Skip to main content

أجراس الخطر تُدَقّ.. ما هو أفق المرحلة الانتقالية في السودان؟

الجمعة 2 يوليو 2021

يتزايد السخط الشعبي في السودان بسبب غلاء المعيشة ورفع الحكومة الدعم عن الوقود. 

ومن مفرق الشارع الذي اختار فيه السودانيون مسار ثورتهم قبل عامين، ارتفعت عبارات الاستياء. وفي وجه السلطة الانتقالية دُقت أجراس الخطر. 

فتحت عنوان المرحلة الانتقالية المتعثرة والظروف المعيشية الصعبة، خرج المتظاهرون في ذكرى احتجاجات الثلاثين من يونيو/ حزيران، التي مثلت قبل عامين أحد المنعطفات الأساسية لإخراج التوافق بين المدنيين والعسكر في السودان إلى حيز الوجود.

ومن على أرصفة الطرقات نفسها، كانت قوات الأمن تصوّب لهم مرة أخرى الغاز والرصاص.

واستنكرت أحزاب سودانية عدة طريقة تصدي الشرطة والأجهزة الأمنية للمشاركين في الاحتجاجات المطلبية.

ودان تجمع المهنيين السودانيين "قمع السلطات الأمنية المظاهرات السلمية"، داعيًا إلى محاسبة المسؤولين وتقديمهم لمحاكمات عاجلة. 

وفي هذا السياق، تُطرح أسئلة بشأن ملامح المشهد السياسي في السودان وأفق المرحلة الانتقالية.

"انسداد في الأفق"

تعليقًا على المشهد السوداني، يعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة النيلين مصعب محمد علي، أن الثلاثين من يونيو يأتي هذا العام مختلفًا عن 30 يونيو 2019، الذي جاء بعد أحداث فض الاعتصام. 

ويضيف في حديثه لـ "العربي" من الخرطوم: "30 يونيو 2021 جاءت بعد مرور عامين على فترة الحكم الانتقالي، وفي مرحلة يمر فيها السودان بتعقيدات سياسية واقتصادية عديدة"، معتبرًا أن "الأحداث المتتالية في البلاد أدت إلى حدوث بعض الاحتجاجات؛ منها ما هو على السياسات الاقتصادية وأخرى على السياسات التي تتبعها الحكومة".

ويُحذر من أن "الاحداث المتتالية قد تؤدي إلى انسداد في الأفق السياسي السوداني إذا لم يتم تدارك الأمر بصورة كبيرة والوصول إلى حل يُرضي الجميع، ويصل بالسودان إلى إتمام المرحلة الانتقالية ثم الانتخابات الحرة".

"رؤية غير سليمة"

بدوره، يتوقف رئيس لجنة السياسات والسلام في حزب الأمة القومي إمام الحلو، عند مطالبات بـ"إسقاط الحكومة السودانية نتيجة لفشلها" في أحداث الثلاثين من يونيو 2021.

ويعتبر في حديثه لـ"العربي" من الخرطوم، أن الحكومة تواجه تحديات طبيعية في هذه المرحلة الانتقالية التي فيها تحديات كبيرة وعقبات وصعوبات كثيرة، لا سيما وأن نظام الحكم الانتقالي هو عبارة عن شراكة بين مكوّن مدني وآخر عسكري. 

ويرى أن المناداة بإسقاط الحكومة أو الوقوف ضد ما يُسمى بـ"الهبوط الناعم" مسائل غير واقعية. ويلفت إلى أن "ما حدث في 30 يونيو التقى فيه طرفا نقيض؛ سواء من حيث قوى الردة الداعمة للنظام البائد أم قوى اليسار أتم تسميتها المهنيين أم اليسار في الحزب الشيوعي".

وإذ يشير إلى أن هؤلاء يدعون إلى إسقاط الحكومة، يردف: "نحن في حزب الأمة نعتقد أن هذه الرؤية غير سليمة"، مؤكدًا أن هذه الحكومة جاءت من نتاج لثورة وقوة سياسية انتخبتها.

"ضعف سياسي عام"

من ناحيته، يعتبر الكاتب السياسي محمد الأمين عثمان أن هناك حالة ضعف سياسي عام ووهن شديد لكل المنظومة السياسية الوطنية بلا استثناء، أدت الآن إلى انسداد الأفق السياسي تمامًا.

ويشير في حديثه لـ"العربي" من بريطانيا، إلى قمع الاجهزة الأمنية للمتظاهرين المناوئين للحكم الذي كان يعرض نفسه على أنه حكم انتقالي نحو دولة مدنية فيها الحقوق والحريات، وكذلك حجب مواقع إخبارية واحتجاز مراسلي بعض القنوات أثناء عملهم الإعلامي.

وإذ يرى أن هناك مشكلة حقيقية موجودة، يلفت إلى أن البلاد لا تذهب بأي معطيات موضوعية نحو انتخابات، فليست هناك مؤشرات على ذلك ولا جدولة أو مشروع قانون للانتخابات حتى. 

ويشير إلى أن الحكومة ذهبت، خلال أقل من العامين الماضيين، في اتجاهات ليست من تفويض الحكومات والإدارات الانتقالية. ويردف: "لم يؤسّسوا حتى الآن تأسيسًا موضوعيًا لانتقال سياسي، وما نراه الآن نتاج طبيعي لذلك".  

المصادر:
العربي
شارك القصة