Skip to main content

المدينة في المقهى

ممدوح عزام |
الجمعة 29 يناير 2021
هاني علقم/ الأردن - عن موقع جريدة العربي الجديد

كان عبد الرحمن منيف أفضل من أوضح مسألة العلاقة بين الرواية العربية والمدينة، في مقالته "المدينة في الرواية العربية" (في كتابه "رحلة ضوء"). وفكرته هي أنّنا نجد أنّ الأحداث والشخصيات في أغلب روايات الذين وفدوا من الأرياف وكتبوا عن المدينة لا تتجاوز الأماكن العامة المفتوحة: مقهى، مطعم، شارع؛ أو أنها تجري في الهوامش، أي حيث سكن مهاجرو الريف في ضواحي المدن. لذلك يقول: "تغيب صورة المدينة، أو تُصَوَّر من خارجها"، ما يجعلها صورةً جزئية باهتة لأنها تُصَوَّر دون معرفة "الأبجدية التي تحكم العلاقة الداخلية التي تعطي لكلّ مدينة نكهتَها".

من النادر أن يكون بوسع الغريب معرفة أبجدية الناس في المدينة، لا لأنّه عاجز عن ذلك، بل لأنها تكتم أبجديتها دونه

ويمكن أن تكون ثلاثية نجيب محفوظ، وهي عن المدينة حصراً وعن شخصيات تعيش فيها (دون أن نبحث فيما إذا كان تفكير هذه الشخصيات وسلوكها مدينياً بالمعنى الذي تضفيه المدينة البرجوازية الغربية والتي كانت منَحَت الرواية صِفتها المدينية) المثالَ التوضيحي الناصع عن رواية المدينة، في المدينة. إذ إن جميع الشخصيات في الرواية، وهذا ينطبق على كثير من أعمال محفوظ أيضاً، هُم من سكّان القاهرة الأصليين الذين تنبت جذورهم في المكان نفسه. بينما تخرج العشرات من الروايات من هذا التصنيف، حتى لو كان مسرحُ أحداثها المدينة.

ومن الجانب الآخر، فإنّ المدينة نفسَها، والمقصود سكانُّها الأصليون، رفضت أن تسمح للمهاجرين إليها بالدخول في نسيجها الحياتي. ومن النادر أن يكون بوسع الغريب معرفة أبجدية الناس فيها، لا لأنّه عاجز عن ذلك، بل لأنها تكتم أبجديتها دونه، لأسباب كثيرة يجب أن نتبيّنها في دراسات الهجرة وأسبابها، وعلاقات السلطة وبُنيتها، وعلاقة المهاجرين الريفيين بالنظام الحاكم، وشَكْل القوانين التي اتخذتها السلطة لإعادة تشكيل المدينة بما يتلاءم مع مستقبل الحكم السياسي.

لقراءة المقال كاملاً على موقع صحيفة العربي الجديد
المصادر:
العربي الجديد
شارك القصة