Skip to main content

إسرائيل تُصادق على مصادرة قطعة أرض بالشيخ جراح لتحويلها إلى حديقة عامة

الإثنين 1 نوفمبر 2021
يشهد حي الشيخ جراح محاولات إسرائيلية مستمرة لوضع اليد على أراض وعقارات فلسطينية

سمحت المحكمة العليا الإسرائيلية، بمصادرة قطعة أرض تبلغ مساحتها 4700 متر مربع في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية.

وقال كمال عبيدات، رئيس الغرفة التجارية بالقدس: إن "المحكمة العليا الإسرائيلية، رفضت الأحد الالتماس الذي قدمته العائلات الفلسطينية التي تملك الأرض، ضد قرار مصادرتها من قبل البلدية الإسرائيلية"".

والمحكمة العليا الإسرائيلية هي أعلى هيئة قضائية في إسرائيل، ولا يمكن استئناف قرارتها.

وأوضح عبيدات، وهو أحد ملاك الأرض أن بلدية الاحتلال تحاول منذ أكثر من 20 عامًا مصادرة الأرض المملوكة لأربع عائلات فلسطينية، هي عبيدات ومنصور وجار الله وعودة".

وذكر عبيدات، أن مساحة الأرض تبلغ 4700 متر مربع، وتُستخدم منذ سنوات طويلة، كموقف سيارات وحافلات.

وأضاف: "تدعي البلدية الإسرائيلية أنها تريد الأرض، لغرض تخصيصها كمرافق عامة وإنشاء حديقة لصالح فندق، سيقام بالمنطقة".

ولكن عبيدات أشار إلى أن الهدف الرئيس من مصادرة الأرض هو "استخدامها كموقف للمستوطنين ".

والأرض ملاصقة لعشرات المنازل الفلسطينية المهددة بالإخلاء لصالح مستوطنين إسرائيليين بالحي.

غياب العقوبات الدولية

من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطعة أرض في حي الشيخ جراح، سببه غياب العقوبات الدولية.

وأوضحت الوزارة في بيان اليوم الإثنين، أن هذا القرار جزء لا يتجزأ من مخطط تهويدي توسعي يهدف إلى ضرب الوجود الفلسطيني في القدس الشرقية المحتلة، وبلدتها القديمة، وأحيائها، وبلداتها، والتضييق على المواطنين.

وأضافت، أن توقف الإجماع الدولي عند حدود الرفض الشكلي للاستيطان، والاستيلاء على الأراضي، والامتناع عن ترجمة هذا الرفض إلى خطوات عملية كفيلة بتطبيق قرارات الشرعية الدولية، خاصة القرار (2334) أصبح يعتبر تواطًئا وتغطية على جرائم الاحتلال.

وأشارت إلى أن الاستيلاء على هذه الأرض يندرج في إطار حرب الاحتلال على حي الشيخ جراح والتهديد المستمر بترحيل المواطنين الفلسطينيين منه، بما في ذلك الخطر الذي يتهدد 4 عائلات فلسطينية تخضع لإرهاب قرارات محاكم الاحتلال.

وأكدت أن هذا القرار يثبت ومن جديد أن محاكم الاحتلال ومنظومتها القضائية هي جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال، ولا تمارس عملها وتصدر قراراتها بناء على أية قوانين، إنما تقوم بتوفير الغطاء القانوني لمخططات إسرائيل التهويدية التوسعية في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

وحملت الحكومة الإسرائيلية وأذرعها المختلفة المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا القرار، ونتائجه، وتأثيراته الكارثية على واقع المواطنين المقدسيين وحياتهم في حي الشيخ جراح.

مخطط استيطاني

ويقع حي الشيخ جراح في الجانب الشرقي من مدينة القدس. وبدأ الاستيطان فيه عام 1967، فتعرّض كثير من العائلات الفلسطينية للتهجير والطرد من منازلهم.

وكانت 27 عائلة فلسطينية قد أقامت بمنازلها عام 1956 بموجب اتفاق مع الحكومة الأردنية آنذاك، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

وتدّعي جماعات استيطانية أن المنازل أُقيمت على أرض كانت مملوكة ليهود، قبل عام 1948 وهو ما ينفيه الفلسطينيون.

ويُهدد الحي الآن مخطط إسرائيلي استيطاني تم الإعلان عنه، ويتضمّن بناء مئات الوحدات السكنية المخصصة للمستوطنين اليهود.       

الاحتلال يواصل تجريفه للمقبرة اليوسفية

وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية على القدس، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، أعمال التهويد في المقبرة اليوسفية، الملاصقة لأسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة، لليوم الثامن على التوالي.

وقال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس مصطفى أبو زهرة لـ"وفا": إن بلدية الاحتلال واصلت منتصف الليلة وصباح اليوم تدنيس المقبرة، وأعمال التهويد والتخريب، بهدف إقامة حديقة كجزء من مشروع للمستوطنين".

وأوضح، أن سلطات الاحتلال قد أحكمت قبضتها على المقبرة، بعدما عملت على مدار أسبوع على تشييد سور يفصل بين صرح الشهداء والمقبرة اليوسفية، وبوابة على مدخلها، وصبت كميات من الإسمنت على الجهة الغربية منها، وواصلت منع الوصول إلى المقبرة.

وكانت طواقم الاحتلال قد نصبت أمس مجموعة جديدة من كاميرات المراقبة داخل المقبرة، وكشافات إضاءة على عمليات التهويد بالليل.

وأكد أبو زهرة أن بلدية الاحتلال استحوذت على المقبرة، وسيطرت عليها بالكامل، مشيًرا الى أن المقبرة تم تغطيتها بالكامل بالتراب، وهي تسعى بذلك الى طمس المعالم التاريخية بالمقبرة.

الاحتلال يهدم مساكن ومنشآت زراعية في الأغوار

وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الإثنين، خربة الميتة في الأغوار الشمالية، ونفذت عمليات هدم واسعة طالت مساكن ومنشآت زراعية وخزانات مياه.

وقال مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات: إن "قوة من جيش الاحتلال اقتحمت الخربة برفقة جرافات، وبدأت بعمليات هدم لمساكن المواطنين في المنطقة".

وأوضح أن الاحتلال هدم ثلاث خيام سكن مساحة كل منها 60 مترًا، وهدم خيمتي أغنام مساحة كل منها 80 مترًا، وحظيرة أغنام مفتوحة بمساحة 200 متر، وخيمة تخزين أعلاف بمساحة 50 مترًا، بالإضافة إلى تدمير ثلاثة خزانات مياه، ونظام خلايا شمسية والاستيلاء على بطارياته، وتدمير 30 قاطعًا حديديًا.

اعتقالات في الضفة الغربية

وفي الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الإثنين، بلدة نعلين غربي مدينة رام الله، وشنت حملة ترهيب واعتقالات واسعة فيها.

وقال رئيس بلدية نعلين عماد إبراهيم الخواجا لـ"وفا": إنه "وبحدود الساعة الرابعة فجرًا اقتحمت أعداد كبيرة من قوات الاحتلال البلدة، وعلى الفور اقتحمت 4 منازل تعود الى عادل صادق سرور، وصلاح الخواجا، وفراس عبد الرازق، ومحمد جمعة، وخرّبت محتوياتها وحولتها الى مراكز تحقيق ميداني".

وأضاف أن قوات الاحتلال احتجزت عشرات الشبان وهددتهم بالسجن وبإلحاق الأذى بهم، اذا واصلوا نشاطاتهم السلمية المناهضة للمشاريع الاستيطانية في البلدة، بخاصة في جبل العالم المهدد بالاستيطان والاستيلاء على مئات الدونمات فيه، إضافة الى تسليم بلاغات لمراجعة مخابرات الاحتلال لمواطنين آخرين.

وأشار رئيس البلدية الذي كان من ضمن المهددين من قبل قوات الاحتلال، إلى أن عشرات المواطنين أصيبوا بحالات اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال لقنابل الغاز المسيل للدموع خلال اقتحامها البلدة.

المصادر:
العربي، وكالات
شارك القصة