Skip to main content

أسرار قلعة "دراكولا" في رومانيا.. هل أقام فيها حقًا مصاص دماء؟

الثلاثاء 18 يناير 2022
تقع قلعة "دراكولا" في منطقة ترانسلفانيا في رومانيا

قد يرسم اسم "دراكولا" في الأذهان، مع ما يثيره من خوف في النفوس، صورًا مفترضة كثيرة لمكان إقامة إحدى أبرز الشخصيات المرعبة التي قدّمتها السينما للمشاهدين وفق سيناريوهات عديدة.

لكن مكانًا محددًا تتجه إليه البوصلة عند العزم على زيارة مقرّ يُعرف على أرض الواقع باسم "دراكولا"، ويغذّي الأسطورة بشيء من الواقع وكثير من الخيال، وهو قلعة "بران" في رومانيا.

مصدر إلهام

تقع قلعة بران في منطقة ترانسلفانيا برومانيا، وهي تُعدّ المعلم التاريخي الأبرز في البلاد. وبين جاذبية اسم "دراكولا" وتاريخ المكان، تستقطب القلعة ملايين السيّاح من حول العالم سنويًا.

كيف حازت على هذا الاسم، وما علاقتها بالشخصية "الفنتازية" الشهيرة؟

في واقع الحال، يُعد المكان نفسه مصدر إلهام الكاتب الإيرلندي برام ستوكر في كتابة روايته الشهيرة "دراكولا" عام 1897.

في تلك الحقبة، استلهم الكاتب أحداث قصته من شخصية حقيقية سكنت القلعة في القرن الخامس عشر وحملت الاسم نفسه: "فلاد دراكولا"، الذي يعتبره الرومانيون بطلًا قوميًا رغم صفاته العنيفة والمتوحّشة، بحسب مؤرخين وثّقوا عنه الكثير من الحكايا الغربية التي يجمع في ما بينها التعطّش للدماء والنبل، الغموض والوضوح، الإجرام والحب.

من هو فلاد دراكولا؟

أساس الشخصية التاريخية، وهي الكونت مصّاص الدماء، بُني على شخصية فلاد الأصلية في التاريخ الروماني، التي تُعرف بـ"فلاد تسبش" الثالث ابن فلاد الثاني دراكول، بحسب تصريحات مدير التسويق في قلعة بران ألكسندرو بريسكو.

وعن فلاد الثاني، يكشف الباحث التاريخي ماريو تيتا لـ"العربي" أنه كان حاكمًا للمنطقة الرومانية نفسها، وقد سُمي الأب بـ"دراكول"، الذي كان يترأس تنظيم فرسان يدعى التنين، لأنه كان يضع القلادة الخاصة بهم على صدره.

تلك القلادة، وفق تيتا، نالها الرجل بسبب شجاعته، فيما كان الرومان يعتبرون التنين كالشيطان، ووفق تعبيره "من هنا جاءت تسمية دراكولا".

فيما يخصّ فلاد الثالث، فقد اشتهر خلال حكمه بطرقه الخاصة بالقتل والتعذيب، لا سيما الإعدام بالخازوق، وبسبب هذه الطريقة تحديدًا أصبح لقبه فلاد "تسبش" أي فلاد "المخوزِق".

مصاص الدماء

عندما شرع ستوكر بكتابة روايته، كانت قد تكاثفت في ذهنه قصص سمعها عن فلاد دراكولا وأخرى عن متعطشين للدماء إحداها عن الأميرة إليزابيث بانتوري الحقيقية.

وبانتوري كانت بدورها ملهمة لفكرة مصاصي الدماء، لا سيما أنها كانت تستحم بدماء الفتيات العذارى بعد قتلهنَّ من أجل استرجاع شبابها.

هكذا تم ابتكار شخصية مصاص الدماء، التي يرى بريسكو أن نقاط اختلافها عن الحقيقية ليست كثيرة.

وفيما يشير إلى أن الفرق الوحيد هو أن الشخصية لا تموت وتتغذّى على الدماء، يؤكد أنّ قلعة بران هي قلعة الشخصية الخيالية بالنسبة للسياح، وليست قلعة الشخصية الأصلية فلاد.

صرح غريب

وكان صيت هذا الصرح الغريب قد ذاع في القرن الرابع عشر الميلادي، وتحديدًا عام 1337 في عهد الملك دي أنجو، الذي أمر أهالي براشوف ببناء القلعة، بحسب ما تؤكد الدليل السياحي في القلعة لوريدانا بالكا.

كما جذب عهد الملكة ماريا، التي عُرفت بأنها أجمل امرأة في أوروبا، بدوره السياح لزيارة المكان الأثري. وقد ظلّت الملكة صاحبة القلعة حتى عام 1920، قبل أن ترثه منها بعد وفاتها ابنتها أليانا دوقة النمسا.

يُذكر أن في القلعة، وتحديدًا في الجانب الغربي منها، توجد غرفة التعذيب التي تحتوي على أكثر من 50 أداة للتعذيب كانت تُستخدم قديمًا.

وقد وصل عدد زوارها عام 2019 إلى مليون و89 ألف شخص، ما جعلها الوجهة السياحية الأولى في رومانيا.

مزيد من التفاصيل عن تاريخ القلعة ومشاهد من داخلها في الحلقة المرفقة من برنامج الجار الغريب:

المصادر:
العربي
شارك القصة