Skip to main content

الاغتيالات السياسية في لبنان.. سلاح لتغيير المعادلات أم ورقة ضغط؟  

الإثنين 15 فبراير 2021

أثار اغتيال الناشط السياسي اللبناني لقمان سليم المخاوف من دخول بلاد الأرز مرحلة جديدة من التصفيات الجسدية المتجذّرة في التاريخ السياسي للبنان. ولطالما ترافقت الاغتيالات السياسية في لبنان مع فوضى داخلية، وارتبطت بمعارك ليّ الأذرع ذات البعد الإقليمي في ظل انسداد الأفق السياسي والانفلات الأمني. 

وتزامن اغتيال سليم مع أزمة سياسية كبرى يعيشها لبنان حاليًا، تتمثّل في تعثّر تشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري، في ظلّ انهيار اقتصادي متسارع، وأزمة ثقة بين الشعب والسلطة أدت إلى ثورة "17 تشرين". وشكّل انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب 2020، الصفعة الكبرى للطبقة السياسية الحالية، والتي بموجبها تبقى المساعدات الخارجية للبنان، مرهونة بتنفيذ الإصلاحات وتشكيل حكومة اختصاصيين تنال رضا الشعب. 

ورغم تمسّك الحريري بحكومة وفق شروط المبادرة الفرنسية، إلا أن طرحه يُواجه أبوابًا مسدودة، إذ لم تفض مساعيه منذ تكليفه، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى أي نتائج إيجابية سواء في مفاوضاته مع رئيس الجمهورية ميشال عون أو مع الأحزاب السياسية الأخرى التي تتمسّك بالحفاظ على مكتسباتها في الحقائب الوزارية. 

وسط ذلك، وفي ظلّ المتغيّرات الإقليمية والدولية، تُطرَح تساؤلات عمّا إذا كانت الاغتيالات السياسية في لبنان أضحت سلاحًا لتغيير المعادلات السياسية الداخلية، أم ورقة ضغط لترهيب الخصوم والشعوب. 

"رسالة تخويف"

يرى الأكاديمي والناشط السياسي علي مراد أن الاغتيالات السياسية في لبنان هي "القاعدة في وقت الأزمات، وهي عبارة عن آلة قتل تُصيب معارضين لجهة معينة". 

ويوضح مراد، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ  "السياق التاريخي للاغتيالات في لبنان يؤكد ارتباطها بالأزمات السياسية"، مُعتبرًا أن اغتيال لقمان سليم "ليس من أجل معلومة كان يمتلكها، بل هو رسالة تخويف لكل من يعتقد أنه يستطيع أن يُواجه الحزب المُهيمن على السلطة". 

ويشدّد على أن المشكلة الحقيقية هي في "سياسة الإفلات من العقاب التي رافقت كل الاغتيالات في لبنان".

"مرحلة انتقالية"

أما الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني إلياس حنا، فيرى أن نمط الاغتيالات السياسية في لبنان يتمثّل في "أزمة سياسية تنعكس، بسبب الأزمة الإقليمية، إلى فلتان أمني". 

ويشير حنا، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إلى أن المرحلة التي يعيشها لبنان هي "مرحلة انتقالية"، معربًا عن اعتقاده بأنّ "حزب الله هو أقوى لاعب فيها، واغتيال سليم جزء منها".

ويلفت إلى أن لبنان "أسير التداعيات الإقليمية، وهو يعيش مرحلة انتظار قاتلة قد تهدم الدولة بشكل كبير"، محذّرًا من أنّ "أي حكومة مُقبلة ستكون حكومة لعهد بائد". 

"مواجهة مقبلة"

من جهته، يرى الباحث في معهد "كارنيغي" للشرق الأوسط مهند حاج علي أن لبنان "يُعاني من مشكلة بنيوية تتمثّل في ضعف الدولة، وتحوّله إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية". 

ويشير حاج علي، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إلى أن لبنان أمام مُواجهة مقبلة بين السلطة والشعب اللبناني، معتبرًا أنّ غتيال سليم يأتي للجم أي تحرّكات مستقبلية للشعب".

ويشدّد على أنه "لا يُمكن لأي حكومة أن تحلّ المشكلات البنيوية التي يُعانيها الشعب، وبالتالي فإن التحرّكات الاحتجاجيّة ستتصاعد في المستقبل القريب". 

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة