Skip to main content

انقلاب ميانمار.. 18 قتيلًا وفرض الأحكام العرفية

الإثنين 15 مارس 2021
تمكّن متظاهرون بورميون استخدموا أجزاء من مستوعبات النفايات دروعًا لهم من نقل المصابين.

قُتل 18 متظاهرًا على الأقل، الأحد، في ميانمار خلال تظاهرات ضد الانقلاب العسكري، في حصيلة يومية هي الأفدح منذ سيطرة الجيش على الحكم، في حين أعلنت السلطات الانقلابية فرض الأحكام العرفية في بلدتين واقعتين ضمن نطاق العاصمة الاقتصادية رانغون.

ومنذ انطلاق الاحتجاجات على الانقلاب قُتل أكثر من 80 شخصًا، علمًا أن الحصيلة مرشّحة للارتفاع بعد أعمال العنف التي سُجّلت الأحد.

ودانت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة إلى بورما "بشدة" ما وصفته بأنه "حمام دم" في البلاد.

وقالت المبعوثة الأممية كريستين شرانر بورغنر، في بيان، إن "المجتمع الدولي وخصوصًا اللاعبين الإقليميين يجب أن يرصّوا الصفوف في التضامن مع الشعب البورمي وتطلّعاته الديموقراطية".

وبرّر الجيش انقلابه مرارًا بتأكيد حصول عمليات تزوير واسعة النطاق خلال الانتخابات التشريعية التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر، وحقّق فيها حزب "الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية" بزعامة سو تشي فوزًا كبيرًا.

أحكام عرفية

وليل الأحد، أفاد الإعلام الرسمي بفرض الأحكام العرفية في بلدتي هلاينغ ثاريار وشويبيثا. وتُعدّ البلدتان مركزين صناعيين، وتتركّز فيهما كبرى مصانع الألبسة.

وقال مذيع في قناة حكومية إن المجلس العسكري "يمنح سلطة الأحكام العرفية الإدارية والقضائية للقائد الإقليمي في رانغون لممارستها (في بلدتي هلاينغ ثاريار وشويبيثا) ... للاضطلاع بالأمن والحفاظ على سيادة القانون والهدوء بشكل أكثر فعالية".

وخلال الأسابيع الأخيرة، تشنّ قوات الأمن التابعة للمجموعة العسكرية، حملة قمع شبه يومية ضدّ المحتجين باستخدام الغاز المسيّل للدموع والأعيرة المطاطية والرصاص.

وفتحت قوات الأمن النيران على المحتجين في هلاينغ ثاريار، كبرى بلدات رانغون، فيما اشتبك متظاهرون مسلحين بعصي وسكاكين معهم، بينما كان آخرون ينقلون الجرحى بعيدًا عن موقع المواجهات في سيارات.

وتمكّن متظاهرون استخدموا أجزاء من مستوعبات النفايات دروعًا لهم من نقل المصابين، لكن طبيبة كشفت أنه تعذّر إنقاذ الجميع.

وعلى مدار اليوم، سُمع صوت إطلاق الرصاص باستمرار، فيما شوهدت آليات عسكرية تسير في الشوارع.

وأصدرت السفارة البريطانية في رانغون بيانًا وصفت فيه استخدام القوة "ضد أشخاص أبرياء" بأنه "مروع"، داعية إلى "وقف العنف فورًا" وإعادة السلطة إلى الحكومة المدنية المنتخبة.

وقبل اندلاع أعمال العنف، كان ضابط في الشرطة قد نشر تسجيل فيديو على تطبيق "تيك توك" قال فيه إن قوات الأمن ستستخدم الأسلحة الثقيلة أثناء التصدي للمتظاهرين.

وقال: "لن أرحم هلاينغ ثاريار"، مضيفًا أنه يتوقّع أن يتصدّى أهالي المنطقة للشرطة، إلا أنه توعّد بالقول "لن نرحمهم".

وبعد ساعات، تمّ حذف الفيديو الذي تحقّقت وكالة فرانس برس من صحّته.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأنه تمّ هدم خمسة مصانع ألبسة في البلدة. ومن المباني التي تم تدميرها، مصانع مملوكة لصينيين، وفق سفارة الصين في بورما التي دانت أعمال "مدمّرين" في بيان نشرته في صفحتها على "فيسبوك".

وحضّت السفارة الصينية الشرطة المحلية على ضمان أمن الشركات الصينية وموظفيها.

ومساء، تأكدت أنباء عن مقتل شخص في بلدة تاموي، وأوردت وسائل الإعلام أن قوات الأمن أطلقت النار على محتجين حاولوا إحراق مركز للشرطة.

وفي مدينة هباكانت في شمال البلاد، فرّقت قوات الأمن تظاهرة صغيرة قبل حلول الظهر في مواجهة أسفرت عن مقتل شخص، حسب ما أفاد طبيب وموقع إخباري محلي.

وفي ماندالاي، ثاني مدن البلاد، فتحت قوات الأمن النار على المحتجين الذين هرعوا لإجلاء الجرحى من ساحة الاشتباكات، حسب ما أفاد صحافيو فرانس برس في المكان.

"أحلك الأوقات" 

وجاءت التجمعات الأخيرة غداة دعوة نائب رئيس برلمان الظلّ مان وين خينغ ثان المحتجين لمواصلة التعبئة ضد "الدكتاتورية الظالمة" للمجلس العسكري.

وقال مان وين خاينغ ثان، في مقطع فيديو نشر مساء السبت على صفحة "برلمان الظل" على "فيسبوك": "نمرّ بأحلك الأوقات في تاريخ الأمة وبات الضوء في نهاية النفق قريبًا".

وأضاف ماهن وين خاينغ ثان، المسؤول الكبير في "الرابطة الوطنية للديموقراطية" بزعامة اونغ سان سو تشي والذي كان رئيس البرلمان في عهدها، أن الحكومة المدنية ستسعى إلى "سن القوانين اللازمة لكي يتسنّى للناس الدفاع عن أنفسهم" في وجه الحملة الصارمة التي يفرضها الجيش.

ووضع ثان قيد الاقامة الجبرية لدى وقوع الانقلاب في الأول من شباط/فبراير وفقًا لرابطة "مساعدة السجناء السياسيين". وكان خطابه السبت أول ظهور له بصفته نائب الرئيس الموقت لـ"برلمان الظل".

وحذّرت المجموعة العسكرية من أن تشكيل "برلمان الظل" يعد "خيانة عظمى" تصل عقوبتها القصوى إلى السجن 22 عامًا.

وأحيا الناشطون، أمس السبت، ذكرى اندلاع انتفاضة ضد الحكومة العسكرية في العام 1988 في ميانمار.

وكان الجيش قد أطاح في الأول من فبراير الحكومة المدنية برئاسة زعيمة حزب "الرابطة الوطنية" أونغ سان سو تشي الحائزة نوبل السلام العام 1991، والموضوعة قيد الإقامة الجبرية، وفق رابطة "مساعدة السجناء السياسيين". وتشهد البلاد احتجاجات يومية للمطالبة بعودة الديموقراطية وإطلاق سراحها.

وتعمد قوات الأمن إلى قمع التظاهرات بعنف، ما أوقع بحسب مركز محلي لإحصاء الضحايا، أكثر من 80 قتيلًا.

المصادر:
ا ف ب
شارك القصة