نيكا شاكرامي بعد مهسا أميني.. فتح تحقيق في سبب "وفاة" مراهقة في إيران
فتحت السلطات القضائية الإيرانية تحقيقًا لتحديد سبب وفاة مراهقة، قد تكون قُتلت خلال الاحتجاجات المندلعة في البلاد، منذ وفاة مهسا أميني، على ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".
ونقلت الوكالة عن المدعي العام بالعاصمة علي صالحي قوله مساء أمس الثلاثاء: "فتحت محكمة جنايات طهران تحقيقًا لتحديد سبب وفاة نيكا شاكرامي". وأضاف أنه "صدر أمر بالتحقيق في الأمر وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد".
وضاعف مقتل شاكرامي من غضب الشارع، حيث ادعى ناشطون أن الفتاة كانت ستبلغ السابعة عشر من عمرها يوم الأحد الماضي، قبل أن تتسلّم عائلتها جثتها قبل أيام.
وبحسب الحملة التي دشنوها على مواقع التواصل باسم شاكرامي، قال ناشطون إن شاكرامي أعلنت تأييدها للاحتجاجات في 20 من الشهر الماضي، وانضمت للمتظاهرين لتختفي لاحقًا، وتختفي بعدها حساباتها على مواقع التواصل، وبعد 10 أيام تسلمت عائلة الفتاة جثمانها وقد شهد تهشّمًا في جمجمة الرأس.
وكتبت عمة شاكرامي على منصة تويتر يوم الأحد: "أدعوكم إلى عيد ميلاد نيكا الأخير. دعوا موتها يكون مناسبة لولادة الآلاف والآلاف من الشجعان".
وبدت جنازة شاكرامي كما تناقلتها مواقع التواصل حاشدة، حيث ظهرت والدتها في مقطع فيديو، بغضب شديد وهي تدين السلطات الإيرانية، وقالت: "اليوم هو ذكرى ميلادك، مبارك لك الشهادة".
"رسالة ترهيب واضحة"
وضاعف مقتل شاكرامي من الاحتجاجات في اليومين الماضيين، إذ يعتبر المحتجون أن السلطات أرادت أن تبعث بمقتلها "رسالة ترهيب واضحة" للفئات الشابة التي تساهم في اندلاع الاحتجاجات في البلاد، ولا سيما الطلاب منهم.
واحد من الذين أثاروا قضية شاكرامي هو النجم السابق للكرة الإيرانية، علي كريمي، أحد أشهر اللاعبين في تاريخ منتخب كرة القدم، والذي صدرت في حقه مذكرة قانونية تقضي بملاحقته، بتهمة "التماشي مع العدو" و"الحث على الشغب"، وفق وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية.
"دون تساهل"
وتشهد إيران موجة احتجاجات منذ وفاة مهسا أميني الكردية الإيرانية البالغة من العمر 22 عاماً، في 16 أيلول/سبتمبر، بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران من قبل شرطة الأخلاق على خلفية عدم التزامها بقواعد اللباس الإسلامي.
وقُتل عشرات معظمهم من المتظاهرين ولكن من عناصر قوات الأمن أيضًا، منذ اندلاع التظاهرات التي تصفها السلطات بـ"أعمال شغب"، بينما تم اعتقال مئات آخرين.
في وقت سابق، أعلن المدعي العام الإفراج عن 400 متظاهر من السجن "شرط ألا يكرروا فعلتهم"، مشددًا على أن "الذين تصرفوا ضد الأمن القومي" سيعاملون "دون تساهل".
وباتت إيران حاليًا على وشك تلقي عقوبات غربية جديدة لقمعها الاحتجاجات، إذ أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس الثلاثاء، أن الاتحاد ينظر في فرض عقوبات على إيران على خلفية "مقتل" الشابة مهسا أميني وقمع التظاهرات في أنحاء البلاد.
وسبق أن اتهمت إيران قوى خارجية بتأجيج التظاهرات، وجرى الأسبوع الماضي توقيف تسعة مواطنين أجانب بينهم أشخاص من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وبولندا.
وعمدت قوات الأمن، بما في ذلك الشرطة وميليشيا الباسيج المتطوعة، إلى قمع الاحتجاجات، وقدرت جماعات حقوقية عدد القتلى بأكثر من 130.