Skip to main content

ارتفاع عدد القتلى الإيرانيين.. كيف سيكون رد طهران على هجوم دمشق؟

السبت 20 يناير 2024
إسرائيل تنفذ عملية اغتيال جديدة لمسؤولين إيرانيين في دمشق - رويترز

قُتل 5 مستشارين في الحرس الثوري الإيراني اليوم السبت، من بينهم مسؤول وحدة الاستخبارات في "فيلق القدس" يوسف أوميد زاده ونائبه، في ضربة إسرائيلية دمرت مبنى بكامله في العاصمة السورية دمشق.

وردًا على هذا الهجوم، توعّدت طهران بالرد على إسرائيل "في الزمان والمكان المناسبَين"، بعدما أكّد الحرس الثوري الإيراني مقتل عدد من عناصره وأفراد من القوات السورية في الغارة الإسرائيلية.

وتعد هذه الضربة أحدث عملية استهداف تتهم إسرائيل بتنفيذها خلال الأسابيع الماضية ضد مسؤولين في ما يُعرف بـ"محور المقاومة" في المنطقة.

المستهدفون في هجوم دمشق

في التفاصيل، فقد أوردت مصادر حقوقية سورية السبت، أن ضربة استهدفت حي المزة غرب دمشق أسفرت عن مقتل 10 أشخاص بينهم الإيرانيون.

وتضم المنطقة المستهدفة عدة مقرات أمنية وعسكرية سورية، وأخرى لقيادات فلسطينية وسفارات ومنظمات أممية، إذ طالت "الضربة مبنى يتبع للحرس الثوري الإيراني في منطقة معروفة بأنها أمنية بامتياز ويقطن فيها مسؤولون إيرانيون وفلسطينيون".

وأكد الحرس الثوري الإيراني مقتل عناصره الخمسة، بعدما أفادت وكالة "مهر" الإيرانية في وقت سابق أن الضربة الإسرائيلية أودت بـ"مسؤول استخبارات الحرس الثوري في سوريا ونائبه وعنصرين آخرين من الحرس".

كذلك، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية انهيار المبنى المستهدف بالكامل، حيث هرعت سيارات إطفاء وإسعاف وفرق الهلال الأحمر السوري إلى المكان الذي طوقته القوى الأمنية بشكل كامل.

غارة إسرائيلية على دمشق تستهدف مسؤولين بالحرس الثوري الإيراني - رويترز

ردود الفعل

ردًا على هذا الهجوم، أدان الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان "بشدّة العمل الإجرامي الذي نفذه الكيان الصهيوني" والذي يُعدّ "محاولة يائسة لنشر عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة".

وأضاف: "بالإضافة إلى الملاحقة السياسية والقانونية والدولية لهذه الأعمال العدوانية والإجرامية، تحتفظ جمهورية إيران بالحق في الردّ على الإرهاب المنظّم للكيان الصهيوني المزيّف في الزمان والمكان المناسبَين".

أما حركة "حماس" فندّدت "بالعدوان الصهيوني الذي استهدف مستشارين عسكريين إيرانيين"، وعّدته "جريمة نكراء، وانتهاكًا لسيادة دولة عربية".

صفارات الإنذار تدوي في إسرائيل

وبعد وقت قصير من إعلان إيران مقتل عدد من مستشاريها العسكريين في غارة إسرائيلية على دمشق، دوت صفارات الإنذار في 15 مستوطنة شمال إسرائيل، وسط تحذيرات من تسلل طائرات مسيرة.

فقد نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: أنه "دوت صفارات الإنذار في مرغليوت، وبيت هلل، وكفار يوفال، ويفتاح ،والمطلة، وديشون، ومسغاف عام، وكفار جلعادي، وكريات شمونة، وراموت نفتالي، وتل حاي ومالكية، والمنارة، بعد إنذار عن تسلل طائرات مسيرة معادية".

فيما أكد موقع "والا" العبري، أن صفارات الإنذار دوت في 15 مستوطنة شمال إسرائيل.

وتقع هذه المستوطنات على بعد كيلومترات من الحدود مع لبنان، حيث تشهد الجبهة اللبنانية توترات عسكرية مستمرة منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بين جيش الاحتلال الإسرائيلي و"حزب الله" التابع "لمحور المقاومة". 

كيف سترد إيران؟

ومن طهران، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران حسن رويوران كريم أن هذا التصعيد يكشف أن استهداف إيران مقر قيادة الموساد في أربيل "كان مؤلمًا" للاحتلال الإسرائيلي، مؤكدّا على أن طهران سترد حتمًا و"بقوة"  على هذا الاستهداف.

ويكشف كريم أن يوسف أوميد زاده موجود منذ سنوات في سوريا كمستشار في مجال المعلومات والاستخبارات.

ويردف رويوران في حديث مع "العربي": "أتصور أن ما قام به الكيان الصهيوني هو هروب إلى الأمام، ومحاولة توسيع دائرة العنف في المنطقة للتغطية على الهزائم التي مني بها في غزة أمام ملحمة المقاومة والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني".

وفيما يتعلق بطبيعة الرد المتوقع، يعتقد أستاذ العلوم السياسية أن الرد الإيراني آتٍ طبعًا ولكن طريقته ستكون سرية للغاية مثل العادة، "فلا أحد يعلن أين وكيف سيرد".

إنما يلفت رويوران إلى وجود مراكز للموساد في شمال العراق وقد تكون هدفًا محتملًا، أو قد تتطور الأمور إلى رد مباشر على إسرائيل، مشيرًا إلى أن "كل الاحتمالات قائمة في عملية الرد على هذه الجريمة".

وقتل خلال الأسابيع الماضية القيادي في الحرس الثوري رضي موسوي قرب دمشق، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية، بالإضافة إلى القيادي العسكري في "حزب الله" وسام الطويل في جنوب لبنان، في عمليات اتهمت إسرائيل بتنفيذها.

وفي 16 يناير/ كانون الثاني، أعلن الحرس الثوري الإيراني تدميره مقرًا للموساد في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، "ردًا على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي أدّت إلى استشهاد قادة من الحرس الثوري ومحور المقاومة".

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة