الضفة.. شهيد وعشرات الإصابات خلال اقتحام الاحتلال "قبر يوسف"
استشهد فلسطيني وأصيب العشرات في ساعة مبكرة من فجر الأربعاء، في مواجهات عنيفة خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، لتأمين اقتحام المستوطنين لقبر يوسف بحجة أداء طقوسهم التلمودية.
بدورها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد غيث رفيق يامين (16 عامًا) متأثرًا بجروح حرجة أصيب بها برصاص الاحتلال الحي في رأسه في منطقة قبر يوسف بنابلس.
وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت المنطقة الشرقية لمدينة نابلس، فجر اليوم الأربعاء، لتأمين دخول حافلات تضم المئات من المستوطنين لتأدية طقوسهم التلمودية في "قبر يوسف".
وقامت قوات الاحتلال بفرض حصار على المنطقة الشرقية بأكملها، لتندلع حينها مواجهات عنيفة واشتباكات مسلحة بين الشبان وجنود الاحتلال.
بدورها، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان أنها "تعاملت مع 100 إصابة في مدينة نابلس، خلال مواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي".
وأوضحت أن من بين الجرحى، إصابتين بالرصاص الحي، و19 بالرصاص المعدني، فيما أُصيب البقية بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، وبحروق، وجراء السقوط.
وأكد الهلال الأحمر قيام قوات الاحتلال بالاعتداء على طاقم إسعاف الهلال الأحمر بقنابل غاز بشكل مباشر أثناء نقل حالة ولادة، مما أدى إلى اختناق الطاقم والمريضة التي تم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ويقتحم المستوطنون اليهود "مقام يوسف" في نابلس لأداء طقوس دينية، لاعتقادهم بأنه قبر النبي يوسف عليه السلام، وأنه حق يهودي، في حين تنفي الروايات التاريخية والعلمية صحة ذلك، مشيرة إلى أن عمر القبر لا يتعدى 200 عام، وأن القبر يعود لرجل مسلم سكن المنطقة قديمًا يدعى يوسف دويكات.
اعتداءات إسرائيلية متواصلة
وبعد المواجهات التي شهدتها المنطقة، أعادت قوات الاحتلال فجر الأربعاء، إغلاق الطرق الفرعية في بلدة حوارة جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت مصادر محلية بأن جرافات الاحتلال أغلقت غالبية الطرق الفرعية في حوارة بالسواتر الترابية والتي تربط البلدة بالقرى والبلدات المجاورة.
وفي سياق متصل، أحرق مستوطنون الأربعاء، مركبة بالقرب من حاجز زعترة، وحطموا نوافذ مسجد وزجاج جرافة في بلدة عوريف جنوب نابلس.
وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس: إن "مستوطنين استهدفوا أحد المركبات بالقرب من حاجز زعترة الأمر الذي أدى الى احتراقها".
وأضاف أن المستوطنين هاجموا بلدة عوريف وحطموا نوافذ مسجد الرباط، ونوافذ جرافة تعود للمواطن عصام الصفدي، وهاجموا المنازل المجاورة في المنطقة الشرقية من البلدة.
وأكد دغلس أن المستوطنين هاجموا بلدة بورين من المنطقة الشرقية الشمالية وتصدى لهم الأهالي وسط اندلاع مواجهات، فيما هاجم المستوطنون المركبات بالحجارة على الطريق الواصل بين حوارة وقلقيلة.
وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية، شنت قوات الاحتلال، فجر اليوم الأربعاء، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة.
وأصيب أمس الثلاثاء، ستة فلسطينيين، جراء هجوم للمستوطنين على قرية برقة شمال غرب نابلس.
وقالت مصادر محلية إن ستة مواطنين على الأقل أصيبوا خلال تصدي الأهالي لهجوم المستوطنين على القرية، نُقل اثنان منهم إلى مستشفى رفيديا.
كما أصيب فلسطيني يوم الثلاثاء برصاص قوات الاحتلال عقب اقتحام مخيم جنين تخلله اعتقال آخر، بحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".
وأفادت الوكالة الرسمية بأن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم، وحاصرت منزلاً في منطقة الهدف، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة مواطن بالرصاص الحي في القدم، وتم نقله إلى إحدى المستشفيات، لتلقي العلاج.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال عبثت بمحتويات منزل الطوباسي، واعتقلت الأسـير السابق محمد حسام الطوباسي، وهو شقيق الأسـير سعيد الطوباسي المحـكوم بالسّجن المؤبد 31 مرة و50 عامًا، وهو معتقل منذ عام 2002، وهو كذلك شقيق الشهيدين أحمد وإسـلام الطوباسي.
وفي قطاع غزة، أطلقت زوارق قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، نيران رشاشاتها الثقيلة وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه الصيادين في بحر رفح جنوب القطاع.
وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، بأن جنود البحرية الإسرائيلية المتمركزين في عرض بحر رفح فتحوا نيران رشاشاتهم الثقيلة وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الإنارة تجاه الصيادين في عرض بحر رفح.
وأشارت إلى أن جنود الاحتلال لاحقوا الصيادين مستخدمين خراطيم المياه على بعد ثلاثة أميال بحرية غرب ميناء رفح وأجبروا الصيادين على مغادرة البحر.
وكانت البحرية الإسرائيلية اعتقلت الثلاثاء صيادين إثنين في بحر رفح وصادرت المركب الذي كانا يعملان عليه