Skip to main content

الاحتجاجات مستمرة.. ما دلالات انسحاب العسكر من الحوار في السودان؟

الثلاثاء 5 يوليو 2022

لم تتلقف قوى الحرية والتغيير في السودان قرارات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بإيجابية، معتبرة أنها "مناورة مكشوفة وتراجع تكتيكي".

وكان البرهان أكد الإثنين "عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في مفاوضات (الحوار الوطني) الجارية حاليًا لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية، وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة تتولى إكمال الفترة الانتقالية".

وقال إن مجلس السيادة الانتقالي الحاكم، الذي يترأسه ويضم في عضويته عسكريين ومدنيين، سيُحل بعد تشكيل الحكومة الجديدة.

وقال صديق الصادق المهدي القيادي بالائتلاف المعارض في مؤتمر صحافي: "قوي الحرية والتغيير لن تكون جزءًا من إجراء فيه قسمة سلطة".

بدوره، وصف القيادي في قوى الحرية والتغيير طه عثمان خطاب البرهان بأنه "أكبر خديعة بل هو أسوأ من انقلاب 25 أكتوبر"، مشيرًا إلى أن "الأزمة ستنتهي بتنحي سلطة الانقلاب وبأن تشكل قوى الثورة السلطة المدنية". 

في غضون ذلك، يواصل مئات السودانيين اعتصاماتهم في الخرطوم وضواحيها لليوم السادس على التوالي مطالبين بحكم مدني.

ماذا وراء خطاب البرهان؟

وفي هذا الإطار، رأى مدير المركز الإفريقي للدراسات معتصم عبد القادر الحسن أن خطاب البرهان الإثنين كان كافيًا بحيث أورد فيه أسباب انسحابه من الحوار الوطني، وحلل فيه الوضع السياسي الراهن في البلاد.

وحول كلام البرهان عن أن السودان ووحدته مهددان، شرح الحسن في حديث إلى "العربي" من الخرطوم أن خلفية هذا الحديث تعود إلى أن ما بين 300 إلى 500 قتيل سقطوا في دارفور خلال شهرين، وإلى الاحتقان الموجود بين مختلف المكونات في شرق البلاد، والإشكالات في الشمال على الحدود السودانية المصرية، فضلًا عن أزمة الحركات التي لم توقع على اتفاقية السلام في دافور وجبال النوبة.

كما تحدث الحسن عن وجود خطاب كراهية على مواقع التواصل الاجتماعي بين مختلف المكونات المجتمع السوداني. 

وأشار إلى أن الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية معطلة داخل العاصمة وفي بعض المدن الأخرى، معتبرًا أن الوضع بات لا يحتمل ويهدد وجود البلاد.

وتعليقًا على كلام المعارضة بأن لا شرعية للمجلس العسكري، رأى الحسن أن الشرعية تستمد من الشعب وصناديق الاقتراع.

"التصعيد مستمر"

عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير عبد الناصر علي اعتبر أن كل ما يحدث اليوم في السودان من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية هو نتيجة "انقلاب 25 أكتوبر".

وأشار في حديث إلى "العربي" من العاصمة السودانية أن هذا الانقلاب عطّل الحياة السياسية وقطع الطريق أمام مسيرة التحول الديمقراطي في البلاد.

ولفت إلى أن جميع السودانيين يدفعون ثمن الخطوة التي ارتكبها البرهان والتي وصفها بـ"الانتحارية"، وقال: "بدأت القوى الثورية والثوار ولجان المقاومة في اتخاذ الخطوات التي تجبر المكون العسكري على التنازل".

وشدد على أن ما يدفع الأمور إلى الأمام هو تسلم المكون المدني للسلطة في البلاد وتكوين هياكل المرحلة الانتقالية من القوى المدنية الديمقراطية.

وقال: "مستمرون بالتصعيد، والاعتصامات تعم الخرطوم، ونسير اليوم في طريق الإضراب والعصيان المدني لاستكمال طريق ثورة الشعب السوداني".

"انتقال المعركة إلى ميدان المكونات المدنية"

بدوره، لفت الباحث السياسي عباس محمد صالح إلى أن القوى السياسية ومن بينها المكونات المدنية التي كانت متحالفة في وقت سابق من المرحلة الانتقالية مع العسكر تفاوتت مواقفها حول بيان البرهان.

ورأى في حديث إلى "العربي" من أديس أبابا أن هذه المواقف جزء من الانقسام والاستقطاب السياسي الذي يحصل في السودان والذي أوصل البلاد إلى هذه المرحلة من الانسداد السياسي.

صالح اعتبر أن المكون العسكري في خطوته الجديدة، نقل المعركة إلى ميدان المكونات المدنية التي كانت جزءًا من التسوية السياسية التي تم التوصل إليها عقب سقوط الرئيس الأسبق عمر البشير على حد قوله.

وأضاف أن المكون العسكري استطاع وضع الآلية الثلاثية في موقف حرج، بعدما كان إخراج المكون العسكري من العملية السياسية من أهم العقبات التي واجهت العملية السياسية والوساطة التي قامت بها في بداية الأمر بعثة الأمم المتحدة والتي تم توسيعها لاحقًا إلى الآلية الثلاثية.

المصادر:
العربي
شارك القصة