يساعدهم على تطوير شخصياتهم.. هل يجب أن نخشى من فشل أطفالنا؟
قد يخفق الطفل في إنجاز مهمة أو في التحصيل الدراسي، أو في موقف معين، لكن ذلك لا يعني نهاية المطاف بل هي بداية جديدة وجيدة للتعلم.
وتخشى الأسر من فشل أطفالهم أو إخفاقهم، خوفًا على حالتهم النفسية وتوجسًا من زعزعة ثقتهم بأنفسهم، لكن هناك حقيقة قد لا يعلمها بعضهم، وهي أن إخفاق الأطفال أمر جيد، وخطة حاسمة على طريق التعلم.
ويؤكد الخبراء أن الفشل يترافق مع نمو دماغي متسارع ونضوج في التفكير، وسرعان ما يعيد الاتزان النفسي للطفل، إذ يعمل على طريقة تجديد تحد الإخفاق بالإصرار والمثابرة وتكرار المحاولة للخروج من الحالة السلبية التي قد يعاني منها الطفل.
ويعد إخفاق الأطفال وفقًا للخبراء، فرصة ثمينة لإعادة النظر في القدرات والطرق التي استخدمت في تحقيق الأهداف بغية تحويلها إلى طاقة إيجابية للانطلاق مجددًا بطريقة مختلفة.
وعلى الأهل تقبل الفشل والابتعاد عن المثالية والتوقف عن مقارنة طفلهم بغيره، واتباع بعض الأساليب لتحويل الفشل إلى فرصة، وعدم لوم الطفل وتشجيعه دائمًا على التفكير.
وإضافة إلى ذلك، استثمار وقته بما هو نافع والاستماع إليه، وتدريبه على تخطي الفشل كدرس مستفاد منه، وتعزيز ثقته بنفسه، وتقدير ذاته وتنمية السلوكيات المسؤولة، إذ إن الفشل هو طريق النجاح.
ويقود الإخفاق دماغ الطفل إلى التطور بحسب متخصصين ما يسهل حياته، وكفاءته أيضًا، مشددين على أهمية الكف عن التوبيخ أو الضرب، إذ إن هذه الطرق تعانق الفشل، وتدفع إلى عدم الاعتراف بالخطأ ما يفتح الباب على ضرورة مشاركة الأهل لأطفالهم في البحث عن أسباب الفشل وتحويلها إلى انطلاقة جديدة.
"الأطفال معرضون للخطأ"
وفي هذا الإطار، يشدد الخبير التربوي والاستشاري في طب الأطفال والمراهقين رشاد لاشين على ضرورة أن يعي الأهل بأن أطفالهم معرضون للخطأ، موضحًا أنه في حال خطط الأهل لمنع الأخطاء، فقد ينتج عن ذلك طفل فاشل.
ويضيف في حديث لـ"العربي"، أن الأخطاء التي يقع بها الطفل تنشط من مراكز الدماغ خاصة اتخاذ القرار وحل المشكلات والروابط العصبية والقدرة على المرونة للنهوض من جديد واكتساب خبرات جديدة.
ويوضح لاشين أن الإنسان لا يصل إلى القمة دفعة واحدة، وأن كل مرحلة عمرية ترفع درجة من نضوج الفرد، مشددًا على ضرورة دراسة كل مرحلة من مراحل النمو، ومراقبة الإنجازات التي يستطيع أن يقوم بها الطفل من خلال الأخطاء التي قد يرتكبها.