Skip to main content

اتصال بايدن وبوتين.. أي مسار تسلكه الأزمة الأوكرانية؟

الجمعة 31 ديسمبر 2021

أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، اتصالًا هو الثاني من نوعه بينهما في أقل من شهر، وذلك على وقع أزمة سياسية حادّة بين موسكو والغرب تدور على الحدود الأوكرانية.

وما رشح عن الاتصال، الذي يتزامن مع حشد روسي متواصل "يقلق" العواصم الغربية، هو أنّ الرئيس الأميركي حذّر نظيره الروسي من "عقوبات قاسية" في حال الهجوم على أوكرانيا.

في الوقت ذاته حذر فيه أيضًا بوتين من "قطع العلاقات الدبلوماسية" مع واشنطن حال تنفيذها تلك التهديدات.

توضيح الموقف الأميركي

وفي هذا الإطار، يرى مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق مارك كيميت أن المكالمة الهاتفية بين بايدن وبوتين "أوضحت جليًا الموقف الأميركي بالنسبة إلى الروس بأن أوكرانيا ستحصل على الحماية من قبل الناتو في حال قررت موسكو غزوها".

ويلفت كيميت في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أنّ المكالمة أوضحت كذلك بأنه في حال "قررت الولايات المتحدة استخدام أنواع أخرى عبر وسائل غير عسكرية للتأثير على ذلك الاتفاق بين واشنطن وموسكو فإن أوكرانيا لن تصبح عضوًا في الناتو".

ويشير إلى أنه "لن يسمح بغزو أوكرانيا واحتلالها ولن يقبلوا بالتأثير عليها في قرار انضمامها إلى الناتو من عدمه، وأن هناك عواقب اقتصادية وسياسية ستفرض مقابل الاصرار الروسي".

توتر غير مسبوق

من جانبه، يعتبر الباحث السياسي فيتشسلاف ماتوزوف أن العلاقات الروسية الأميركية وصلت إلى "مستوى غير مقبول" لذلك بادر الرئيس الروسي في الاتصال بنظيره الأميركي.

ويشير ماتوزوف في حديث إلى "العربي" من موسكو، إلى أن بوتين طلب الاتصال لأن "الحوار المفتوح الروسي الأميركي كان مقطوعًا منذ فترة حكم دونالد ترمب".

ويلفت إلى أنّه "بعد لقاء جنيف والاتصال عبر تقنية الفيديو اتفق بوتين وبايدن على اللقاء في العاشر من يناير/ كانون الثاني"، موضحًا أنه عبر الحوار "يمكن أن يفهما مواقف بعضهما البعض بشكل مباشر".

ويبين أن التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا يؤثر على جميع الاتجاهات في العالم، لكنه يرى أنّ هناك محاولات للتأثير على روسيا عبر "سياسة العقوبات والتهديدات والمناورات العسكرية لحلف شمال الأطلسي منذ سنوات، ومناورات البحر الأسود وتسليح الجيش الأوكراني بسلاح أميركي معاصر".

ويشير إلى الحديث الغربي عن "استنفار وحشود روسية على الحدود الأوكرانية"، مرددًا في الوقت ذاته الموقف الروسي الذي ينفي وجود أي "نية لغزو أوكرانيا".

ماذا عن أوروبا؟

بدوره، يرى الكاتب الصحافي مصطفى طوسة أن ليس هناك أي ارتياح أوروبي للحوار المباشر بين واشنطن وموسكو في ظل "غياب دول الاتحاد الأوروبي المجاورة جغرافيًا واستراتيجيًا وسياسيًا لروسيا".

ويذكّر طوسة في حديث إلى "العربي" من باريس، بأن الأوروبيين حاولوا إطلاق قنوات حوار إستراتيجي مع الروس على غرار القضية الأوكرانية وصيغة نورمندي التي تجمع ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا وروسيا.

ويعتبر أنّ "الروس عبروا عن نوع من الاحتقار والابتعاد عن الصيغة الأوروبية"، مشيرًا إلى أن الحوار الروسي الأميركي "في عمقه ليس في صالح الأوروبيين إلا إذا توصل إلى خفض حدّة التوتر وإبعاد شبح العقوبات والمواجهة العسكرية والنفور بين الجانبين".

لكنه يلفت إلى أن الحوار الأميركي الروسي "لم ينته" وأن هناك لقاءات مرتقبة في النصف الثاني من يناير المقبل في جنيف، معتبرًا أن هناك "ديناميكية" بين الجانبين.

المصادر:
العربي
شارك القصة