Skip to main content

أحد زعمائها اعتقلته الولايات المتحدة.. ما هي عصابة "الياكوزا" اليابانية؟

الجمعة 8 أبريل 2022
تحقق وزارة العدل الأميركية منذ عام 2019 في شبكة "إبيساوا" لتجارة المخدرات والأسلحة - غيتي

ألقت السلطات الأميركية أمس الخميس، القبض على تاكيشي إبيساوا، أحد زعماء مافيا "الياكوزا"، التي تُعد أكبر جماعة إجرامية منظمة في اليابان، وواحدة من أخطر وأغنى المافيات في العالم.

واتُهم إبيساوا (57 عامًا) بالتخطيط لتوزيع مخدرات في الولايات المتحدة، وشراء أسلحة بما في ذلك صواريخ أرض – جو أميركية الصنع.

سجن مدى الحياة

وقال المدعون الفيدراليون في نيويورك: إن تاكيشي كان يسعى لشراء صواريخ لجماعات متمردة في ميانمار، من خلال التواصل مع عميل سري انتحل صفة بائع أسلحة في 6 أبريل/ نيسان الجاري.

وأقنع العميل تاكيشي بأن يضمن له الوصول إلى الأسلحة الثقيلة المسروقة من القواعد الأميركية السابقة في أفغانستان.

 وأفادت وزارة العدل الأميركية، التي تحقق منذ عام 2019 في شبكة "إبيساوا" لتجارة المخدرات والأسلحة، والتي تمتد بين اليابان وتايلاند وميانمار وسريلانكا والولايات المتحدة، أن "المخدرات كانت متجهة إلى شوارع نيويورك".

ولفتت إلى أن شحنات الأسلحة كانت موجهة لميليشيات في دول غير مستقرة.

واعتقلت السلطات إضافة إلى تاكيشي 3 تايلانديين يحملون الجنسية الأميركية. وبحسب وكالة "رويترز"، يمكن أن يواجه المتهمون الأربعة عقوبة بالسجن مدى الحياة في حال إدانتهم.

لعبة ورق قديمة 

يعود أصل تسمية "الياكوزا" إلى لعبة ورق يابانية قديمة، تقوم على حصول كل لاعب على 3 أوراق. ويُعد خاسرًا من يسحب الأوراق التي تحمل الأرقام 8 (يا) و9 (كو) و3 (زا).

إلى ذلك، يُعتقد أن أصول تشكّل "الياكوزا" تعود إلى القرن السابع عشر؛ حين شكّل عناصر ساموراي عصابات تدافع عن القرويين والمهمشين.

ومنذ القرن الثامن عشر، تخضع "الياكوزا" على غرار المافيا الإيطالية إلى تسلسل هرمي عائلي.

ويُعرف زعيم أي عصابة منها باسم "أويابون" أو الرئيس، أما الأتباع فيُعرفون باسم "كوبون" أي المتدربين أو المحميّين.

وفي ذلك القرن بدأت "الياكوزا" دخول عالم التجارة والأسواق، حيث سيطرت على محال ومعارض وأسواق في البلاد. كما اقتحمت عالم المقامرة في اليابان، وسيطرت على جزء كبير منه.

لاحقًا، توسّعت "الياكواز" لتشمل أعمال البناء والسيطرة على الموانئ. كان ذلك في القرن التاسع عشر. أما في القرن العشرين، فقد انخرط أعضاء المجموعة في السياسة، ودعموا بعض السياسيين والمسؤولين وتعاونوا مع بعض الحكومات.

وبينما سيطرت هذه العصابات على العديد من الشركات، اشتركت في أنشطة المقامرة والقروض والرياضة والمخدرات والدعارة.

ووصل عدد أعضائها في الستينيات إلى أعلى مستوياته، حيث سجّل نحو 184 ألفًا، بحسب تقديرات الشرطة اليابانية.

أنشطة إجرامية وأعمال خيرية

أعداد "الياكوزا" انخفضت بحلول أوائل القرن الـ 21 إلى ما يقرب من 80 ألفًا، في حين قُدر دخلها عام 2015 بنحو 80 مليار دولار. 

وبموازاة أنشطتهم الإجرامية، عُرف "الياكوزا" بالأعمال الخيرية على غرار التبرع وإيصال الإمدادات لضحايا زلزال كوبي عام 1995، وتسونامي عام 2011. 

كما يُحكى عن تدخلهم في بعض الأحيان لتسديد الديون عن بعض الأشخاص، والتسوية بين الأطراف المتنازعة.

ومما يُضاف في هذا السياق، أن لدى "الياكوزا" علاقات مع سياسيين وأشخاص ذوي نفوذ في اليابان، ما جعل علاقتهم مع الشرطة اليابانية معقدة.

فالعضوية في هذه العصابات تُعتبر قانونية، والحكومة تعترف بـ 22 منظمة "ياكوزا"، وغالبًا ما تكون شركاتهم ومقارهم معروفة دون أي تدخل للشرطة. 

كما تم أحيانًا استدعاؤهم لأداء وظائف عامة؛ على غرار إعداد قوة أمنية مشكّلة من "الياكوزا" لتأمين زيارة دوايت أيزنهاور رئيس الولايات المتحدة إلى اليابان عام 1960، والتي لم تتم في النهاية، وفق ما ورد في الموسوعة البريطانية.

يُذكر أن عصابات "الياكوزا" ما زالت تتبنى طقوسًا أشبه بالساموراي، وغالبًا ما يحمل أعضاؤها وشومًا.

المصادر:
العربي
شارك القصة