Skip to main content

"أوقفوا الحرب".. رياضيو أوكرانيا يشعلون جبهة افتراضية ضد روسيا

الجمعة 25 فبراير 2022

لم يحتمل اللاعب الأوكراني في نادي مانشستر سيتي الإنكليزي ألكسندر زينتشينكو أخبار الاجتياح الروسي لأراضي بلاده يوم أمس الخميس، إذ خرج عبر منشور في حسابه على منصة إنستغرام متمنيًا "الموت" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وانعكست العملية العسكرية في أوكرانيا التي أعلنها بوتين صباح الأمس، على عالم كرة القدم واللاعبين الأوكرانيين تحديدًا، والذين سخّروا حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم بلادهم. 

زينتشينكو، النجم في الدوري الممتاز، كان أكثر لاعبي بلاده المتفاعلين على مواقع التواصل، حيث بدأ بنشر مقاطع فيديو توثق للهجوم الروسي، وتعكس معاناة سكان العاصمة كييف.

"الموت لك"

وكتب اللاعب البالغ من العمر 25 عامًا على حسابه: "العالم المتحضر كله قلق بشأن الوضع في بلدي، وأنا لا يمكنني الاختفاء دون التعبير عما أشعر به، وتوضيح وجهة نظري بأن هذا البلد الذي ولدت وترعرعت فيه، وأدافع عن ألوانه في المحافل الرياضية الدولية، هو بلدنا الذي نمجده ونعمل لتنميته، وعلى العالم كله أن يتكاتف معه في أزمته الحالية مع روسيا".

وأضاف: "بلد يجب أن تظل حرمة حدوده غير قابلة للانتهاك. بلدي ملك للأوكرانيين ولن يتمكن أحد من الاستيلاء عليها. ولن نتخلى عنه. المجد لأوكرانيا".

وفيما كان هذا المنشور يشهد تفاعلًا كبيرًا، كان اللاعب يضع صورة الرئيس الروسي على خاصية "الستوري" مدونًا فوقها: "أتمنى لك الموت بأشد المعاناة الممكنة للموت، أيها المخلوق". لكنه بعد وقت ليس بطويل، اختفى المنشور عن صفحة اللاعب دون أي توضيح.

منشور زينيشينكو الذي حذفه لاحقًا

أما زميل زينتشينكو، في المنتخب سيرجي ريبالكا، فلم يتراجع، وكتب معلقًا في حسابه الرسمي على صورة بوتين بالقول: "إنه إنسان، سيموت في النهاية".

النجم التاريخي لكرة القدم الأوكرانية، أندريه شيفشينكو، والذي كان أول من بادر بموقفه، أعاد المشاركة في التغريد مع أصدقائه وشعبه، وكتب أمس على حساباته الرسمية: "في وقت مبكر من الصباح، بدأت روسيا بحرب واسعة النطاق. إن شعبي وعائلتي في خطر. أوكرانيا وشعبها يريدون السلام والضمانة الإقليمية. أرجو منكم دعم بلادنا، وأدعو الحكومة الروسية إلى وقف عدوانها، وانتهاكها للقانون الدولي. فنحن نريد السلام فقط. لا حاجة للحروب. فهي ليست الحل".

لأجل أوكرانيا

وفي أثينا، كانت الأنظار متجهة إلى المهاجم الأوكراني مالينوفسكي، أحد أبرز نجوم المنتخب ونادي أتلانتا الإيطالي، الذي كان يواجه فريق أولمبياكوس اليوناني، وبعد شكوك بمشاركته والفريق، ظهر اللاعب بمستوى رائع وسجل هدفين من ثلاثية نظيفة لفريقه على حساب المضيف، ضمن بطولة يوروبا ليغ. 

وكشف مدربه جيان بييرو جاسبريني، لشبكة "سكاي سبورت" بأنه سأل اللاعب عن قدرته على اللعب قبل المباراة، وقال: "سألته صباحًا، إذا كان يشعر برغبة في اللعب، لأن والديه وأفرادًا آخرين من عائلته موجودون في أوكرانيا حاليًا".

وأضاف: "كرة القدم لا تستطيع حل المشاكل، لكني آمل أن تقدم مساهمة صغيرة تجعل الجميع يشعرون بالتقارب".

مالينوفسكي فجر مشاعره في الملعب، حين سجل الهدف الأول، إذ اتجه اللاعب نحو الكاميرات الموزعة، كاشفًا عن قميص داخلي كتب عليه: "لا للحرب في أوكرانيا". 

لقطة كهذه، لم تفوتها صحيفة "توتوسبورت" الإيطالية الشهيرة، التي أبدت تضامنها مع مهاجم أتلانتا، وجعلت من الصورة غلاف عددها الجديد، وعنونت: لأجل أوكرانيا. 

أما نجم نادي دينامو كييف، فيكتور تسيغانوف فقال على منصة إنستغرام: "لم أتخيل أن يحدث ذلك لنا، اليوم أحب بلدي أكثر من أي وقت مضى، وأنا أفتخر بأنني أوكراني، هذه البلاد بيتنا ولن يسلبها أحد منا، والمجد لأبطالنا الذين يدافعون عن الحدود، المجد لأوكرانيا".  

روسيا وبيلاروسيا.. توقفوا

رياضيو أوكرانيا، أمس، تابعوا أخبار بلادهم، وتحولوا إلى جبهة افتراضية، فتوالت ردود أفعالهم، وعلى رأسهم اللاعبة الأفضل في كرة المضرب، النجمة يلينا سفيتولينا والتي دونت على حساباتها في مواقع التواصل، اليوم الجمعة قائلة: "قلبي ينزف، نحن الأوكرانيين، نطلب دعم ومساعدة العالم المتحضر كله، وأعبر عن خالص شكري لرجالنا وفتياتنا الذين يدافعون الآن عن وطننا الأم". 

سفيتولينا التي تفاعلت مع أخبار الهجوم الروسي الأولى، أمس كانت قد قالت في منشور لها: "قلبي ينزف، هي ليلة أخرى بلا نوم ومرعبة للشعب الأوكراني، من فضلكم ساعدونا لوقف الحرب". 

أما بطلة الجودو داريا بيلوديد التي توجت كأصغر لاعبة في تاريخ اللعبة بلقب البطولة العالمية، عام 2018، فلم تكن ببعيدة عن تلك المواقف. 

بيلوديد كتبت على حسابها في منصة إنستغرام، مع بدء الهجوم الروسي أمس: "استيقظت اليوم عند السادسة صباحًا بفعل إطلاق النار في كييف، أنا لا أتحدث عن نفسي فقط، وأنا خائفة جدًا وأدعو لعائلتي وبلدي. لقد بدأت روسيا بقصفنا، وبدأت الحرب. حتى وقت قريب، لم أكن أعتقد أن هذا يمكن أن يحدث. لماذا ؟ لماذا تدمرون حياة الناس؟ روسيا وبيلاروسيا، توقفوا! نريد السلام، ونريد أن نعيش". 

 

المصادر:
العربي
شارك القصة