Skip to main content

أنظمة صواريخ أميركية "دقيقة" لأوكرانيا.. هل تقلب موازين المعركة؟

الأربعاء 1 يونيو 2022

مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، واقتراب دخولها المئة يوم، يبدو أنّ تطورًا "نوعيًا" سيطرأ على خطّها، مع موافقة الرئيس الأميركي جو بايدن على تزويد أوكرانيا بأنظمة صواريخ يمكنها ضرب أهداف روسية بعيدة المدى بدقة في إطار حزمة أسلحة قيمتها 700 مليون دولار من المقرر أن يتم الكشف عنها اليوم الأربعاء.

لكنّ مسؤولًا في البيت الأبيض أوضح أنّ الولايات المتحدة ستقدم أنظمة صواريخ متقدمة لكييف، لتستخدمها في الدفاع عن نفسها ضد القوات الروسية، لكن ليست لتنفيذ ضربات داخل روسيا.

من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء أن أوكرانيا وعدت الولايات المتحدة بأنها لن تستخدم الأسلحة الجديدة البعيدة المدى ضد أهداف داخل روسيا.

وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ: "قدم الأوكرانيون لنا تأكيدات بأنهم لن يستخدموا هذه الأنظمة ضد أهداف في الأراضي الروسية".

وأضاف: "هناك علاقة ثقة قوية بين أوكرانيا والولايات المتحدة وكذلك مع حلفائنا وشركائنا".

ونفى بلينكن الادعاءات بأن الولايات المتحدة تخاطر بالتصعيد مع روسيا التي هاجمت أوكرانيا في فبراير/ شباط رغم التحذيرات الغربية المتكررة.

وإذ لفت إلى أنّ "روسيا هي التي تهاجم أوكرانيا وليس العكس"، شدّد على أنّ "أفضل طريقة لتجنب التصعيد هي أن توقف روسيا العدوان والحرب التي بدأتها، ولديها القدرة المطلقة على القيام بذلك".

"روسيا جلبت ذلك على نفسها"

في غضون ذلك، قال جوناثان فاينر نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، إن الأوكرانيين يطلبون تلك الأنظمة، وإن واشنطن تعتقد أنها ستلبي احتياجاتهم.

وأضاف فاينر في مقابلة مع سي.إن.إن: "طلبنا من الأوكرانيين ضمانات بأنهم لن يستخدموا تلك الأنظمة لضرب أهداف داخل روسيا. هذا صراع دفاعي الذي يقوم به الأوكرانيون. القوات الروسية على أرضهم".

وأكد فاينر وجود أهداف مهمة لا يمكن للأوكرانيين الوصول لها بالأسلحة التي لديهم حاليًا، وأن النظام الصاروخي سيصنع فارقًا كبيرًا في الصراع في المنطقة الجنوبية الشرقية من البلاد حيث تتركز حاليًا القوات الروسية.

وقال مسؤول روسي إن موسكو تعتبر هذا التطور "سلبيًا للغاية"، لكن فاينر قال إن بايدن أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل مباشر من قبل عن تبعات الهجوم لأوكرانيا.

وأضاف: "نفعل بالضبط ما قلنا إننا سنفعله. روسيا جلبت ذلك على نفسها بغزوها دولة ذات سيادة".

أسلحة تساعد أوكرانيا على الصمود

ويرى الخبير العسكري والإستراتيجي صبحي ناظم توفيق أنّ الأسلحة النوعية التي تقدمها الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة، إلى أوكرانيا، ما هي إلا أسلحة دفاعية، تساعد كييف على الصمود، ولا سيما أن القتال متركز في دونباس.

ويشير ناظم توفيق في حديث إلى "العربي"، من إسطنبول، إلى أنّ السلاح الجديد الذي تحدّث عنه الرئيس الأميركي جو بايدن أمس، هو عبارة عن راجمات صواريخ مداها 80 كيلومترًا، معربًا عن اعتقاده بأنّ هذا الأمر من شأنه أن يساعد على تحسين القتال في الميدان.

لكنّ الخبير العسكري يرى أنّ هذه الأسلحة لا تصل إلى الأعماق الروسية، وبالتالي فهي لن تشكل "تغييرًا في موازين القوى".

ويلفت إلى "أن الجيش الأوكراني يطلب الذخائر من الغرب، لكن هناك أسلحة مطورة أكثر من الراجمات الأميركية ومداها 300 كيلومتر، والذي يجعل القطعات في الغرب الروسي تحت مرمى الراجمات".

مكاسب تكتيكية

وفي مستجدات المعارك على الأرض، أعلن الانفصاليون الأوكرانيون الموالون لروسيا، اليوم الأربعاء، أنهم حققوا مكاسب تكتيكية من خلال قطع أحد الطريقين المؤديين إلى بلدة افدييفكا التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية قرب معقل المتمردين في دونيتسك.

ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تركز فيه روسيا وانفصاليوها هجماتهم في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، التي تشهد معارك ضارية ولا سيما في مدينة سيفيرودونيتسك.

وذكرت "الميليشيا الشعبية" للسلطات الانفصالية في منطقة دونيتسك على تلغرام، أن بلدة نوفوسيلوفكا 2 الواقعة على مشارف أفدييفكا "تم تحريرها من الاحتلال الأوكراني" و"سيطرت" القوات الانفصالية "على جزء" من الطريق السريع القريب.

ونتيجة لذلك، "قطع الانفصاليون أخيرًا حامية أفدييكا عن أحد خطي إمداد في تصرفها" ويهدفون إلى "تطويق المجموعة الأوكرانية" في هذه المدينة، وفقًا للمصدر نفسه.

وتقع بلدة أفدييفكا التي كان يسكنها قبل الهجوم الروسي 30 ألف نسمة، في ضواحي دونيتسك إحدى "عاصمتي" الانفصاليين الموالين لروسيا، في منطقة حشدت فيها كل من كييف وموسكو قوات كبيرة.

وعندما بدأ الصراع في أوكرانيا عام 2014، احتل الانفصاليون هذه المدينة قبل أن تستعيدها قوات كييف. ونظرًا إلى قربها من خط الجبهة، ظلت واحدة من النقاط الساخنة حتى بدء الهجوم الروسي في 24 شباط/ فبراير الماضي.

وكثف الجيش الروسي الأسابيع الأخيرة، قصفه على هذه المنطقة لاستسلامها، بينما حددت موسكو لنفسها هدف احتلال دونباس بالكامل بعد أن فشلت في الاستيلاء على كييف في المرحلة الأولى من هجومهل.

وسيشكل الاستيلاء على أفدييفكا، "انتصارًا رمزيًا للروس"، وسيزيد من الخطر على مدينة كراماتورسك الكبرى الواقعة على بعد حوالي 100 كلم إلى الشمال وتسيطر عليها القوات الأوكرانية.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة