أزمة لبنان تتعمّق.. رئيس الحكومة يدعو إلى "إنقاذه قبل فوات الأوان"
بعد مرور 300 يوم على استقالة حكومته، حذّر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب، مساء اليوم الأربعاء، من حصار خارجي يمارس على لبنان لدفعه نحو الانهيار الشامل، داعيًا القوى السياسية إلى تقديم تنازلات "صغيرة"، لتجاوز أزمة تشكيل الحكومة.
وقال دياب في كلمة متلفزة: "أدعو القوى السياسية لتقديم التنازلات، وهي صغيرة مهما كبرت، لأنها تخفف عذاب اللبنانيين".
وأشار إلى أن القوى السياسية لديها "قصور في إدراك حجم الأزمة"، وتحتاج أن "ترقى إلى المسؤولية"، على حد تعبيره، داعيًا اللبنانيين إلى الصبر على أي قرار قد تتخذه أي جهة ويزيد معاناتهم.
وطلب رئيس حكومة تصريف الأعمال من وصفهم بأصدقاء لبنان إلى "عدم تحميل الشعب تبعات لا مسؤولية له عنها".
ولفت دياب أن هناك حصارًا خارجيًا مطبقًا على لبنان لدفعه إلى الانهيار الشامل، معتبرًا أن تداعيات أي انهيار لن تؤثر على اللبنانيين فقط، بل على جميع المقيمين على أرض لبنان.
وعدّد دياب في كلمته أوجه الأزمة المالية والاقتصادية، وأشار إلى "استمرار توقف المفاوضات مع الصندوق وتجميد خطة التعافي"، و"تقليص مصرف لبنان اعتمادات استيراد المواد الأساسية"، و"ممارسة التهريب وتخزين السلع من جانب التجار".
واختتم كلمته بالقول إن لبنان في قلب الخطر الشديد، فإما إنقاذه الآن قبل فوات الأوان وإلا لن ينفع الندم.
تبادل جديد للاتهامات
وتأتي كلمة رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب، على وقع تبادل جديد للاتهامات بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري، بتعطيل تشكيل الحكومة.
واتهم بيان رئاسة الجمهورية اليوم؛ الحريري بـ"محاولة الاستيلاء على صلاحيات رئيس الجمهورية وحقه الطبيعي في احترام الدستور، من خلال اللجوء إلى ممارسات تضرب الأعراف والأصول، وابتداع قواعد جديدة في تشكيل الحكومة، منتهكًا صراحة التوازن الوطني الذي قام عليه لبنان".
في المقابل، قال بيان لتيار المستقبل إن "رئاسة الجمهورية تقع أسيرة الطموحات الشخصية لجبران باسيل زعيم التيار الوطني الحر وصهر رئيس الجمهورية، وأن فخامة الرئيس العماد ميشال عون مجرد واجهة".
وبحسب مراسل "العربي" في بيروت، فإنّ الأجواء في العاصمة اللبنانية سلبية نتيجة ما شهدناه في الساعات الأخيرة، وتحديدًا منذ ليل أمس، عندما طرح رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل فكرة عقد طاولة الحوار.
وتقول أوساط تيار "المستقبل" إنّ هذه الفكرة "محاولة جديدة للانقضاض على صلاحيات رئيس الوزراء المكلف"، مشدّدة على أنّ عملية تأليف الحكومة لا يمكن أن تُبحَث على طاولة حوار.
مبادرة بري
ومنذ أكثر من ثمانية أشهر، تدير لبنان حكومة تصريف أعمال، بانتظار أن تتفق الأطراف السياسية الرئيسية الغارقة في سجالات وانقسامات، على حكومة جديدة.
وكان رئيس البرلمان نبيه بري قدّم مبادرة للخروج من الأزمة الراهنة؛ تقضي بتقسيم المقاعد الوزارية بين الكتل السياسية المشاركة في تأليف الحكومة، وهي "حزب الله" وحلفاؤه وتيار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وحلفاؤه، إلى جانب حصة ثالثة يختارها رئيس الجمهورية ميشال عون.
والأزمة السياسية في لبنان تتواصل منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي حينما تم تكليف الحريري رسميا بتشكيل الحكومة، وذلك، بعد شهرين من استقالة حكومة حسان دياب.
ويمر لبنان بأزمة مالية عميقة تمثل أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية 1975-1990.