لدى السكان والشركات في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 30 مليون نسمة.

لكن المبالغ الضخمة للأوراق النقدية لا تسمح بشراء سوى كمية قليلة من الخضار أو قطعة لحم صغيرة. وآخر مرة أصدر فيها البنك المركزي أوراقًا ورقية جديدة في مارس/ آذار كانت قيمتها الاسمية 200 ألف و500 ألف ومليون بوليفار.

لكن هذه الأوراق النقدية الثلاث بقيمة إجمالية تبلغ 1,7 مليون بوليفار لا تساوي سوى حوالى 60 سنتًا (0,51 يورو) بالسعر الرسمي. واليوم لا تساوي أكثر من 42 سنتًا (0,36 يورو).

العودة إلى العملات الأجنبية

ومنذ انتشار شائعة حول هذا التغيير المقبل في العملة المتداولة قبل أسبوعين، "بدأ البوليفار الذي اختفى لفترة، الظهور من جديد" حسبما أكدت لوكالة فرانس برس بائعة اللحوم كارمن راميريز (48 عامًا).

وقالت باستغراب: "لم نعد نستخدم البوليفار هنا بل عملات أجنبية فقط". وأملت في أن "تحقق الحكومة هدفها هذه المرة وألا يكون هناك مزيد من الانخفاض في قيمة العملة يقودنا إلى الهاوية".

ومع انخفاض قيمة البوليفار تعرض متاجر ومحلات سوبر ماركت عديدة الأسعار بالدولار وتقبل أنظمة دفع إلكترونية من حسابات مصرفية في الخارج.

وأوضحت ماريسيلا لوبيز أنها دفعت نصف ثمن خضرواتها بالعملة الأجنبية والنصف الآخر عن طريق بطاقة تُستخدم كثيرًا في إجراء تحويلات مصرفية.

وقالت آسفة: "في الشوارع نجد أوراقًا نقدية على الأرض ونرمي أوراقًا نقدية ونحرق أوراقًا نقدية ولم نعد نحترمها بعد الآن، أحيانًا أقول إنها لا تساوي شيئًا".

وتسيطر الحكومة بشكل صارم على صرف العملات الأجنبية ما أدى إلى نشوء سوق سوداء موازية. ويعتمد الفنزويليون على سعر الدولار في السوق الموازية لاحتساب سعر الصرف الحقيقي. ومع الإعلان عن التغيير النقدي، ارتفع سعر الدولار مجددًا.

قرار لن يحل مشكلة التضخم

ويدفع فشل التدابير السابقة لمكافحة التضخم المفرط (تم حذف ثلاثة أصفار في 2008 وخمسة أخرى في 2018) العديد من الفنزويليين إلى التشكيك في جدوى شطب ستة أصفار. وقال أرماندو أوليفييه (70 عامًا) الذي عمل بائع الملابس: "شطبوا الكثير من الأصفار (14 في 13 عامًا) من البوليفار ولم يتحسن شيء".

وأضاف: "عندما بدأوا بشطب الأصفار اعتقدنا أن قيمة العملة سترتفع وأنه قد يصبح بوليفارًا قويًا، لكن هذا كان سخيفًا لأنه لا يتطابق مع الواقع".

ولم يسمع بيدرو سالسيدو حارس الأمن البالغ 70 عامًا عن التغيير من قبل. وقال: "هذا لن يحل مشكلة التضخم"، مرددًا تحذيرات أطلقها اقتصاديون أشاروا إلى غياب خطة اقتصادية لمواكبة الإجراء النقدي.

وأضاف الرجل الذي كان يحمل كيسًا نصف فارغ: "اليوم لم أتمكن من شراء كل ما أحتاج إليه. أتيت لشراء الدجاج والسمك، وكل ما حصلت عليه هو الدجاج. لم يكن لدي مال يكفي".

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة