أعراض تظهر وتختفي.. ما هو مرض النقرس ولماذا سمي "داء الملوك"؟
يعتبر مرض النقرس واحدًا من أشهر أنواع التهاب المفاصل، يصيب في الغالب إصبع القدم الكبير، وينتج عن ترسّب حمض اليوريك في مفاصل الجسم.
كان يُطلق عليه "داء الملوك" لأن الأثرياء فقط هم مَنْ كانوا يستطيعون تحمل تكلفة الأطعمة الغنية التي تسبّب هذا المرض، مثل اللحوم والكحول. كما أنّ الرجال أكثر عرضة من النساء للإصابة به.
ولا يؤثر المرض في إصبع القدم الكبير فقط، بل يؤثر في المفاصل الأخرى أيضًا مثل الرسغ والأصابع والكاحلين والركبتين والمرفقين.
غالبًا ما تأتي نوبة النقرس في منتصف الليل، عندما يكون جسمك في أدنى درجة حرارة له. ويصف المرضى الألم الناتج عن الإصابة بالنقرس بأنه "أشبه بالخفقان أو التكسير". ويُمكن أن يكون لتجاهل علامات التحذير من نوبة النقرس عواقب سلبية، إذ بمرور الوقت، يُمكن أن تؤدي إلى عدم القدرة على الحركة.
عوامل تعزّز الإصابة بمرض النقرس
تتعدّد الأسباب التي تعزّز الإصابة بالنقرس ومن أبرزها زيادة غير طبيعية في الوزن، وجود تاريخ عائلي للمرض، الإكثار من شرب الكحول، الإصابة ببعض الأمراض مثل السكري من النمط الثاني أو أمراض القلب وأمراض الكلى وغيرها.
ومن بين الأسباب أيضًا اتباع نظام غذائي غير صحي غني باللحوم الحمراء والمشروبات المحلاة بسكر الفواكه، وتناول بعض الأدوية مثل الأسبرين أو أدوية ضغط الدم، وأخيرًا الجنس، علمًا أنّ الرجال أكثر عرضة للإصابة بالنقرس من النساء.
ويوضح الدكتور عمر العطر، أخصائي المسالك البولية، أن تناول اللحوم الحمراء من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى مرض النقرس.
ويشير العطر، في حديث سابق إلى "العربي"، إلى أن الأمراض الوراثية كالسكري، وارتفاع ضغط الدم، محذرًا من أن هذا المرض يمكن أن يؤدي إلى ترسّبات تعطّل عمل الكلى.
نوبات ألم شديدة وعلامات تحذيرية شائعة
قد تظهر أعراض النقرس فجأة وتختفي، خصوصًا في الليل. وعادةً ما يصل الألم إلى أقصى درجاته بعد أربع ساعات إلى 12 ساعة من بدايته.
وتشمل الأعراض الشائعة للمرض التهاب المفاصل واحمرارها، حيث تتورّم مع الشعور بسخونتها وعدم القدرة على لمسها أو تحريكها، وكذلك الشعور بألم شديد في الإصبع الكبير للقدم، وهو المكان الأكثر شيوعًا للإصابة بالنقرس، رغم أنه يمكن أن يصيب مفاصل أخرى في الجسم مثل أصابع اليدين أو الركبتين والمرفقين والمعصمين.
ويبقى من الأعراض الثابتة أيضًا الشعور بعدم الراحة حتى بعد انتهاء نوبة الألم على مستوى المفاصل، وقد يستمرّ الشعور لعدة أيام.
عمومًا، تتركّز العلامات التحذيرية الشائعة لمرض النقرس على العناوين الآتية التي سيتمّ تفصيلها فيما يلي، وهي ألم في الإصبع الكبير بالقدم، قلة التبوّل، والغثيان وآلام في العضلات
ألم في الإصبع الكبير بالقدم
يحارب الجسم بلورات حمض البوليك في المفاصل، وهذا ما يُسبّب نوبة النقرس. ويتورم إصبع القدم الكبير، ويسخن، ويتحوّل لونه إلى الأحمر. وقد يكون لمس الإصبع مؤلمًا جدًا.
وفي بعض الأحيان، يمكن أن يصبح الجلد الذي يغطي المفصل هشٍّا ويبدأ في التقشر، ما يدفع المريض إلى الرغبة بحكه، لكن هذا آخر شيء يريد المريض القيام به نظرًا للألم الشديد الذي يشعر به.
قلّة التبوّل
التبوّل أقلّ من المعتاد، هو مؤشر آخر على الإصابة بنوبة النقرس. والتبوّل القليل يؤشر إلى أن الكلى لا تفرز حمض البوليك كما يجب، فيتراكم الحمض في جسم المريض.
ولهذا السبب يُوصي الأطباء بشدة أن يشرب مرضى النقرس الكثير من الماء. ولا يخفف الماء من حمض البوليك في الدم فحسب، بل يشجع المريض على التبول بشكل متكرر مما يسمح بخروج المزيد من حمض البوليك من الجسم.
الغثيان وآلام في العضلات
يعرب مرضى النقرس عن شعورهم بالإرهاق والمرض، تقريبًا كما لو كانوا مصابين بالإنفلونزا. ومن الطبيعي أن يُصاب مريض النقرس بالغثيان، وآلام في العضلات، والحمى. لذلك ينصح الأطباء بالراحة، وعدم ممارسة الأنشطة المختلفة، لأن الحركة المتكررة قد تؤدي إلى تفاقم آلام النقرس.
هل يجب تجاهل العلامات التحذيرية؟
ينصح الأطباء بعدم تجاهل العلامات التحذيرية لهذا المرض، إذ يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.
فالمرضى الذين يعانون من النقرس الحاد، لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه فجأة، بل إن الأمر يبدأ بنوبات عرضية، وإذا تجاهل الشخص هذه الأعراض، فقد تتحول إلى نقرس شديد.
ومن دون تغيير نمط الحياة وتناول الأدوية اللازمة، تصبح هذه النوبات أكثر حدة ويمكن أن تجعلك غير قادر على الحركة. وفي أسوأ الحالات، يجب إجراء عملية جراحية لإزالة تراكم حمض البوليك في المفاصل. وهذه التراكمات تسمّى "الحصوات" (tophi) التي تحدث عندما تتراكم الرواسب الرملية البيضاء في المفصل المصاب.
داء النقرس.. معلومات هامة
- إذا كنت تعاني من مرضٍ في الكلى أو داء السكري، فقد تكون عرضةً لخطر الإصابة بنوبة النقرس.
- يزيد تناول الأسبرين من فرص الإصابة بنوبة النقرس، لأن الأسبرين معروف بقدرته على زيادة حمض البوليك في الدم.
- يمكن أن تسهم مدرّات البول في تراكم حمض البوليك، وتمنع إفرازه في الكلى.
- يزيد الصوم مستويات الكيتون (ketone) في الجسم، وبالتالي تعمل الكلى بجهد أكبر للتخلص من حمض البوليك والكيتونات.
- يعرّض ارتداء الأحذية غير المريحة لخطر الإصابة بمرض النقرس؛ لأن الجسم بحاجة إلى تدفق الدم بشكل صحيح، ولن تساعد الأحذية غير المريحة في ذلك.
من أجل الحصول على العلاج المناسب، على المريض استشارة مختص الذي سيقوم بدوره باختبارات تشخيصية يمكن أن تؤكد الحالة. وبعد ذلك، تتمّ إحالة المريض إلى مختص أمراض الروماتيزم الذي يمكنه تقديم الجرعات المثلى من دواء النقرس.