Skip to main content

انعكاسات سلبية على الأسعار.. التوتر بين موسكو وكييف يربك إمدادات السلع الغذائية

الثلاثاء 22 فبراير 2022

تُعد روسيا وأوكرانيا على التوالي ثالث وتاسع أكبر منتجي القمح، وحينما تستشعر الأسواق أن علاقة البلدين تتجه نحو مزيد من التأزيم، فإن التعامل مع أسعار هذه الحبوب البالغة حاليًا نحو 830 دولارًا للطن الواحد سيصبح شيئًا من الذكريات لا غير.

وفي ضوء التطورات شرقي أوروبا، رجّح تجار أن ترغم التوترات المتصاعدة بين موسكو وكييف مشتري القمح والذرة وزيت دوار الشمس على البحث عن شحنات بديلة، وهو ما يرفع أسعار الأغذية العالمية التي تقترب بالفعل من أعلى مستوياتها منذ سنوات طويلة.

وبينما صار الجناح الشرقي من أوروبا على شفا الحرب بعدما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته بدخول منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا، تدنت الأسعار بقوة في أسواق الأوراق المالية العالمية وقفزت أسعار النفط اليوم الثلاثاء.

وتسهم الدولتان بنحو 29% من صادرات القمح العالمية، و19% من إمدادات الذرة في العالم، و80% من صادرات زيت دوار الشمس، ويخشى التجار أن تؤثر أي اشتباكات بين جيشَي البلدين على حركة الحبوب وتدفع المستوردين إلى البحث عن بدائل للإمدادات القادمة من منطقة البحر الأسود.

قفزة في المبيعات الآجلة

وقفزت مبيعات القمح الآجلة في شيكاغو بنسبة تزيد على 2% اليوم الثلاثاء، وارتفع سعر الذرة مسجلًا أعلى مستوى منذ سبعة أشهر وارتفع أيضًا سعر فول الصويا. 

وزادت أسعار السلع الثلاث ومكونات الأعلاف بنسبة تصل إلى 40%، بالمقارنة بمستوياتها المتدنية في 2021، وكان السبب في زيادتها نقص الإنتاج العالمي وزيادة قوية في الطلب.

ونقلت وكالة "رويترز" عن فين زيبل، خبير تجارة المحاصيل في بنك أستراليا الوطني قوله: "الاضطرابات في الإمدادات من منطقة البحر الأسود ستؤثر على مجمل الإمدادات العالمية.. سيبحث المشترون في الشرق الأوسط وإفريقيا على مصادر بديلة".

وكان نحو 70% من صادرات القمح الروسية قد ذهبت إلى مشترين في الشرق الأوسط وإفريقيا في 2021، بحسب بيانات رفينيتيف للشحن.

"بدء اضطراب الإمداد"

ويشير تجار إلى أن تصاعد التوتر دفع بعض المشترين لتحويل سفنهم لموردين آخرين، خوفًا من أن يتسبب اندلاع حرب في تأخر طويل في الشحن.

ونقلت الوكالة عن تاجر يعمل في سنغافورة قوله: "السفن تتجنب دخول البحر الأسود بسبب خطر الحرب.. اضطراب الإمداد بدأ بالفعل".

ومن الممكن أن يتسبب نقص الإمدادات من منطقة البحر الأسود في زيادة الطلب على القمح من الولايات المتحدة وكندا.

وتحوم أسعار الأغذية العالمية بالفعل حول أعلى مستوياتها منذ عشر سنوات، بسبب قوة الطلب على القمح ومنتجات الألبان، بحسب ما أورده برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أواخر العام الماضي.

وتعد مصر أكبر مستوردي القمح على الإطلاق بواقع 12 مليون طن سنويًا، وهي تعتمد على أوكرانيا وروسيا لمدها بـ 85% من هذه الحبوب الذهبية.

وإذا ما أفلحت في الحصول على إمداداتها من البلدين هذا العام، فإن أسعار القمح المتزايدة ستفضي إلى ارتفاع فاتورة دعم القاهرة للسلع الغذائية، رغم تجاوز قيمتها السنوية 5 مليارات ونصف. 

المصادر:
العربي - رويترز
شارك القصة