Skip to main content

العقوبات الأميركية على روسيا.. رسائل بايدن إلى موسكو

الخميس 4 مارس 2021

فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، في خطوة منسقة، عقوبات على شخصيات روسية على خلفية تسميم زعيم المعارضة ألكسي نافالني، تتضمن حظر السفر وتجميد الأصول. 

وأعلن وزير الخارجية الاميركي أنطوني بلينكن عن إدراج روسيا على قائمة الدول التي يحظر توريد التكنولوجيا الدفاعية إليها، كما منع المؤسسات المالية التابعة للحكومة الاميركية من إقراض موسكو. 

وتوعدت روسيا بالرد على العقوبات الغربية الجديدة، مشيرة إلى أنها تؤثر سلبًا على العلاقات بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. 

وجاء الرد الروسي الذي هدد بقطع العلاقات مع الاتحاد الاوروبي في حال فرض عقوبات على موسكو بسبب نافالني، على لسان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الذي أكد إلى أن رد بلاده سيكون بطريقة تخدم مصالحها على أفضل وجه.

ومن جهتها، استغربت الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري قيام السلطات الاميركية بادراجها على قائمة الدول التي يحظر توريد التكنولوجيا الدفاعية إليها، مؤكدة أن الولايات المتحدة لا تورد أسلحة لروسيا ولا توجد خطط بهذا الشأن. 

وتُعد العقوبات الاميركية على روسيا بسبب نافالني الأولى منذ تولي الرئيس الاميركي جو بايدن منصبه، بعد أن كان الرئيس السابق دونالد ترمب امتنع عن فرضها على موسكو في هذه القضية.

وقد تجعل العقوبات التحالف الروسي ـ الصيني أمرًا طبيعيًا بل حتميًا.

"يوم جديد"

وتعليقًا على هذه التطورات، اعتبر ريتشارد غودستين ـ المستشار والباحث الاستراتيجي في الحزب الديمقراطي ـ في حديث لـ "العربي"، أن "الرسالة التي تريد إدارة بايدن إيصالها الى الكرملين عبر العقوبات الجديدة هي القول أن يومًا جديدًا قد بدأ يختلف عما كان عليه الحال إبان حكم دونالد ترمب، الذي كان شخصًا استخدم روسيا لمساعدته في قرصنة رسائل البريد الالكتروني الخاصة بهيلاري كلينتون ولم يفعل شيئًا حين استخدمت روسيا هجومًا سيبرانيًا لقرصنة وكالات الولايات المتحدة الاميركية".

وأضاف: "ما يقوله بايدن هو أن يومًا جديدًا بدأ، وأن التدخلات في الحملات والهجمات السيبرانية لن تمر دون تبعات ودون محاسبة".

ولفت إلى أن "ما يريد بايدن أن يعكسه من هذه العقوبات هو أن "هذه ليست النهاية"، ولم يذكر أي شيء عن خيار عسكري"، مردفًا: "لكنني افترض أنه على أهبة الاستعداد لأخذ أي عامل في عين الاعتبار عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالح الولايات المتحدة".  

"روسيا ذات سيادة"

من جانبه، أكد الباحث السياسي والاستراتيجي قسطنطين سيفكوف في حديثه لـ "العربي" أن نافالني لم يُسمم من قبل السلطات الروسية أو من جانب أحد، فهو ما زال حيًا. وأشار الى أن روسيا لو أرادت تسميمه لكان ميتًا الآن وانتهى أمره.

ولفت إلى أن "روسيا دولة ذات سيادة وليست تحت سيطرة الولايات المتحدة الاميركية والى أن لا علاقة لواشنطن بسياسة موسكو". 

وأضاف: "إذا أرادت الولايات المتحدة أن تُملي سياساتها على دول أخرى، فيجب عليها أن تدفع ثمن هذه التدخلات".  

وبشأن "اتحاد روسيا والصين"، أشار سيفكوف إلى أن "الولايات المتحدة متحدة مع كل دول أوروبا لن تستطيع أن تقسم ظهر هذا الاتحاد".

وأكد أن روسيا ستمضي قدمًا في سياساتها، وأردف بالقول إن سياسات موسكو مع تشديد العقوبات ستكون أكثر صرامة وأكثر سيادية.

"هذا ما انتظره الأوربيون"

ويقول ناصر جبارة، الصحافي المتخصص بالشأن الأوروبي، إن من الجيد أن تأتي العقوبات الجديدة باسم الاتحاد الاوروبي والادارة الاميركية الجديدة.

ولفت إلى أن الاتحاد الاوروبي يعرف جيدًا أن إدارة بايدن ستنتهج سياسة مغايرة تجاه روسيا، وهذا ما انتظره الأوروبيون لفترة طويلة.

وشرح أن مشكلة الاوروبيين في هذا الموضوع هو أن مواقفهم تجاه القضية الروسية متباينة منذ 2014 عندما أقدمت روسيا على ضم شبه جزيرة القرم. ولكن اتخاذ عقوبات اميركية ـ أوروبية مشتركة ضد روسيا هو إشارة إلى أن الاتحاد الاوروبي والاميركيين يحاولون في الوقت الراهن اغتنام الفرصة من أجل بلورة سياسة مشتركة غربية ضد الانتهاكات الروسية. 

المصادر:
"العربي"
شارك القصة