Skip to main content

النخب وبناء الأمة السورية

حازم نهار |
الإثنين 8 فبراير 2021
وُلدت سورية بطريقة مصطنعة في عام 1920، أي أن الدولة السورية وُلدت قبل الأمة السورية

عملية بناء الدولة وعملية بناء الأمة عمليتان منفصلتان من جهة، ومترابطتان من جهة أخرى، وليستا متزامنتين بالضرورة. في إيطاليا مثلًا سبقت عملية بناء الدولة الإيطالية ولادة مفهوم "الطَّلْيَنة" أو الهوية الإيطالية أو الأمة الإيطالية، لكن لا يمكن الجزم بأن الأمور تجري هكذا دائمًا، على أقل تقدير لم يكن الأمر هكذا عند الإنكليز. أما في سنغافورة، فقد كان بناء الدولة سابقًا لبناء الأمة بوضوح؛ فبعد انفصال سنغافورة عن ماليزيا في عام 1965، كانت سنغافورة بلا هوية وطنية، وبلا تصور أولي عن مفهوم ما للأمة التي ستغدو مستقبلًا "الأمة السنغافورية". كان السنغافوريون أمام مهمة بناء أمة على أساس من بنية تحتية هشة، اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا، وفقيرة على المستوى الثقافي والتاريخي، علاوة على افتقادهم آنذاك إلى المخيال الجمعي أو الأساطير الجامعة.

سورية تشبه سنغافورة في هذا الجانب؛ فقد وُلدت سورية بطريقة مصطنعة في عام 1920، أي أن الدولة السورية وُلدت قبل الأمة السورية، وفي سياق محاولات سورية الخطو نحو الأمام جاء الانتداب الفرنسي ليقطع التجربة، لتعاود سورية المحاولة من جديد بعد الاستقلال في عام 1946، ولتُقطع تجربتها مرة أخرى بانقلاب البعث، ولتبقى سورية بلا ملمح لتشكل أمة سورية أو هوية وطنية سورية. نجحت سنغافورة وفشلت سورية.

سورية تشبه سنغافورة في هذا الجانب؛ فقد وُلدت سورية بطريقة مصطنعة في عام 1920، أي أن الدولة السورية وُلدت قبل الأمة السورية.

في سنغافورة، كان للنخبة دور رئيس في بناء الأمة السنغافورية على الرغم مما تخلل عملية البناء من توتر بين العناصر الإثنية/ العرقية والعناصر المدنية للهوية السنغافورية الجديدة؛ التركيبة الإثنية في سنغافورة مؤلفة من أكثرية صينية وأقليات هندية ومالاوية. يقول جورج يو، وزير الشؤون الخارجية في سنغافورة، في أكتوبر 2005: "هل نحن صينيون؟ نعم، ثلاثة أرباع السنغافوريين صينيون. ولكننا صينيون بخصائص سنغافورية. نحن متعلمون على الطريقة الغربية، ولكن بخصائص سنغافورية. نحن هنود بخصائص سنغافورية. نحن جنوب شرق آسيويين بخصائص سنغافورية".

لقراءة المقال كاملاً على موقع جريدة المدن الالكترونية
المصادر:
المدن
شارك القصة