Skip to main content

المنجز الثقافي للثورة السورية

سليمان الطعان |
الخميس 11 فبراير 2021
عن موقع "تلفزيون سوريا"

يثار بين فترة وأخرى، في بعض الأوساط الثقافية السورية، رأي مفاده أن الثورة السورية بعد عقد على قيامها لم تقدم حتى الآن إنتاجا ثقافيا، يتصادى والقيم الأخلاقية والشعارات السياسية التي رفعتها في بداية انطلاقتها، والرأي نفسه يتكرر على لسان مثقفين وكتاب في البلاد العربية، التي شهدت ما يطلق عليه موجة "الربيع العربي".

الحديث عن الإضافة الباهتة، التي وسمت الإنتاج الثقافي السوري في العقد الماضي، يستبعد في المقام الأول كتاب النظام ومثقفيه، على اعتبار أنهم مازالوا يعيشون في عالم المفاهيم القديم الذي خبروه، ومازالوا ينظرون إلى العالم من خلال نظارات النظام، لأسباب تتعلق بمواقف طائفية عند بعضهم، وبمواقف أخرى، قد يكون من بينها الخوف، والعجز عن اتخاذ مواقف أخلاقية، والبحث عن السلامة من بطش النظام وعنف أجهزته القمعية عند كتاب آخرين، وبمواقف إيديولوجية عند عدد منهم، وبخاصة من ذوي التوجهات اليسارية الكلاسيكية.

حالة التصحر الثقافي والفكري وسمت الحياة الثقافية السورية منذ بداية الثمانينيات، أي: مع اكتمال خنق الحريات، وسيطرة الأجهزة الأمنية الطائفية، وترييف المدن وتحويلها إلى قرى كبيرة

لا يفقد الرأي المشار إليه وجاهته، فالناظر إلى النتاج الثقافي السوري بعد عشر سنوات من عمر الثورة، سيلاحظ من دون شك أن هذه السنوات لم تسفر عن حركة ثقافية جديدة، ولا عن نتاج ثقافي، يمكن أن يشكل علامة على المرحلة الحالية. والإنتاج الثقافي الذي ظهر في العقد الماضي كان يدور في إطار العادي والمكرور، بحيث عجز عن نقل هول المأساة التي يمر بها الوطن السوري، فجاءت الكتابات باهتة، لا تنقل إلا أجزاء من هول المشهد وكآبته.

لكن علينا في أثناء مناقشة هذه القضية ألا ننظر إلى سنوات الثورة فقط، بل ينبغي توسيع الرؤية لتشمل العقود السابقة أيضا، فالإنتاج الأدبي والثقافي تراكم معرفي لا يمكن أن يبزغ فجأة بين ليلة وضحاها، وحالة التصحر الثقافي والفكري وسمت الحياة الثقافية السورية منذ بداية الثمانينيات، أي: مع اكتمال خنق الحريات، وسيطرة الأجهزة الأمنية الطائفية، وترييف المدن وتحويلها إلى قرى كبيرة. في ظل كل هذه العثرات، يبدو من العبث الحديث عن إنتاج ثقافي متميز حتى قبل الثورة بعقود، وهو أمر يدركه كل من يقارن بين الحركة الثقافية والفكرية في العقود الماضية، والحراك الثقافي والفكري الذي وسم الحياة السورية قبيل الانقلاب البعثي، الذي خنق الحركات السياسية والتطور الاجتماعي، وهذان عنصران أساسيان في نشوء أي نتاج ثقافي يعتد به.

لقراءة المقال كاملاً على موقع تلفزيون سوريا
المصادر:
تلفزيون سوريا
شارك القصة