أميركا تسلح كوريا الجنوبية وتايوان.. ما هي حدود الردّ الصيني؟

أعلنت الولايات المتحدة موافقتها على بيع كوريا الجنوبية عتادًا عسكريًا بقيمة إجمالية تبلغ 1.5 مليار دولار، وتشمل طائرات مروحية.

بناءً عليه، ستتسلم سول 18 طائرة نقلٍ مروحية من طراز "شينوك – ف 74"، وفق ما أعلنت وكالة تابعة لوزارة الدفاع الأميركية، التي أكّدت أن الصفقة المقترحة ستحسّن قدرة كوريا الجنوبية "على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية وذلك من خلال تعزيز قدرات النقل الثقيل لجيشها".

وفي سياقٍ متّصل، وافقت وزارة الخارجية الأميركية أيضًا على صفقةٍ تتجاوز 420 مليون دولار، لتزويد تايوان بقطع غيار تشمل طائرات "أف 16"، وطائرات المقاتلة الدفاعية، والأنظمة الدفاعية.

بدورها، أكّدت وزارة الدفاع التايوانية أن الصفقة مع واشنطن ستعزز قدراتها في مواجهة النشاط العسكري الصيني.

الانتقال إلى منطق المواجهة

ومتابعةً لهذا الملف، يتحدث الخبير العسكري خالد حمادة عن دلالات قرار واشنطن تزويد كوريا وتايوان بمزيد من العتاد العسكري، في خضم كل التوتر الذي تعيشه المنطقة الآسيوية.

فيقول حمادة: إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بعد انتهاء الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، جددت قوتها وقدرتها على اتخاذ قرارات خارجية كبيرة ربما كانت تحجم عنها قبل هذا الاستحقاق.

ويردف من بيروت: "يتقدم البيت الأبيض اليوم بثبات لتعزز مواقعها في كل مناطق التوتر، على خلفية الصراع التقليدي مع الصين، وعلى خلفية الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا".

ويتابع حمادة: "تنتقل الإدارة الأميركية بعد الانتخابات إلى منطق المواجهة وتأكيد القوةّ، بعد فترة من المحادثات والبحث عن حلول وسط".

حدود الردّ الصيني

كذلك، يتطرق الخبير العسكري في حديث مع "العربي" إلى أن الولايات المتحدة "استفاقت متأخرة" على تنامي حجم الصين اقتصاديًا وعسكريًا، لذلك كان لا بد لواشنطن من تغيير إستراتيجيتها التي كانت تعتمد على نقل بعض القدرات الاقتصادية والاستثمارات إلى داخل الصين.

وعن سيناريوهات الردّ الصيني، لا يرى حمادة، رغم تنديد الصين وإعلانها عن جهوزيتها للرد العسكري، أن الظروف الإقليمية والدولية تسمح بأي نشاط ميداني حقيقي لمواجهة الولايات المتحدة، لا سيما وأن هذه الأخيرة تستند إلى اتفاقية دفاع وقّعت مع تايوان عام 2010، وأخرى مشابهة موقّعة مع كوريا الجنوبية.