Skip to main content

أزمة أرمينيا تتفاقم.. اقتحام مبانٍ حكومية وتظاهرات متنافسة

الإثنين 1 مارس 2021
دعا سركيسيان إلى تجنّب المواجهات وعدم تعريض استقرار البلاد لهزات.

اقتحمت مجموعة من المتظاهرين المبنى الحكومي وسط العاصمة يريفان، مُطالبين باستقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان، وذلك قبيل تظاهرات متنافسة، اليوم الاثنين، في شوارع أرمينيا الغارقة في أزمة سياسية عميقة، منذ أن وافق باشينيان مضطرًا في نوفمبر/ تشرين الثاني على اتفاق السلام الذي اقترحته موسكو، مبرمًا بذلك هزيمة مهينة أمام أذربيجان في حرب الخريف في ناغورني قره باغ.

ونظّم المعارضون مسيرة في بهو الطابق الأرضي، وحثّوا مسؤولي الوزارة على عدم المشاركة في التجمّع الذي نظمه رئيس الوزراء يوم الاثنين.

 

واستمرت التظاهرات لعدة دقائق، قبل أن يغادر المتظاهرون المبنى. وقال أحد المشاركين في التظاهرة: "نحن نكمل عملنا، كان هدفنا إظهار أنه يمكننا دخول أي وزارة".

وتصاعدت الأزمة، الخميس، مع دعوة هيئة الأركان العامة باشينيان إلى الاستقالة، بينما تحدّث باشينيان عن محاولة انقلاب وأمر بإقالة رئيس الأركان أونيك غاسباريان، وجمع حوالي عشرين ألفًا من أنصاره في العاصمة يريفان.

 

وكان الجيش يدعم رئيس الوزراء. لكنّه تخلّى عنه الأسبوع الماضي بعد إقالة تيغران خاتشاتريان نائب الجنرال غاسباريان، الذي سخر من تصريحات باشينيان التي تشكك في مصداقية نظام الأسلحة الروسي قاذفات صواريخ إسكندر خلال نزاع قره باغ.

وردًا على تصريحات باشينيان، طالبت هيئة الأركان باستقالة رئيس الوزراء، معتبرة أنه "لم يعد في وضع يسمح له باتخاذ القرارات اللازمة". 

كما حشدت المعارضة التي تتّهم باشينيان بالخيانة وأنه "باع البلاد"، صفوفها مع تظاهرات على مدى ثلاثة أيام متتالية من الخميس إلى السبت.

وتفاقمت الأزمة، السبت، مع رفض الرئيس أرمين سركيسيان، الخصم السياسي لباشينيان، المصادقة على إقالة قائد الجيش، باعتبار أن الأزمة "لا يمكن حلها من خلال التغييرات المتكررة للمسؤولين".

وبينما دعا مجلس الأمن القومي الأرميني رئيس البلاد أرمين سركيسيان، للتصديق على إقالة رئيس هيئة الأركان العامة أونيك غاسباريان، جدّد سركيسيان دعوته القوى السياسية كافّة إلى تجنّب المواجهات وعدم تعريض استقرار البلاد لهزات.

وقال سركسيان، في خطاب إلى الشعب بمناسبة حلول الذكرى السنوية لأحداث 1 مارس/ آذار عام 2008: "يجب ألا يتجاوز النضال السياسي حدود القانون، ولا يجوز أن يؤدي إلى الاضطرابات وعدم الاستقرار، ولا ينبغي أن تتطوّر التناقضات إلى عدم التسامح، والكراهية المتبادلة، وأكثر من ذلك إلى التفرقة والانقسام".

وأضاف الرئيس الأرميني أن البلاد تحتاج إلى الوحدة والتضامن، مؤكدًا "أن الوحدة والتسامح أمران حيويان لدولتنا وشعبنا".

لكنّ باشينيان أصرّ على موقفه، قائلًا إنه سيُعيد إرسال أمر إقالة قائد الجيش إلى الرئاسة. كما دعا أنصاره إلى إثبات "استعداد الشعب لدعم النظام الديموقراطي والدستوري". ويعتزم أنصار باشينيان الوصول إلى نصب تذكاري لضحايا الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في آذار 2008.

 

من جهتها، حثّت السفارة الأميركية في أرمينيا مواطنيها على توخّي الحذر والبقاء في حالة تأهب في جميع الأوقات.

ويواجه رئيس الوزراء الأرمني ضغوطًا من المعارضة تطالب باستقالته، منذ الهزيمة العسكرية لأرمينيا أمام أذربيجان في خريف 2020 في نزاع ناغورني قره باغ. 

ومنذ ذلك الوقت وفي مواجهة خطر وقوع كارثة، طلب الجيش من رئيس الحكومة قبول شروط وقف لإطلاق النار تفاوض عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يفضي إلى خسارة أرمينيا مساحات واسعة من الأراضي.

ولا تزال يريفان تسيطر بحكم الأمر الواقع مع وجود الانفصاليين الأرمن، على معظم منطقة ناغورني قره باغ الأذربيجانية. 

لكن أرمينيا خسرت في نزاع 2020 مدينة شوشا الرمزية فضلا عن منطقة جليدية من المناطق الأذربيجانية المحيطة بقره باغ. واعتبر الكثير من الأرمن هذه الهزيمة إهانة وطنية.

وباشينيان صحافي سابق ومعارض تاريخي دخل إلى السلطة. وقد وصل إلى السلطة في ربيع 2018 مدفوعا بثورة واعدة بإخراج هذا البلد القوقازي من الفقر واجتثاث النخبة الفاسدة. 

وشهدت أرمينيا منذ استقلالها مع سقوط الاتحاد السوفياتي في 1991 سلسلة من الأزمات والثورات السياسية سقط في بعضها قتلى.

المصادر:
العربي، وكالات
شارك القصة