Skip to main content

إقليم ناغورني كاراباخ.. ما هو مستقبل الصراع بين أرمينيا وأذربيجان؟

الإثنين 25 سبتمبر 2023

لم تكن العملية العسكرية الأخيرة التي شنها الجيش الأذربيجاني ضد الانفصاليين الأرمن في إقليم ناغورني كاراباخ سوى حلقة في سلسلة طويلة من الاشتباكات العسكرية الممتدة في المنطقة منذ 3 عقود.

ويوم الثلاثاء الماضي، أطلقت أذربيجان عملية عسكرية في إقليم كاراباخ تحت شعار مكافحة الإرهاب، حيث ادعت باكو قيام 11 ألف مقاتل في ذلك الإقليم بالتعدي على الجانب الأذري، مما أسفر عن مقتل 4 من رجال الشرطة ومدنيين اثنين، بعد انفجار لغمين أرضيين زرعتهما القوات الانفصالية في المناطق الحدودية.

دعوة للتهدئة في كاراباخ

بعد ساعات من هذه الحادثة وإطلاق الجيش الأذربيجاني عمليته العسكرية، سارع الانفصاليون في كاراباخ للإعلان عن نيتهم بتسليم ما بحوزتهم من السلاح شرط وقف العمليات العسكرية، وذلك بعد إعلان أذربيجان سيطرتها على أكثر من 60 موقعًا في الإقليم، وقيامها بتدمير المعدات العسكرية التابعة للانفصاليين بما في ذلك منصات إطلاق القذائف المدفعية، والصواريخ المضادة للطائرات.

في المقابل، أفاد الانفصاليون بسقوط أكثر من 25 قتيلًا وأكثر من 200 جريح، مؤكدين إجلاء نحو 7 آلاف شخص من 16 قرية.

هروب المواطنين الأرمن من كاراباخ إلى أرمينيا - رويترز

من جهتها، دعت الولايات المتحدة وروسيا وعدد من دول العالم إلى وقف القتال في الإقليم المعترف به دوليًا كجزء من أذربيجان، فيما دعت فرنسا مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة طارئة لبحث الأزمة.

وبعد 48 ساعة على إطلاق العملية العسكرية، انطلقت مباحثات السلام بين أذربيجان والانفصاليين الأرمن يوم الخميس للتفاوض بشأن قضايا إعادة الدمج، وانتهت أولى جولات التفاوض دون تحقيق تقدم ملموس.

الصفحة الأخيرة من الصراع

في هذا السياق، يرى مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مروان قبلان أن "المعركة الأخيرة في الإقليم كانت الصفحة الأخيرة في الصراع المسلح الذي استغرق 3 عقود".

ويعتبر قبلان، في حديث من استديوهات "العربي" في لوسيل، أن "الظروف كلها خدمت أذربيجان لحسم الصراع".

ويقول: "موازين القوى تغيرت بعد تخلي روسيا عن أرمينيا بسبب سياسات الحكومة، علمًا بأن موسكو كانت السبب الأساسي في فوز يريفان في التسعينيات".

ويضيف: "منذ عام 2020، بدأت روسيا تغير موقفها بعد توجه حكومة أرمينيا نحو الغرب".

استغلال روسي للأحداث؟

من جهته، يعتبر أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية خالد العزي أن "أذربيجان استطاعت استغلال الفراغ الذي خلّفه الغرب ومعه روسيا في المنطقة".

ويشير العزي، في حديث إلى "العربي" من بيروت، إلى أن "أرمينيا قبلت في نهاية المطاف باندماج الإقليم مع أذربيجان، وبشروط باكو".

ويشدد العزي على أن "الأرمن وافقوا على الاندماج بين الإقليم وأذربيجان لكن روسيا كانت تأمل في استغلال الميليشيات الانفصالية".

ويقول: "أغلب قادة الانفصاليين فرضوا أنفسهم على السلطات في أرمينيا، وأخذوا مراكز مهمة في النظام علمًا بأنهم تابعون لموسكو".

إعادة تنظيم أذربيجان

بدوره، يوضح الخبير في الشؤون الروسية نصر اليوسف أنه "عند تفكك الاتحاد السوفيتي، انهارت أذربيجان سياسيًا فقام حيدر علييف بإعادة تنظيم بلاده".

ويشير اليوسف، في حديث إلى "العربي" من موسكو، إلى أن "علييف الأب حاول تنظيم الدولة من جديد، وتمكن من ذلك خصوصًا بعد استكشاف النفط والغاز".

ويقول: "استطاعت البلاد بعد ذلك اعتماد سياسة وسطية بين موسكو والغرب، ما أعطاها مكانة في المنطقة".

ويضيف: "بنى حيدر علييف ومن بعده ابنه إلهام قوة كبيرة، وفي عام 2020 شن حربًا على الأقاليم المتنازع عليها مع أرمينيا وسيطر على أغلبها".

المصادر:
العربي
شارك القصة