"أنا آسف يا أمي".. إيطالي يطلق حملة إعلانية للمطالبة بدفن والدته
قررّ الإيطالي أوبردان زوكارولي أن يطلق حملة إعلانية في روما "للاعتذار" من والدته البالغة من العمر 85 عامًا والمتوفاة بنوبة قلبية منذ أوائل مارس، لأنه حسب قوله لا يزال غير قادر على دفنها.
وبحسب "تليغراف"، لم يتمكن زوكارولي من دفن والدته في روما لأن المقابر في المدينة مليئة بالتوابيت، فقرر رفع لوحات إعلانية ضخمة في محاولة لإحراج المسؤولين ودفعهم إلى اتخاذ إجراء عاجل.
ونُقل عن المواطن قوله: إن عمته لم تدفن أيضًا حتى الساعة بعد وفاتها في أوائل يناير/ كانون الثاني.
واللوحات الإعلانية عبارة عن خلفية باللون الأرجواني ومكتوب عليها بالإيطالي "آسف أمي لأنني لا أزال غير قادر على دفنك". وعُلّقت هذه اللوحات على جدران أبنية عدة في العاصمة.
ويدير زوكارولي شركة لوحات إعلانية، ويخطط لوضع عشرات الملصقات الأخرى للاحتجاج لدى السلطات.
أزمة المدافن في روما
وتضاعفت أزمة المدافن في روما نتيجة سنوات من الإدارة السيئة وتضاؤل المساحات في المقابر العامة بالإضافة إلى ارتفاع عدد الوفيات من كوفيد-19، الذي لا يزال يقتل مئات الإيطاليين يوميًا معظمهم من كبار السن.
ففي إحدى المقابر الرئيسية، بريما بورتا، هناك عدد متراكم من حوالي 2000 تابوت غير مدفون بحسب "تليغراف". وتوقفت المقبرة هذا الأسبوع عن قبول توابيت لحرقها بسبب "الكمية الزائدة".
وقال أليساندرو بوسي، الأمين العام للاتحاد الوطني الإيطالي لمتعهدي دفن الموتى، لصحيفة "لا ريبابليكا": "هذا وضع غير مقبول على الإطلاق. هناك 2000 تابوت في انتظار الدفن. ماذا يجب أن نفعل؟ أصطحبهم إلى أمام مجلس المدينة احتجاجًا؟".
الاحتجاجات
ونظم متعهّدو دفن الموتى احتجاجًا يوم الجمعة على بعد بضع مئات من الأمتار من مبنى البلدية، قائلين إنه من المشين أنهم لم يتمكنوا من إرسال التوابيت لدفنها وحرقها.
وأفادت "أي أم أي"، وهي الوكالة البلدية التي تدير المقابر في روما، أنها كانت مضطرة للتعامل مع زيادة بالوفيات بنسبة 30% نتيجة جائحة كورونا، وأصرت على أنها تبذل قصارى جهدها لإفساح المجال لدفن الموتى.
ولا تزال إيطاليا في قبضة الموجة الثالثة من الوباء، حيث يسجل حوالي 300 إلى 400 حالة وفاة كل يوم. وبلغ العدد الإجمالي للوفيات جراء الفيروس حتى الآن أكثر من 115000.