الرئيس الإسرائيلي يكلّف نتنياهو بـ"محاولة" تشكيل الحكومة الجديدة

كلّف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، اليوم الثلاثاء، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ"محاولة" تشكيل الحكومة المقبلة بعد مشاورات أجراها الإثنين مع الأحزاب، رغم إشارته إلى أنه "لا يعتقد" أنّ مثل هذه الفرصة ممكنة.

وقال ريفلين في تصريح متلفز: "اتخذت قراري بناء على التوصيات التي أشارت إلى فرصة أكبر لنتنياهو في تشكيل الحكومة". وأضاف: "لم يكن قرارًا سهلًا بالنسبة لي سواء على الصعيد المعنوي أو الأخلاقي".

وقال ريفلين: "لا يوجد أي مرشح لديه أغلبية لتشكيل حكومة"، مضيفًا أنه قرر تكليف نتنياهو بهذه المهمة؛ "لأن لديه فرصة صغيرة أفضل لإنجاز المهمة".

وذكر أنه خلال مشاوراته مع الأحزاب الفائزة بالانتخابات، أوصى 52 من نواب الكنيست البالغ عددهم 120، بتكليف نتنياهو بمهمة تشكيل الحكومة، فيما أوصى 45 نائبًا بإسناد المهمة إلى زعيم حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد، و7 أوصوا بزعيم حزب "يمينا" نفتالي بينيت.

وأشار إلى أن 3 أحزاب، لها 16 نائبًا بالكنيست، لم توصِ بأي مرشح لتشكيل الحكومة، وهي: حزب "أمل جديد" اليميني برئاسة جدعون ساعر، والقائمة المشتركة برئاسة أيمن عودة، والقائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس.

ريفلين لم يكن "يتخيّل" تكليف نتنياهو

وفي كلمته التي نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، أشار ريفلين إلى أنّه لم يكن يتخيّل، حين انتُخِب قبل سبع سنوات، أنّه سيكلّف المرشح نفسه لتشكيل الحكومة خمس مرّات في ولايته.

ولفت إلى أنّ الاعتبار الأساسي بالنسبة إليه، هو من يستطيع أكثر من غيره تشكيل حكومة تحوز على ثقة الكنيست، مشدّدًا على أنّ أيّ مرشح لا يستطيع حاليًا الحصول على الأكثرية في الكنيست. وقال: "لديّ شعور أنّ أيًا من المرشحين لا يملك فعليًا فرصة تشكيل ائتلاف حكومي".

ولا تزال إسرائيل غارقة في أسوأ أزمة سياسية في تاريخها، مع انقسام حادّ بين الناخبين وتمثيلهم في البرلمان "الكنيست" المؤلف من 120 عضوًا حول ما إذا كان نتنياهو يستحق تمديد فترة ولايته القياسية البالغة 12 عامًا متتالية أم لا.

وفاز حزب الليكود اليميني في الانتخابات حاصدًا 30 مقعدًا في البرلمان المؤلّف من 120 عضوًا، لكنّ قدرة زعيم الحزب على تشكيل ائتلاف حكومي قابل للاستمرار لا تزال محفوفة بالمخاطر.

ويلزم تشكيل الحكومة الحصول على ثقة 61 نائبًا على الأقل من أعضاء الكنيست الـ 120.‎

وذكر مكتب الرئيس الإسرائيلي في بيان أن القانون يمنح المكلف مهلة 28 يومًا لتشكيل الحكومة، ويمكن تمديدها لمدة 14 يومًا إضافية بموافقة الرئيس.

"إشكالية" تكليف نتنياهو وهو "قيد المحاكمة"

وتطرّق الرئيس الإسرائيلي في كلمته كذلك إلى "إشكاليّة" تكليف مرشح يخضع للمحاكمة، إلا أنّ المحكمة العُليا قضت بأنّ هذا الأمر مسموح، فارتأى أن يبقى بمنأى عن هذا النقاش.

وقال: "لا يمكن للرئيس أن يحلّ مكان المشرّعين". وأضاف أنّ قرار منع مرشح قيد المحاكمة من تشكيل حكومة، يبقى بيد الكنيست.

لكن القانون يمنح ريفلين سلطة تقديرية واسعة في اتخاذ قراره. وكان قد أعلن الإثنين أن "الاعتبارات الأخلاقية" قد تلعب دورًا في هذا الصدد، في إشارة واضحة إلى قضايا الفساد الثلاثة التي يواجهها نتنياهو.

ونتنياهو هو أول رئيس وزراء إسرائيلي يُتّهم في منصبه. واستؤنفت أمام المحكمة المركزية في القدس الشرقية المحتلّة محاكمة نتنياهو بالتزامن مع بدء رئيس الدولة مشاورات لاختيار المرشّح لتشكيل الحكومة المقبلة.

ووصل نتنياهو (71 عامًا) إلى المحكمة بعد أن خاض رابع انتخابات تشريعية مبكرة في أقل من عامين، وكان في استقباله عدد من أنصاره بالإضافة إلى معارضين أطلقوا عليه لقب "وزير الجريمة" وسط انتشار للشرطة.

وصدر أمر ليمثل زعيم الليكود شخصيًا أمام المحكمة المركزية لبدء المرافعات في قضية يحاكم فيها بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.