Skip to main content

الممثل بديع أبو شقرا لـ"العربي": الدراما اللبنانية مهددة

الأربعاء 5 مايو 2021
كان الممثل بديع أبو شقرا من أبرز وجوه الحراك الشعبي في لبنان خلال أكتوبر 2019

يتمتع الممثل بديع أبو شقرا بإطلالة درامية ربطت بين جيلين في لبنان، جيل الشباب والجيل الذي سبقه، مع تنوع في إطلالته في شتى الأعمال الفنية، السينمائية والدرامية والمسرحية.

ويعيش أبو شقرا حالياً ارتدادات نجاح عمله الجديد "راحوا" الذي بدأ عرضه في شهر رمضان المبارك.

ويروي الفنان اللبناني الذي سيكون ضيف المسلسل اللبناني "للموت" أيضًا، لموقع "العربي" تجربته الجديدة، مشيرًا إلى أن أصداء المسلسل "جيدة جدًا"، وهو ما يعكس واقعية العمل.

ويكشف أبو شقرا ظروف العمل الشاقة التي واكبت مراحل التصوير، خاصة في ظل عدم وجود أي تسهيلات للإنتاج الدرامي في لبنان، من قبل الجهات المختصة، في ما يتعلق بتأمين مواقع التصوير والشوارع وغيرها من مستلزمات الانتاج، وصولاً إلى تنظيم المهن الفنية التابعة للنقابة

ويتناول المسلسل "عملًا إرهابيًا" يرتبط بالفساد، يستهدف مدنيين أبرياء، ويستعرض تأثيره على واقع العائلات والمجتمع والتحولات الخاصة لضحايا تلك الجريمة.

وحول إطلالته في أكثر من عمل في بطولة مشتركة مع الممثلة كارين رزق الله؛ الأمر الذي كرسهما "ثنائي الأعمال اللبنانية الجديد"؛ اعتبر الممثل صاحب الـ46 عاماً أن الأسماء لا تصنع الثنائيات، إنما ما يصنعها هو الانسجام على المستوى الفكري والإنساني والهواجس المشتركة، معتبرا أن هذه الأمور عادة ما تولد "كيمياء ظاهرة"، وخاصة إذا كانت تلك العوامل تتشارك مع النص والإخراج.

الدراما المشتركة نتيجة لا هدف

ويقول أبو شقرا إن الدراما العربية المشتركة تكرست كنوع خاص في العالم العربي، معتبرًا أن الدراما المشتركة بين الممثلين العرب ليست هدفًا بل هي نتيجة. 

ويوضح أبو شقرا أن تحويل هذا النوع من الدراما إلى هدف تسويقي فقط؛ أمر لن يكتب له النجاح، بل "يجب أن تنطلق من الخليط الاجتماعي الموجود، الأمر الذي يشكّل تطورًا إيجابيًاً لا سيما مع وجود المنصات الرقمية التي شكلت حالة جامعة في محيطنا العربي". ويضيف أبو شقرا أن هذه المنصات "مفيدة جداً بالنسبة للممثل اللبناني على مستوى الانتشار".

الدراما اللبنانية في خطر

وفيما يشهد لبنان انهيارًا اقتصاديًا غير مسبوق في تاريخه، في ظل تفشي فيروس كورونا وفرض إغلاق عام في كل القطاعات العاملة والمنتجة أكثر من مرة، يؤكد أبو شقرا أن "الدراما اللبنانية تبذل جهداً كبيراً وبمخاطرة عالية، في ظل أزمة بإمكانها أن تصل إلى حد توقف قطاع الإنتاج على مستوى الأعمال المحلية". 

ويضيف أبو شقرا أن ذلك يأتي في إطار غياب الرعاية من الجهات المختصة والممولين، الذين لم يؤمنوا يوماً بقوة هذه الدراما.

وعلى الرغم من إقرار  أبو شقرا بالخطر الذي يهدد الدراما اللبنانية، لكنه يرى أن من الممكن استغلال الظروف الحالية لتصبح صناعة قائمة في حد ذاتها، لا سيما أن لبنان مرشح لأن يكون "استديو" للعالم العربي، بسبب عوامل عدة متوفرة فيه، من العوامل الطبيعية إلى الإمكانيات التقنية.

ويبدي بديع أبو شقرا تقديره للمشاهدين العرب الذين يستسيغون الدراما اللبنانية، معتبرًا أن ذلك يأتي من محبتهم للبنان ومن تقديرهم للحريات التي يتمتع بها، لذلك لا خوف على قدرة الأعمال اللبنانية على إثبات وجودها عربياً، كونها تعطي "نكهة خاصة" على حد تعبيره.

قدم أبو شقرا عدداً من الأعمال المشتركة مع الممثلة كارين رزق الله

عودة أهل المسرح 

يرى أبو شقرا -الحاضر دومًا في مواسم المسرح اللبناني وأحد أبرز نجوم الخشبة- أن الدراما تختلف عن المسرح، فالقانون المحلي يسمح لقطاع الإنتاج الدرامي من الاستفادة بحدود الـ20% من المواهب خارج إطار خريجي الفنون وغير المحترفين. 

ويرحب أبو شقرا بالنجاحات التي يحققها زملاؤه المسرحيون الذين شاركوا في الأعمال المحلية هذا الموسم. وتشهد الأعمال اللبنانية زخمًا جديدًا يقوده معظم نجوم المسرح اللبناني، أمثال كارمن لبس، وفادي أبو سمرا، وكارول عبود، وبرناديت حديب وغيرهم من أبطال الخشبة في لبنان.

ويقول أبو شقرا إن "وجود الوجوه اللبنانية المحترفة والأكاديمية في الدراما اللبنانية ضرورة، وقبل 15 عامًا كنت قد حملت مسؤولية التردي في الأعمال الدرامية لتلك الوجوه، بسبب قرار أغلبية الذين كانوا موجودين بقوة على المسرح بالابتعاد عن الدراما".

ويتابع أبو شقرا: "كان من الأفضل أن يشاركوا بنهضة تلك الدراما والتأثير على صناعتها، سواء في النصوص أو الإخراج أو التمثيل، على غرار ما حصل للدراما السورية، فالذين أسسوا لنهضة تلك الدراما هم المثقفون والأكاديميون والمحترفون سواء في المسرح أو في السينما". 

ويؤكد أبو شقرا أن مشاركة هذه المجموعة في الدراما أغنتها وستضعها على السكة الصحيحة.

دعا أبو شقرا المسرحيين للمشاركة في نهضة الدراما اللبنانية

الثائر الذي يكره التنميط 

ولم يغب أبو شقرا عن "الثورة اللبنانية" التي فجرها الحراك الشعبي في 17 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019. وكان الممثل المحبوب جماهيريًا أحد أبرز وجوه تلك الثورة والحاضر في أكثر من ساحة اعتصام ومظاهرة على امتداد الأراضي اللبنانية.

لكن أبو شقرا يقف ضد مبدأ "الرسالة" في الفن، وكذلك ضد إعطاء الفن تسميات محددة، كالفن الثوري أو الملتزم، كما يؤكد نه ضد "المباشرة" في الأعمال الفنية، فالممثل يمكن أن يقدم عملًا "رومانسيًا"، على سبيل المثال، لكنه يعكس في الوقت نفسه جانبًا ثوريًا لبلد في طور التغيير. وذلك، من وجهة نظر أبو شقرا، أفضل من المحاكاة المباشرة وتوجيه الرسائل التي ستظهر وكأنها نوع من التلقين.

ولا يهاب الممثل المسرحي والتلفزيوني من الخوض في النقاش والعمل السياسي، ويحظى حسابه على فيسبوك بمتابعة كبيرة من الناشطين في الحراك الشعبي، والمعارضين للسلطة الحالية بكافة رموزها.

ويقول أبو شقرا إن "الفن في لبنان سلاح يمتلكه الشعب للتغيير في ظل الأوضاع الحالية، وهذا الأمر يتقاطع مع كل شعوب وشباب المنطقة العربية، فالفن هو وسيلة تغيير حقيقية لواقع مشترك في معظم تلك البلدان". ويعتبر أن العالم العربي "خزان هائل" من المواضيع التي من الممكن الخوض فيها فنيًا. 

المصادر:
العربي
شارك القصة