Skip to main content

احتجاجات لبنان.. عون يدعو لتحقيق والحريري يتحدث عن "جريمة"

الجمعة 29 يناير 2021
مواجهات الخميس أدّت إلى إصابة 33 شخصًا بجروح

تواصلت ردود الفعل في لبنان على الأحداث التي شهدتها مدينة طرابلس الشماليّة، بعد الاحتجاجات الشعبيّة على تردّي الأوضاع الاقتصادية، وعلى الإغلاق العام الناتج عن تفشّي فيروس كورونا؛ حيث تطوّرت إلى مواجهات عنيفة بين المحتجّين والقوات الأمنية.

ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون إلى "تحقيق" في "ملابسات" ما جرى، فيما تحدّث رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري عن "جريمة موصوفة ومنظّمة"، معتبرًا أنّ الذين أقدموا على إحراق طرابلس مجرمون "لا ينتمون للمدينة وأهلها".

وكانت النيران اندلعت ليلًا في مبنى بلدية مدينة طرابلس بعدما قام محتجون بإلقاء قنابل حارقة (مولوتوف) داخله، وفيما التهمت النيران أغلب أقسام المبنى البلدي، عملت فرق الإطفاء على إخماد الحريق.

"التشدد في ملاحقة المندسّين"

وعرض عون مع وزيرة الدفاع زينة عكر، الأوضاع الأمنية في البلاد بعد الأحداث التي وقعت ليل أمس في مدينة طرابلس، "وما رافقها من أعمال شغب أدت إلى إحراق مبنى بلدية طرابلس، والاعتداء على عدد من المنشآت الرسمية والخاصة والتربوية في المدينة"، بحسب ما ذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية.

واطلعت الوزيرة عكر عون على التقارير التي وردت من قيادة الجيش حول ملابسات ما جرى في طرابلس، والإجراءات الواجب اتباعها لعدم تكرار التعدي على الأملاك والمنشآت العامة والخاصة.

وطلب عون التحقيق في ملابسات ما جرى، "والتشدد في ملاحقة الفاعلين الذين اندسوا في صفوف المتظاهرين السلميين وقاموا بأعمال تخريبية لاقت استنكارًا واسعًا من الجميع ولا سيّما من أبناء المدينة وفاعلياتها".

"جريمة موصوفة"

واعتبر رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري أنّ ما حصل في مدينة طرابلس "جريمة موصوفة ومنظمة يتحمل مسؤوليتها كل من تواطأ على ضرب استقرار المدينة، وإحراق مؤسساتها وبلديتها واحتلال شوارعها بالفوضى".

ورأى أنّ الذين أقدموا على إحراق طرابلس "مجرمون لا ينتمون للمدينة وأهلها، وقد طعنوها في أمنها وكرامتها باسم لقمة العيش"، مشدّدًا على أنّ "من غير المقبول تحت أي شعار معيشي أو سياسي، طعن طرابلس من أي جهة أو مجموعة مهما كان لونها وانتماؤها".

وسأل الحريري: "لماذا وقف الجيش اللبناني متفرجًا على إحراق السرايا والبلدية والمنشآت، ومن سيحمي طرابلس إذا تخلف الجيش عن حمايتها؟"، وجزم أنّ "طرابلس لن تسقط في أيدي العابثين، ولها شعب يحميها".

"حقد دفين"

من جهته، دان رئيس حكومة تصريف الأعمال حسّان دياب أحداث طرابلس، مشيرًا إلى أنّ "المجرمين، الذين أحرقوا بلدية طرابلس، وحاولوا إحراق المحكمة الشرعية، وعاثوا فسادًا في المدينة ومؤسساتها الرسمية والتربوية والاقتصادية، إنما عبروا عن حقد أسود دفين على طرابلس وعنفوانها".

ورأى دياب أنّ "التحدي الآن هو في إسقاط أهداف هؤلاء المجرمين، بالقبض عليهم، واحدًا واحدًا، وإحالتهم إلى القضاء لمحاسبتهم على ما ارتكبوه بحق طرابلس وأبنائها الصامدين".

وأشار إلى أنّ "التحدي أيضًا بفتح تحقيق يحدد المسؤوليات في السماح بهذا التمادي الفاضح باستباحة شوارع طرابلس ومؤسساتها".

وكان الصليب الأحمر اللبناني أعلن إصابة 33 شخصًا خلال مواجهات اندلعت الخميس، بين متظاهرين وقوات الأمن اللبناني في مدينة طرابلس شمالي البلاد؛ احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية.

وقال الصليب الأحمر في بيان: "تم نقل 3 جرحى إلى المستشفيات (دون أن يكشف مدى خطورة إصاباتهم)، فيما تم إسعاف 30 مصابًا في المكان".

واستخدمت قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع في محاولة لتفريق المحتجين، فيما رد المتظاهرون بإحراق إطارات سيارات ورشق الحجارة باتجاه قوى الأمن.

وجاءت تحركات المحتجين عقب تشييع جثمان شاب توفي الخميس متأثرًا بإصابته جراء المواجهات التي وقعت الأربعاء بين محتجين وقوى الأمن في طرابلس؛ وأدت إلى سقوط أكثر من 200 جريح.

وجراء خلافات بين القوى السياسية لم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة، منذ أن استقالت حكومة تصريف الأعمال الراهنة برئاسة حسان دياب بعد ستة أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت في 4 أغسطس/ آب الماضي.

وزادت جائحة كورونا من معاناة البلد الذي يمر بأسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 - 1990)، وهو ما تسبب في تراجع غير مسبوق في قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار، وانهيار القدرة الشرائية لمعظم المواطنين.

المصادر:
وكالات
شارك القصة