Skip to main content

الفن عدو الشموليات

فواز حداد |
الجمعة 19 فبراير 2021
المعوّقون لـ أوتو ديكس - عن موقع "تلفزيون سوريا"

هل الفن مكلف بمهمة؟ يحيلنا هذا السؤال إلى غير ما هو مطلوب منه، قد يوحي بأن المهمة وطنية أو أيديولوجية. الأجدى طرح السؤال على النحو التالي: ما هي غاية الفن؟ أجاب عنه الشاعر عزرا باوند، عندما سألته إياه سيدة أميركية مهتمة بالفن. فأجابها: "اسأليني ما الغاية من باقات الورد؟". كانت السيدة في الواقع تتساءل عن موقفه عشية الحرب العالمية الأولى، وكانت على وشك أن تندلع، والجيوش تتأهب للقتال، فالسؤال هو، ما الذي يمكن للفن أن يفعله، ونحن نشهد احتمال قيام حرب في أوروبا؟ فكان الجواب، ليس بوسع الفن إلغاء الحرب، ولا تعطيلها، أو حتى تأخيرها؛ إنه عاجز تمامًا.

لا يستأنس العسكر بالفن، ولا يستأذنون الفنانين بإحلال السلام، ولا يعطون أذنًا مصغية لنداءاته. ففي العالم، بعد حربين عالميتين، لم تتوقف منذ عقود الحروب بأنواعها الأهلية والإقليمية، كانت البديل عن الحروب العالمية الساخنة والباردة، من دون أن يبذل المجتمع الدولي جهدًا فعالًا لوضع حد لها، على الرغم من قدرته على إيقاف الصواريخ والطائرات والبراميل المتفجرة، على الأقل ألا يبيع السلاح للبلدان التعيسة التي ابتليت بأنظمة دكتاتورية تقتل شعبها.

لا يتخلف الفن عن مسيرة التاريخ، ليس من باب تصنيفه حسب العصور، وإن كان كل عصر يمنحه طابعًا يُعرف به..

الحرب السورية وحدها قتلت آلاف الأطفال في عمر الزهور، عومل الأطفال الذين يمثلون البراءة على أنهم إرهابيون. لا تخفي صورهم عذوبة طفولتهم الغضة، إن أجمل ما حبانا الله به، يقتل بكل همجية ببراميل طائرات الموت، لم ينجح المظلومون حتى هذه اللحظة في إسماع العالم أصوات عذاباتهم إلى التوقف عن القتل الممنهج بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة.... فالعالم لا يسمع. هذا كي نُسقط دعوات الفن الجميل من حساباتنا، ولا نعول عليه. 

لا يتخلف الفن عن مسيرة التاريخ، ليس من باب تصنيفه حسب العصور، وإن كان كل عصر يمنحه طابعًا يُعرف به، بدعوى احتلاله موقعًا مؤثرًا عبر الزمن، قد يكون المؤثر احتجاجيًا، أو ثوريًا أو انقلابيًا، لكن في مجال الفن فقط، وإن كان أسوة بالأدب يجيل النظر فيما حوله، ويستمد منه طاقته على التعبير.

لقراءة المقال كاملاً على موقع تلفزيون سوريا
المصادر:
تلفزيون سوريا
شارك القصة