الانتخابات الروسية.. المعارضة تتهم السلطات بالتزوير على نطاق واسع

اتهم معارضون السلطات الروسية، اليوم الإثنين، بالتزوير على نطاق واسع بعد فوز حزب روسيا المتحدة الحاكم، الذي يدعم الرئيس فلاديمير بوتين، بأغلبية أكبر من المتوقع في الانتخابات البرلمانية.

وبعد فرز ما يزيد على 99 في المئة من الأصوات، قالت لجنة الانتخابات المركزية إن حزب روسيا المتحدة اقتنص ما يقرب من 50 في المئة من الأصوات، في حين حصل أقرب منافسيه وهو الحزب الشيوعي على ما يقل عن 19 في المئة.

ويعني حجم الانتصار أن حزب روسيا المتحدة سيكون له أكثر من ثلثي النواب في مجلس الدوما المؤلف من 450 مقعدًا، ما سيمكنه من الاستمرار في تمرير القوانين دون الحاجة إلى الاعتماد على أطراف أخرى.

وكان فوز "روسيا المتحدة"، الحزب الذي ساعد بوتين في تأسيسه، أمرًا متوقعًا تمامًا إذ مُنع منتقدوه الأكثر صخبًا من حلفاء المعارض المسجون أليكسي نافالني؛ من المشاركة بعد أن وصفتهم محكمة بالمتطرفين في يونيو/ حزيران.

وأشارت استطلاعات رأي قبل التصويت إلى أن السخط على مدى سنوات من تدهور مستويات المعيشة ومزاعم الفساد؛ من شأنهما إضعاف التأييد لحزب روسيا المتحدة، لكن النتائج الرسمية شبه النهائية تظهر أن الحزب حصل على نسبة أصوات أقل بنحو أربعة في المئة فقط مقارنة بالمرة السابقة التي أجريت فيها انتخابات مماثلة عام 2016.

فشل إقامة الاحتجاج

ودعا بعض أنصار الحزب الشيوعي المقيمين في موسكو الذين اعتبروا أنفسهم بأنهم شعروا بالخداع؛ إلى احتجاج في العاصمة الروسية مساء اليوم الإثنين، لكن الشرطة سارعت إلى إغلاق الميدان المركزي الذي دعوا للاحتجاج فيه.

وكان المرشحون المنافسون لروسيا المتحدة في موسكو متقدمين في أكثر من نصف الدوائر الانتخابية البالغ عددها 15، لكنهم خسروا جميعًا بعد إضافة نتائج التصويت الإلكتروني.

وشجع حلفاء نافالني تصويتًا تكتيكيًا ضد حزب روسيا المتحدة، وحاولت السلطات إلغاءه.

وقالت السلطات الانتخابية إنها ألغت النتائج في أي مركز للاقتراع ظهرت به مخالفات واضحة، وإن المنافسة بشكل عام كانت نزيهة.

ووفقًا لرئيسة لجنة الانتخابات إيلا بامفيلوفا فقد كان التصويت نظيفًا وشفافًا بشكل استثنائي، وقالت لبوتين إنها ستنظر في أي شكاوى قبل إعلان النتائج النهائية يوم الجمعة.

وأدلى بوتين ببيان قصير شكر فيه الناخبين بعد أن أشاد الكرملين بالنتيجة، قائلًا إن حزب روسيا المتحدة أكد دوره كحزب قيادي، وأعلن الكرملين أن الانتخابات كانت تنافسية ومنفتحة وصادقة.

بوتين! بوتين! بوتين!

من غير المرجح على ما يبدو أن يتغير المشهد السياسي مع استمرار هيمنة بوتين، الذي يتولى السلطة رئيسا أو رئيسا للوزراء منذ عام 1999، قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة التي تجري في عام 2024.

ولم يحدد بوتين، البالغ من العمر 68 عامًا، بعد ما إذا كان سيرشح نفسه.

وأظهرت النتائج شبه النهائية احتلال الحزب الشيوعي المركز الثاني، يليه الحزب الديمقراطي الليبرالي القومي وحزب روسيا العادلة؛ بحصول كل منهما على نحو 7.5 بالمئة من الأصوات، وغالبًا ما تدعم الأحزاب الثلاثة الكرملين في القضايا الرئيسية.

وفي تجمع احتفالي في مقر حزب روسيا المتحدة بثه التلفزيون الحكومي؛ هتف رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين الحليف المقرب للزعيم الروسي: "بوتين! بوتين! بوتين!" أمام حشد كان يلوح بالأعلام.