Skip to main content

يعيد برمجة الخلايا.. اكتشاف بروتين يعالج القلوب المريضة

الإثنين 10 أكتوبر 2022

توصل علماء في كلية الطب بجامعة كارولينا الشمالية إلى بروتين يتحكم في نشاط الجينات له القدرة على علاج القلوب المريضة بطريقة انسيابية وفعّالة لإعادة برمجة خلايا الأنسجة الندبية، الخلايا الليفية، لتصبح خلايا عضلة القلب السليمة. 

وقد نشر العلماء نتائج دراستهم في مجلة الخلايا الجذعية الطبية.

إعادة برمجة الخلايا الليفية

وعادة ما تنتج الخلايا الليفية نسيجًا صلبًا يتسبب في فشل القلب بعد نوبة قلبية أو بسبب أمراض تصيب العضلة، غير أن الدراسة تركّز على التحكم بهذا النسيج الصلب وتحويله إلى خلايا عضلية للقلب بالاعتماد على بروتين يتحكم في نشاط الجينات، والذي كان يعتقد سابقًا بأنه خاص بالخلايا العصبية. 

ووجد الباحثون أن إعادة برمجة الخلايا الليفية في الخلايا العصبية تنشط مجموعة من جينات خلايا عضلة القلب. وبعد تنشيطها، أُضيفت إلى مزيج عوامل النسخ التي كانوا يستخدمونها لصنع خلايا عضلة القلب سابقًا لمعرفة ماذا سيحدث بالضبط. 

وتفاجأ العلماء عندما اكتشفوا زيادة نسبة الخلايا التي تمّت إعادة برمجتها بنجاح بأكثر من عشرة أضعاف. 

أمل لمرضى القلب

وبحسب أحد واضعي الدراسة لي تشيان، الأستاذ في قسم علم الأمراض بجامعة كارولينا الشمالية، فإن الاكتشاف يتوقع أن يكون مفيدًا في تطوير علاجات القلب المستقبلية وأنواع أخرى محتملة من إعادة البرمجة الخلوية العلاجية. 

ويأمل الباحثون في صنع بروتين اصطناعي يحتوي على أجزاء فعّالة يمكن أن تُحقن في القلوب المريضة من أجل علاجها. 

من جهته، أشار مدير المركز العربي للخلايا الجذعية أديب الزعبي إلى أن عضلة القلب تبدأ بالنبض 70 مرة في الدقيقة في الأسبوع الثاني من حياة جنين الإنسان وتستمر بالنبض على الوتيرة نفسها حتى يلفظ الإنسان نفسه الأخير. 

وقال في حديث إلى "العربي" من عمان: "إن البروتين أي أس سي أن 1 هو بروتين مهم جدًا في تطور الجنين وله قدرة خاصة على الارتباط بسلاسل محددة من الحمض النووي الموجود داخل نواة الخلية ويقوم بالتحكم بإنتاج بروتينات أخرى في عملية تحكم بالجينات من الخارج". 

وأضاف: "إذا استطعنا التحكم في وظيفة ونشاط هذا البروتين فنستطيع أن نقوم بإعطاء الأوامر لهذا البروتين بأن ينشط الخلايا الميتة وتحويل الخلايا التي لا وظيفة لها إلى خلايا وظيفية". 

وأوضح أن الخلايا الليفية هي خلايا شبه ميتة لا وظيفة لها. 

واعتبر الزعبي أن هذا البروتين اختراق طبي، مؤكدًا أنه في طور الأبحاث. لكنه اعتبر أنه قد يستخدم بطريقة استباقية لعلاج خلايا القلب بدون أعراض جانبية. وقد يعطى للأصحاء لتقوية عضلة القلب. 

كما أشار إلى قدرة بعض الخلايا الجذعية على برمجة الخلايا الأخرى وإنتاج هذا البروتين وبروتينات أخرى مهمة للجسم. 

وأكّد الزعبي أن العلماء طوّروا بروتينات صناعية تستخدم بشكل محدود لعلاج بعض الأمراض المستعصية لكنها بحاجة للتطوير.  

المصادر:
العربي
شارك القصة