Skip to main content

القاتل ظلّ حرًا طليقًا.. مقتل مغربي يكشف "ثغرات" في القانون الأميركي

السبت 30 أكتوبر 2021
حملة في تكساس تحت عنوان "العدالة لعادل الدغوغي"

عادت القوانين المثيرة للجدل في الولايات، والتي يمكن أن تسمح حرفيًا لأصحاب المنازل بقتل الأشخاص داخل ممتلكاتهم، إلى دائرة الضوء بعد القضية الصادمة لرجل مغربي قُتل بالرصاص بعد أن أوقف سيارته في ممر منزل بمنطقة سان أنطونيو، في تكساس.

فوفق "الغادريان"، قتل عادل الدغوغي، 31 عامًا، في وقت سابق من هذا الشهر على يد صاحب المنزل تيري تيرنر. لكن لم يتم القبض على الفاعل بذريعة قانون "قِف في أرضك".

استغلال لقانون "قِف في أرضك"

فعلى الرغم من أن تيرنر قتل الدغوغي بواسطة سلاح حربي، إلاّ أن محامي المتهم يؤكدون أنهم سيدافعون عن موكلهم بموجب قانون "قف في أرضك" الذي يسمح لأصحاب المنازل باستخدام القوة المميتة ضد شخص ما دخل ممتلكاتهم إذا اعتبروا الأمر غير ضروري أو يشكل خطرًا.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن قوانين "قف في أرضك" تتعارض مع المفهوم العام القائل بأنه في حالة الخطر، يجب على المرء التراجع أو الهروب. بدلاً من ذلك، يجوز في تكساس وعدد كبير من الولايات الأميركية لأي شخص أن "يقف على أرضه" ويدافع عن نفسه بشكل مبرر.

وتم سن أول قانون "قِف في أرضك" في الولايات المتحدة بفلوريدا عام 2005، عقب ضغوط شديدة من الجمعية الوطنية للبنادق (NRA). وخضع القانون للتدقيق الوطني في أعقاب إطلاق نار غير مبرر حصل عام 2012 على تريفون مارتن، وهو مراهق أسود قتل على يد جورج زيمرمان.

صدمة في تكساس بعد مقتل الدغوغي

وصدمت تفاصيل مقتل الدغوغي الكثيرين، فالضحية مسلم هاجر إلى الولايات المتحدة عام 2013 ودرس المالية، واستعار ليلة الجريمة سيارة صديقته سارة تود، بعد حضوره حفل شواء في كونفيرس، وهي بلدة بالقرب من سان أنطونيو.

وبينما كان في طريقه إلى المنزل، توقف الدغوغي ودخل في الحي حيث يقطن تيرنر بمدينة مارتنديل التي تبعد نحو 88 كيلومترًا شمال شرقي سان أنطونيو، على الأرجح عن طريق الخطأ. إذ تعتقد عائلة الدغوغي وصديقته أنه ربما ضل طريقه في بلدة غير مألوفة وأنه توقف ليتحقق من الاتجاهات، بحسب "الغارديان".

إنما وفقًا لإفادة خطية حصل عليها فرع تكساس التابع لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (CAIR)، يوم 11 أكتوبر/ تشرين الأول، "كانت الساعة 3.30 فجرًا عندما نهض تيرنر لاستخدام الحمام ولاحظ وجود سيارة متوقفة في ممر سيارته".

وأوضحت الوثائق أن تيرنر حمل على الفور بندقيته، وعندما خرج، كانت السيارة التي كان يقودها الدغوغي مضاءة وكانت تسير للخلف داخل الممر. فأطلق النار على الدغوغي من نافذة السيارة أثناء مغادرته، وأصابت الرصاصة يده ورأسه. ثم اتصل تيرنر بخدمة الطوارئ وقال: "لقد قتلت رجلاً للتو".

كما زعم تيرنر عند التحقيق معه، أن الدغوغي صوب مسدسه نحوه. ولكن لم يتم العثور على مسدس قط.

من جهتها، قالت ساندرا جويرا طومسون، أستاذة القانون في جامعة هيوستن: "يفترض القانون أن استخدام القوة كان ضروريًا على الفور إذا دخل الشخص الآخر بالقوة إلى منزل أو سيارة مأهولة لشخص ما".

وتابعت: "يتطلب الأمر أن يكون لدى المتهم دليلًا على أن الشخص المقتول كان في طريقه لارتكاب نوع من الجرائم. إذا لم يكن هناك أي دليل على أي جرم، فإن الدفاع عن النفس لا ينطبق هنا".

"موت عادل الدغوغي جريمة قتل"

وأكد الناطق باسم مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية فايزان سيد: "نعتقد أن موت عادل هو جريمة قتل، الأمر واضح وبسيط. كان ينبغي القبض على تيري تيرنر في نفس اليوم الذي أطلق فيه النار على عادل وقتله".

وأضاف سيد: "إنها وصمة عار على هذا البلد ونظامنا القانوني إذ استغرق الأمر 14 يومًا تقريبًا، بعد اتصالات بوزارة العدل والوكالات الأخرى، ليقوم قسم الشرطة بعمله الضئيل للغاية في البحث، واعتقال تيري تيرنر".

كما شددت عائلة الشاب المغربي ومحاميه أن عادل لم يشكل أي تهديد لتيرنر. وتخطط العائلة الآن لإجراء الترتيبات اللازمة لدفن ابنها في المغرب.

المصادر:
الغارديان
شارك القصة