"تبعث الأمل في النفوس".. ماذا تقول آخر الدراسات حول كوفيد-19؟
تحول كوفيد-19 إلى الموضوع الأساس في مراكز الأبحاث، وتتزايد أعداد الدراسات التي تحاول أن تقدم صورة أوضح عن الفيروس، تمهيدًا لإيجاد الحل الناجع للتخلص منه.
ما جديد الدراسات حول كوفيد-19؟
تشرح الدكتورة مايا روماني، المتخصصة في طب العائلة ومديرة مركز الصحة والعافية في الجامعة الأميركية في بيروت، في حديث إلى "العربي" عن آخر الدراسات حول كوفيد-19 والمناعة ضده. وتقول: "إن الدراسات تبعث الأمل في النفوس فيما يتعلق بمستقبل الجائحة".
وقد أشارت دراسة إيطالية صدرت أخيرًا، إلى أن استجابة الأجسام المضادة لفيروس كورونا في جسم الانسان قد تستمر لعشرة أشهر. و شملت الدراسة 30 مريضًا تعافوا من كوفيد-19.
وتتحدث روماني عن نتائج دراسة بريطانية أعِدّت قبل شهر، وأثبتت أن لدى العاملين في القطاع الصحي الذين أصيبوا بالفيروس أجسامًا مناعية مضادة. وبقيت من ستة إلى ثمانية أشهر، وكانت كفيلة بحمايتهم من الإصابة بأعراض كورونا ولا سيما الشديدة منها.
اللقاح وتأثير السمنة على الأجسام المضادة للفيروس
كما نقلت صحيفة "الغارديان" بيانات طبية حديثة كشفت أن لقاح "فايزر-بيونتيك" قد يكون أقل فعالية في حماية الأشخاص الذين يعانون من السمنة. وعن هذه الدراسة، تقول روماني: "أظهرت هذه الدراسة أن العاملين في القطاع الصحي، الذين يعانون من السمنة، أنتجوا نصف كميات الأجسام المضادة مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون منها".
وتشير روماني إلى أنه "من المبكر الحديث عن فعالية الفيروس في تشكيل المناعة لدى من يعاني من السمنة، ولكن يمكننا الاستنتاج أن هؤلاء الأشخاص قد يحتاجون إلى جرعات إضافية للحصول على الحماية المطلوبة".
وأكدت الدراسات أن السمنة هي عامل مسبب للإصابة بمضاعفات كثيرة لكورونا، قد تؤدي إلى الوفاة، وفقًا لروماني.
وبحسب الدراسات المتوافرة، فإن الأعراض المَرَضية، ولا سيما طويلة الأمد كالتعب وآلام الرأس وفقدان التركيز لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، قد خفت بعد تلقي اللقاح، فيما لم تتحسن الأعراض المَرَضية الأخرى كالسعال وضيق التنفس.
اللقاح والنُّسخ المتحوّرة من الفيروس
ومن جهة أخرى، تشرح روماني أن تحديد عدد الجرعات الواجب إعطاؤها من كل نوع من اللقاحات المتوافرة يعتمد على دراسات علمية.
وأوصت الدراسات التي اعتُمد عليها في تطوير لقاح "جونسون آند جونسون" بأن يعطى هذا اللقاح عبر جرعة واحدة، وهي كافية لإنتاج أجسام مضادة لدى 60 إلى 70% من المتلقين للقاح، وحمايتهم من الأعراض الخطيرة للإصابة بالفيروس.
وتشكل المتحوّرات الجديدة للفيروس كالبريطانية وجنوب الإفريقية تهديدًا أكبر؛ حيث زادت من انتشاره، وعرّضت المصابين لمضاعفات خطرة.
وترجّح روماني ظهور متحوّرات جديدة ما لم يتم تسريع عمليات اللقاح لتشكيل مناعة مجتمعية.
وتؤكد على أهمية الالتزام بتدابير التباعد الاجتماعي والوقاية، ولا سيما في ظل سرعة انتشار المتحورات الجديدة.
وتشير إلى أن غالبية اللقاحات فعالة ضد المتحوّرات الجديدة للفيروس، ولكن بفعالية أقل على المتحوّر جنوب الإفريقي.
وتضيف: "قد تضطر الشركات المطوّرة للقاح تطوير جرعة إضافية لتوفير حماية أكبر".
وقد أثبتت الدراسات أن اللقاحات المعتمدة على النواقل مثل "سبوتنيك" و"أسترزينيكا" و"جونسون آند جونسون" أنها أكثر فعالية على النُّسخ المتحوّرة من الفيروس.