Skip to main content

من أين أدخل في الكتابة؟

نجوى بركات |
الثلاثاء 2 فبراير 2021
فادي يازجي - عن "العربي الجديد"

لا يني هذا السؤال يلاحقني: من أين أدخل في الكتابة بعد 4 أغسطس/ آب، وما سبقها وما تلاها، تصرّفا بما طرحه الشاعر حسن العبد الله حين كتب قصيدته التي عنوانها "من أين أدخل في الوطن؟". من أين أدخل في المعنى المستجدّ، الضائع، المعنى المحروق الذي نمضغ ونعلك ونجترّ، منذ عقود. هذا ليس سؤالا من ضمن أسئلةٍ عديدةٍ قد تواجه المرءَ خلال حياة. إنه سؤالٌ وجوديّ، وسؤالُ البقاء أحياء لمن هم مثلنا، حين تكون الكتابة خبزا وملحا وهواء. في ما مضى، كنت أردّد: "ما الذي سينقص العالَمَ إن لم أعد أكتب؟"، وكنت أكثر ما أحبّ الإجابة: "بالطبع لا شيء"، إذ كان في ذلك حرّية طازجة، شيءٌ من غبطة المخاتلة والصدّ والامتناع، حاوية حافظة من أتون النار.

المشهدُ اليوميّ لا يُدان فقط، بل يُدين، يؤذي ويوجع ويُمهِل ولا يُهمِل، كأنّه عينُ الإله وقد فُتحت على أيّوب وقد حُسد على بحبوحته

اليوم، وبعد كلّ ما جرى ويجري، هنا وهناك، ما عاد ذلك ممكنا، شافيا، إذ ثمّة ما يستحيلُ السُّكوتُ عنه. مزيجٌ من عبثٍ وتراجيديا، إفلاسٍ وصدأ واهتراء، قيحٍ وسعير. فالمشهدُ اليوميّ لا يُدان فقط، بل يُدين، يؤذي ويوجع ويُمهِل ولا يُهمِل، كأنّه عينُ الإله وقد فُتحت على أيّوب وقد حُسد على بحبوحته جرّاء صلاحه وإيمانه وطاعته الربّ. قيل إن ثمّة من أوعز لمصدر رخائه: اضربْه بالغالي على قلبه، سوِّد أيامَه وأبِد أحبّاءه، وسوف ترى كيف سيكفر بك، فنذكّرك آنذاك بطاعته وتفانيه. أصغى الإلهُ وانتزع من أيّوب نعمَه كافة، وأنزل به كلَّ ما أرادوا به من سوء. ولكن، لماذا رضخ الإلهُ وانصاع لرغبة نافث الشرّ؟ أوَ يستمع الإلهُ هكذا لكل من يُوسوس له، فيجرّب من يحبّ فقط، لكي يثبت صحّة الظنّ في "الرجل الكامل المستقيم"؟

لقراءة المقال كاملاً على موقع صحيفة العربي الجديد
المصادر:
العربي الجديد
شارك القصة