Skip to main content

اقتحامات إسرائيلية مستمرة.. هل ينفذ الاحتلال عملية أمنية في الضفة الغربية؟

الإثنين 12 سبتمبر 2022

تعيش الضفة الغربية المحتلة على صفيح ساخن، وسط اقتحامات متواصلة لقوات الاحتلال، وتهديدات بتنفيذ عملية عسكرية شاملة في نابلس وجنين.

واشتكى رئيس جهاز الشاباك رونين بار من ارتفاع وتيرة عملية إطلاق النار في الضفة، متهمًا قوات الأمن الفلسطيني بـ"التراخي"، بينما رأت السلطة الفلسطينية أن ذلك هدفه تغذية التنافس الانتخابي في إسرائيل.

ودخل الوسيط المصري على الخط، محذرًا تل أبيب من إضعاف السلطة الفلسطينية وإحراجها في الداخل.

دعاية انتخابية

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر بأن أجهزة الأمن تأهبت، منتظرة الضغوط الغربية على رئيس السلطة محمود عباس لإنهاء عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة.

وأشارت وسائل الإعلام إلى أن سلطات الاحتلال اتخذت قرارًا، أنه في حال عدم تغيّر الوضع، فستقوم قواتها بعملية أمنية لمنع انتقال المواجهات إلى باقي المدن الفلسطينية.

وقدم رئيس جهاز الشاباك جردة حساب لعمليات المقاومة، مشيرًا إلى حصول 130 عملية إطلاق نار شمالي الضفة الغربية، في ارتفاع بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضي.

وردًا على ذلك، حذّر رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية من تصعيد إسرائيلي، مؤكدًا أن "التصعيد الميداني والقتل المبرمج واقتحامات الأقصى والاستيطان وصفة لانفجار يغذّيه الاحتلال بمختلف أحزابه كدعاية انتخابية".

وأضاف اشتية في كلمة له بمستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء الفلسطيني بمدينة رام الله: "تدّعي إسرائيل أمام العالم أنها تريد تعزيز مكانة السلطة؛ إن ما تقوم به إسرائيل هو عمل مستمر لتدمير السلطة، والمسّ بمؤسساتها".

إسرائيل تتحمل مسؤولية التصعيد

في هذا السياق، يرى القيادي في حركة فتح محمد الحوراني، أن "الطلب الإسرائيلي من السلطة الفلسطينية هدفه إحراج الأخيرة وإدانتها وتحميلها مسؤولية أي تصعيد مستقبلي".

ويشير الحوراني، في حديث إلى "العربي" من رام الله، إلى أن "إسرائيل وحدها تتحمل مسؤولية أي تصعيد، فهي التي زادت من اقتحاماتها واغتيالاتها وعمليات إطلاق النار على المدنيين".

ويشدد الحوراني على أن "الشعب الفلسطيني تخاض ضده حرب شاملة من قبل جيش الاحتلال الرسمي، والجيش الموازي المتمثل بالمستوطنين".

ويلفت إلى أن "تل أبيب تريد تقويض السلطة الفلسطينية لأنها مرتبطة بالأفق السياسي الذي تريد إسرائيل أن تنهيه".

أزمة خيارات في إسرائيل

من جهته، يعتبر الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلي صالح النعامي أن "إسرائيل أمام أزمة خيارات غير مسبوقة، فموجة العمليات المتواصلة في الضفة الغربية والتي لا تتبع إلى تنظيمات معينة، زاد من خطورة الوضع بالنسبة لها".

ويشير النعامي، في حديث إلى "العربي" من غزة، إلى أن "العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمالي الضفة الغربية ولّدت احتكاكات أدت إلى تأجيج المقاومة في المنطقة".

ويتساءل النعامي: "كيف يمكن للاحتلال أن يطالب بتفعيل التعاون مع السلطة الفلسطينية، بينما يعلن المسؤولون الإسرائيليون بشكل واضح رفض عقد لقاءات مع رئيس السلطة محمود عباس؟".

ويقول: "كل الظروف في الضفة الغربية ولّدت عوامل لتأجيج الواقع، وتل أبيب رغم التهديدات تواجه أزمة خيارات وليس في جعبتها الكثير من الأدوات لإيقاف عمليات المقاومة".

استمرار المقاومة

بدوره، يعتبر الكاتب ساري عرابي أن "الضفة الغربية المحتلة هي أكثر المناطق التي تخيف إسرائيل تاريخيًا".

ويشير عرابي، في حديث إلى "العربي" من رام الله، إلى أن "الضفة تمثل العمق الإستراتيجي للاحتلال وهي المتنفس الاستيطاني له".

ويقول: "راهن الاحتلال بعد انتهاء انتفاضة الأقصى على عدة عوامل للسيطرة على المنطقة عبر الاستيطان والحواجز والجدار العازل ومنظومة الكاميرات والسياسات الاقتصادية والاجتماعية، لكنه فشل في ذلك".

ويضيف: "الوضع الطبيعي هو أنه في ظل وجود احتلال، من الطبيعي أن يقاوم الشعب، فكيف إذا كان هناك اقتحامات واغتيالات مستمرة؟".

ويتابع قائلًا: "لم يكن أمام الفلسطينيين في الضفة إلا استعادة الدور الكفاحي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يقلق المؤسسة الأمنية التي راهنت على بقاء المنطقة مضبوطة".

المصادر:
العربي
شارك القصة