Skip to main content

أربكت الإسرائيليين.. ما العوامل التي فجرت العمليات الفلسطينية الفردية؟

الإثنين 18 أبريل 2022

تصاعدت العمليات الفردية الفلسطينية خلال شهري مارس/ آذار الماضي وأبريل/ نيسان الحالي داخل الخط الأخضر ما أربك حسابات الاحتلال، وشكل هاجسًا يؤرق منظومته الأمنية.

ووقف الاحتلال الإسرائيلي أمام هذه العلمليات عاجزًا بكامل منظومته الاستخبارية. فلا طابع تنظيميًا لهذه العمليات ولا شبكة اتصالات بخلايا فصائل المقاومة تسهل فك شيفرة منفذيها.

وقد سارع الجيش الإسرائيلي إلى سد الثغرات في الجدار العازل وقام بخطوات أمنية مستعجلة، إلا أن طبيعة العمليات داخل الخط الأخضر دفعت أصواتًا على المستوى الأمني الإسرائيلي إلى المطالبة بإستراتيجية جديدة تتجاوز ما هو سائد حاليًا.

خيارات السلطة الفلسطينية

وتزامنت العمليات مع أزمة سياسية للحكومة الإسرائيلية دفعت رئيس الوزراء نفتالي بينيت للهروب إلى الأمام بتصعيد الوضع في الضفة الغربية المحتلة والقدس بهدف رص الصفوف في ائتلافه البرلماني الهش وامتصاص غضب الشارع الإسرائيلي.

لكن التصعيد العسكري كشف مأزق الاحتلال غير الراغب في شن عملية عسكرية واسعة في الضفة على غرار "عملية السور الواقي" عام 2002 خشية انفجار الغضب الفلسطيني وإعادة إحياء المقاومة المنظمة التي تراجع تأثيرها بفعل الملاحقات الأمنية المنسقة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال.

وفي وقت ترتفع الأصوات الداعمة للعمل المقاوم بوجه المحتل، تطرح أسئلة حول خيارات السلطة الفلسطينية في ظل رفض شعبي وعدم رضى عن أدائها السياسي والأمني بما يحتم بناء إستراتيجية مختلفة نوعيًا لا تقل عن انتفاضة وطنية شاملة تقلب الحسابات حول قضية فلسطين.

ما هو الدافع الأساسي للعمليات الفلسطينية؟

في هذا السياق، تشدّد الباحثة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات آيات حمدان على أن الاحتلال يمارس التمييز العنصري تجاه الشعب الفلسطيني داخل الخط الأخضر وفي الضفة الغربية وغزة، والحصار على قطاع غزة وجرائم إبادة وقتل واغتيالات وإقامة مستوطنات وتوسيعها إضافة إلى مصادرة الأراضي وتقطيع أوصال الجغرافيا الفلسطينية.

وتشير في حديث إلى "العربي" من الدوحة، إلى أن جرائم الاحتلال تشكل الدافع الأساسي للعمليات الفلسطينية كالتي حصلت أخيرًا، لافتة إلى أن غياب أي رد فعل متناسب من قبل السلطة الفلسطينية ردًا على هذه الانتهاكات خلق حالة إحباط لدى الفلسطينيين ودفع الأفراد إلى أخذ زمام المبادرة.

كما تعتبر أن غياب مشروع وطني جامع يعبّر عن طموح وتطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية وتقرير المصير خلق أرضًا خصبة لمثل تلك العمليات والمبادرات الفردية الفلسطينية.

وعلى الصعيد الإقليمي، ترى حمدان أن "عمليات التطبيع التي تقوم بها دول عربية والتي تحولت إلى نوع من تحالف إستراتيجي على غرار قمة النقب الأخيرة أثبتت أن القضية الفلسطينية على المحك وأن على الشعب الفلسطيني أن يأخذ زمام المبادرة".

"مساع لتصفية القضية الفلسطينية"

من جهته، يعتبر الكاتب السياسي والباحث في التاريخ الاجتماعي علي حبيب الله أن العمليات التي حصلت فردية من دون أن تقف خلفها فصائل، لافتًا الانتباه إلى أن العمليات الثلاث في بئر السبع والخضيرة وبني براك تم تنفيذها في الأسبوع نفسه تقريبًا الذي شهد قمة النقب التي شارك فيها 4 وزراء خارحية عرب.

ويشير في حديث إلى "العربي" من القدس، إلى أن ما حصل هو ردود فعل من المجتمع الفلسطيني في ظل انسداد الأفق السياسي وفي ظل مساع فلسطينية وإقليمية ودولية لتصفية القضية الفلسطينية.

ويوضح أن عمليات مماثلة كانت مستمرة تاريخيًا، إلا أنه يلفت إلى أن ما يقلق الاحتلال هو استعمال السلاح في الداخل في أكثر من منطقة إطار هبة شعبية للمرة الأولى.

ويضيف: "يجب أن يُنظر إلى هذه العمليات ضمن أرضية سياسية في كل الممارسات التي تراكمت خلال السنوات الأخيرة على مستوى الداخل أو المستوى الفلسطيني عمومًا".

التطبيع وتأثيره على الفلسطينيين

بدوره، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي أن الشعب الفلسطيني يخوض نضالًا واضحًا ضد الحركة الصهيونية منذ 100 عام، لافتًا إلى أن تراجع النضال الوطني الفلسطيني في أي مرحلة لا يعني أن هناك تراجعًا عن الأهداف السياسية والوطنية.

ويقول لـ"العربي" من نابلس: "قد تأخذ في بعض الأحيان النضالات الفلسطينية حالة المد الشعبي والمظاهرات الشعبية والكفاح الشعبي، كما قد تأخذ طابع المواجهة العنيفة مع الاحتلال".

ويعزو أحد أسباب المواجهة إلى تعامل الاحتلال مع الشعب الفلسطيني في المربع الأمني وليس على قاعدة أنه شعب لديه حقوق، مشيرًا إلى أن هذا التعامل الأمني يتمثل بمواجهة الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة عبر عمليات الردع والقتل والتهويد والاستيطان.

ويشدد على أن عمليات التطبيع التي تجري مع إسرائيل تشعر الفلسطينيين أنهم وحدهم في الميدان، معربًا عن اعتقاده بأن كل العوامل مجتمعة تؤدي إلى ثورة غضب فلسطينية متواصلة.

المصادر:
العربي
شارك القصة