خطوة جديدة للتقارب.. رئيس الوزراء الفرنسي يزور الجزائر الأحد
سيزور رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس الجزائر الأحد، في خطوة جديدة للتقارب الثنائي الذي بدأه الرئيسان إيمانويل ماكرون وعبد المجيد تبون، كما أعلن قصر ماتينيون الخميس.
وأفادت أوساط كاستيكس بأن "زيارة رئيس الوزراء تندرج في إطار إعادة تفعيل العلاقة التي يريدها الرئيسان"؛ إذ تأخرت هذه الزيارة بسبب دخول تبون مرتين إلى المستشفى في ألمانيا نهاية 2020 ومطلع 2021.
وتم تحديد موعدها أخيرًا، رغم الموجة الجديدة للجائحة التي تشغل الحكومة، حتى لا تصادف في موعد قريب من الانتخابات التشريعية المبكرة المرتقبة في الجزائر في 12 يونيو/ حزيران.
ويرغب كاستيكس في إبقاء هذه الزيارة في موعدها "باعتبارها دليلًا على التزام فرنسا والقيام ببادرة صداقة تجاه الجزائر"، بحسب ما أشار أحد المصادر في ماتينيون، بينما لن تستمر الزيارة سوى يومًا واحدًا وسيكون الوفد الوزاري مصغرًا مقارنة مع زيارات سابقة، بسبب كوفيد-19.
وأضاف المصدر أنّ "الرئيسَين أطلقا استئناف العلاقات الفرنسية الجزائرية في جو جديد من الثقة، وهذا يجب أن يترجم عبر استئناف الاتصالات الثنائية وخصوصًا عبر اللجنة الحكومية".
ومن المقرّر أن يترأس كاستيكس بشكل مشترك مع نظيره عبد العزيز جراد، اللجنة الحكومية رفيعة المستوى، وهي الهيئة التي تجتمع بانتظام لتقييم التعاون الاقتصادي بين البلدين بشكل خاص.
وسيبحث رئيسا الوزراء "جميع جوانب العلاقات الثنائية -الاقتصادية والأمنية والتعليمية والثقافية، وسيوقعان اتفاقيات في بعض مجالات التعاون"، كما ذكرت مصادر في باريس من دون أن تضيف أي تفاصيل.
لكن هذه اللجنة لم تنعقد منذ شهر ديسمبر/ كانون الأول 2017، بسبب التظاهرات في الجزائر التي أدت إلى سقوط الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عام 2019 ، ثم بسبب الأزمة الصحية العالمية.
وستشكّل هذه الزيارة أول رحلة في إطار علاقات ثنائية فعلية لكاستيكس منذ توليه مهامه في تموز/ يوليو 2020، فيما لم يزر حتى الآن سوى بروكسل وتشاد، لتفقد القوات الفرنسية المنتشرة في منطقة الساحل.
في غضون ذلك، كان ماكرون عمد إلى تقديم دعم مفتوح للرئيس تبون قبل سنتين، الذي قوبل انتخابه في نهاية عام 2019، برفض كبير من قبل الشعب وبتظاهرات في الشارع، وقد أثار هذا الدعم انتقادات داخل الحركة المطالبة بالديمقراطية.
ومع اقتراب الذكرى الستين لانتهاء الحرب الجزائرية (19 مارس/ آذار 1962) واستقلال الجزائر (5 يوليو/ تموز 1962)، قام إيمانويل ماكرون بسلسلة من "الأعمال الرمزية" من أجل "التوفيق بين الذكريات" ورسم التطبيع في علاقة تظل معقدة وعاطفية.
واعترف ماكرون "باسم فرنسا" بأن المحامي والزعيم الوطني علي بومنجل، قد "تعرض للتعذيب والاغتيال" من قبل الجيش الفرنسي أثناء حرب التحرير، كما قرّر تسهيل الوصول إلى الأرشيفات السرية الخاصة بالحرب الجزائرية.